السيد المحرر، تحية وبعد، إن اللقاء الأخوي الذي جرى في 9 من كانون الثاني يناير الجاري في مدينة صلاح الدين في شمال العراق بين الحزب الديموقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني يعد من أهم المباحثات بعد اللقاء الذي جرى في واشنطن بتاريخ 17 أيلول سبتمبر 1998. وبعيداً عن حضور أي طرف ثالث اتفق الطرفان مبدئياً على بنود عدة مهمة ومنها الالتزام بكل بنود تفاهم واشنطن والسعي من أجل تنفيذه وازالة كل العقبات والعراقيل وتقسيم الموارد المالية وافتتاح مكاتب للحزبين في مختلف المناطق، وتهيئة الأجواء والمساعدة على عودة المهجرين. وأعلن وفد الاتحاد الوطني الكردستاني التزامه التام بطرد عناصر حزب العمال الكردستاني - التركي من المنطقة الخاضعة لسيطرته. وأكد الطرفان على تعزيز علاقات الصداقة مع الدول المجاورة التي تخوفت من انشاء دولة كردية في شمال العراق. واستطاع الطرفان اقناع هذه الدول بالتركيز على وحدة العراق وسيادته الاقليمية وان كل ما في الاتفاق هو التوصل إلى حل لصراع كردي داخلي، ضمن إطار العراق على أساس فيديرالي تمهيداً لانتخابات عامة، موعدها في الأول من تموز يوليو المقبل. وتعد هذه الانتخابات الثانية من نوعها بعد عام 1992 التي فاز بها مسعود بارزاني ورضي باقتسام السلطة بينه وبين طالباني من أجل مصلحة القضية الكردية. وتعهد الحزبان بعدم اللجوء إلى السلاح والعنف لحل الخلافات وعدم السعي لتشجيع التدخل الخارجي، وجلب أولئك الذين ينتهكون السلام إلى العدالة. ومن ثمرات هذا الاتفاق ظهور الفضائية الكردية KTV التي تبث برامجها من مدينة صلاح الدين. فهذه القناة المرئية ستنضم إلى كم كبير من القنوات المسموعة والعشرات من الصحف والمجلات الصادرة في الاقليم. وأخيراً ستبرهن الأحداث في الأيام المقبلة مدى نجاح هذا اللقاء والمصالحة الاخوية الكردية وهل سيكون الأول وتليه سلسلة اخرى من المباحثات واللقاءات أم يكون الأخير من نوعه؟ بون - يحيى هركي