احتدمت المعارك في شمال أفغانستان امس. وأعلنت مصادر المعارضة الأفغانية بقيادة الجنرال أحمد شاه مسعود عن دخول قواته مساء أمس الى وسط مدينة ميمنة عاصمة ولاية فارياب في شمال غربي أفغانستان. وكانت سيطرة "طالبان" على هذه المدينة في آب اغسطس الماضي فتحت امامها الطريق إلى مزار الشريف عاصمة الشمال الأفغاني. وقالت مصادر المعارضة الأفغانية أن قواتها قتل 30 من مقاتلي "طالبان" وأسرت 70 آخرين أثناء دخولها المدينة. وجاء تقدم المعارضة الافغانية غداة الاعلان عن تولي مسعود منصب قائد "المجلس العسكري" المعارض ل "طالبان" والذي تشكل أول من أمس في شمال أفغانستان ويضم تنظيمات وأحزاباً عدة مناهضة للحركة. كما تزامن مع نشاطات ديبلوماسية اقليمية ودولية من أجل تخفيف حدة التوتر في أفغانستان. ووصل إلى إسلام آباد أمس وزير خارجية تركمانستان بوريس شيخ مرادوف لإجراء محادثات مع مسؤولين باكستانيين وآخرين من "طالبان"، للتحضير لمؤتمر يتوقع عقده في عاصمة أوزبكستان طشقند لمناقشة القضية الافغانية. وكان وزير الدولة الباكستاني للشؤون الخارجية صديق خان كانجو قام بزيارة لدول وسط آسيا التي لا تتفق مع السياسة الباكستانية المتعاطفة مع "طالبان". وكانت أوزبكستان أقدمت أخيراً على قطع التيار الكهربائي عن شمال أفغانستان. ومعلوم أن مناطق الشمال الأفغاني وتحديدا مزار الشريف، تحصل على الكهرباء من أوزبكستان. ولم تفلح اتصالات أجرتها "طالبان" في ثني أوزبكستان عن هذا القرار. و من المقرر أن يقوم الوسيط الدولي إلى أفغانستان الأخضر الإبراهيمي بزيارة إلى باكستان و إيران ودول وسط آسيا من أجل التحضير للمؤتمر الذي سيعقد في طشقند وستحضره دول "6"2" و هي الدول الست المجاورة لأفغانستان إضافة إلى أميركا و روسيا.