غيّب الموت الكاتب والناقد اللبناني أحمد أبو سعد عن عمر يناهز 78 عاماً، وهو كان بدأ حياته شاعراً ثمّ تحوّل الى النقد الأدبي فإلى البحث في شؤون التراث الشعبي. وفي هذا الحقل كانت له أبحاث مهمّة وكتب. ونهج أبو سعد في أبحاثه تلك كما في أعماله النقدية نهج الباحث الصارم والدقيق والملم بأسرار البحث والتحليل. في أيامه الأخيرة كان مأخوذاً بالعمل على معجم فريد تمكّن من انهائه رغم معاناته الشديدة، وصدر في عنوان "معجم أسماء الأسر والأشخاص ولمحات من تاريخ العائلات". ولقي المعجم هذا نجاحاً كبيراً ورواجاً. ولد عام 1921 في المغيريّة إحدى قرى إقليم الخرّوب الشوف وتلقى دروسه الابتدائية ثم انتقل الى بيروت والتحق بالكلية الشرعية معروفة شعبياً بأزهر لبنان وحصل في أثناء ذلك على شهادة دار المعلّمين ونال شهادة الماجستير في اللغة العربية وآدابها من الجامعة اللبنانية. بدأ حياته الأدبية شاعراً فأصدر ديوانين هما "حمم" و"قصائد دافئة" ومسرحية شعرية هي "هند أم معاوية". ثم اتجه للبحث الأدبي والنقد الشعري فصدرت له دراستان عن "فن القصّة" و"أدب الرحلات وتطوّره في التاريخ العربي" وكتاب "الشعر والشعراء في السودان" و"الشعر والشعراء في العراق". وانصرف أخيراً الى دراسة التراث الشعبي في لبنان والبلدان العربية فأصدر كتاب "أغاني ترقيص الأطفال عند العرب"، ثم "معجم الألعاب الشعبية اللبنانية" و"قاموس المصطلحات والتعابير الشعبية".وله في التأليف المعجمي "معجم التراكيب والعبارات الاصطلاحية العربية"، و"معجم فصيح العامّة" و"معجم أسماء الأسر والأشخاص ولمحات من تاريخ العائلات". وانتخب أميناً عاماً لاتحاد الكتّاب اللبنانيين في أوائل السبعينات.