توجه ناخبون موريتانيون اليوم الى صناديق الاقتراع في انتخابات بلدية تقاطعها جبهة احزاب المعارضة بقيادة احمد ولد داداه الذي تعد السلطات لمحاكمته بتهمة الدعوة الى العنف. ويشارك في الانتخابات الحالية فصيل معارض واحد هو "اتحاد القوى الديموقراطية" جناح محمد ولد مولود. وهو فصيل منشق عن تجمع المعارضة الرئيس الذي يقوده ولد داداه. اما "الشركاء" الآخرون فهم اضافة الى الحزب "الجمهوري الديموقراطي" الحاكم جماعات حزبية صغيرة متحالفة معه. وتخوض الانتخابات في بعض الدوائر على قوائم موحدة معه. وهناك "مستقلون" اعضاء في الحزب الحاكم انشقوا عنه "موقتاً" لترشيح انفسهم في وجهه. ويتوقع فوز حزب السلطة بكل المقاعد استناداً الى ما يوحي به ميزان القوة حالياً. وبدا خلال الحملة الانتخابية التي استمرت اسبوعين عزوف الموريتانيين عن العملية الا في بعض المدن والقرى الريفية التي اتخذ فيها الصراع طابع التنافس بين قوى محلية قبلية. وحاولت المعارضة انعاش الحملة في العاصمة وبعض المدن الكبيرة الاخرى من خلال مهرجانات شعبية دعت فيها الى المقاطعة وروجت لأفكار معادية للسلطات لكن الناخب غير المسيس ظل بعيداً عن الطرفين. وتجري الانتخابات الحالية وسط ازمة سياسية وتزايد التوتر في الصراع الدائر بين السلطة والمعارضة. ومن المقرر ان يمثل زعيم المعارضة ولد داداه واثنان من زملائه امام العدالة بعد يومين لمواجهة تهمة بپ"بث خطاب يدعو الى عدم التسامح" والدعوة الى اعمال "من شأنها الاضرار بالأمن والسلم العمومي". ويعاقب القانون من تثبت عليه هذه التهمة بما يتراوح بين سنة وخمس سنوات. ويقود ولد داداه منذ ثلاثة اشهر حملة دعائية ضد السلطات وصلت حد المطالبة باستقالة الرئيس معاوية ولد الطايع. وتركز الحملة على "الفساد واختلاس المال العام وتزييف الديموقراطية والهرولة نحو اسرائيل".