الجزائر - أ ف ب - ذكرت صحف جزائرية أمس أن قوات الأمن تحاصر منذ الأحد زعيم "الجماعة السلفية للدعوة والقتال" المسلحة حسان حطاب في منطقة القبائل شرق العاصمة. وقالت الصحف إن حطاب محاصر مع "امرائه"، "موفوق" و"تواتي" و"العبدي"، في منطقة القبائل، إضافة الى عدد من حراسه، وأوضحت أن أي حصيلة لم تتوافر بعد عن هذه العمليات. وقالت صحيفتا "لا تريبون" و"الجزائر غداً" إن الجيش يقوم حالياً بعمليات تمشيط، بمساندة قوات الأمن والمدنيين المسلحين، في ادغال غابات ميزرانا وسيدي علي بوناب وصولاً إلى ذراع الميزان والاخضرية. وبدأت عمليات التمشيط هذه اثر كمين نصب لدورية من الجيش عشية عيد الفطر في 17 كانون الثاني يناير. وقتل في المكمن ثمانية عسكريين، في وقت أصبحت الحواجز "المزيفة" شبه يومية في هذا القطاع حيث قتل أفرادها عشرة أشخاص وزرعوا الرعب في صفوف السكان. وقد تكاثرت بالفعل الكمائن وعمليات الاغتيال و"الحواجز المزيفة" منذ أشهر في منطقة القبائل التي شهدت موجة من العنف لا سابق لها منذ 1992 مع اندلاع الأزمة الجزائرية. ومع مرور الأيام تحولت منطقة القبائل حيث للمعارضة وللإسلاميين نفوذ واضح، معقلاً لحسان حطاب الذي يعرف باسم "ابو حمزة" 32 عاماً وهو من منطقة الرويبة، إحدى ضواحي العاصمة الجزائرية ومنشق عن "الجماعة الاسلامية المسلحة" بزعامة عنتر زوابري والتي اتهمها باستخدام الوسائل "التعسفية"، ووعد بعدم التصدي إلا لقوات الامن ولمجموعات الدفاع الذاتي. لكن سكان منطقة القبائل يعيشون في هاجس حصول تجاوزات ضد القرى المعزولة وفي خوف من ان يكونوا عرضة لمجزرة جماعية. واختار بعض السكان طريق الرحيل مثل سكان قرية آيت علوية التي تقع في سفح جبال جرجرة. ولا يتجرأ آخرون على التجول ليلاً، خصوصاً سكان قرية تخوخت التي شهدت عدداً من الاعتداءات، وكذلك قرية تاوريرت موسى التي اغتيل فيها المطرب معطوب الوناس في 25 حزيران يونيو 1998. وأوضحت صحيفة "الاصيل" أنه امام تزايد الحواجز "المزيفة" على الطريق الرئيسي الذي يحمل الرقم 5 خصوصاً في منطقتي الاخضرية والبويرة 120 كلم شرق العاصمة، اتخذت السلطات "اجراءات أمنية جديدة" من أجل ضمان الأمن على هذا الطريق الحيوي في الشرق الجزائري. وأضافت ان تعزيزات ارسلت إلى هذه المنطقة واقيمت نقاط عسكرية في المناطق التي كانت تكثر فيها الحواجز المزيفة. وكان الحادث الأكثر دموية الذي حصل على أحد هذه الحواجز المزيفة هو الهجوم على باص قتل خلاله 12 شخصاً قرب الاخضرية في كانون الاول ديسمبر الماضي، وكذلك خطف فتاتين وجدتا بعد أيام عدة مغتصبتين ومذبوحتين قرب مكان اعتداء على باص.