بغداد - أ ف ب، رويترز - حضت الصحف العراقية امس وزراء الخارجية العرب المجتمعين في القاهرة على اصدار اعلان من طرف واحد لرفع الحظر المفروض على العراق وادانة الهجمات الاميركية والبريطانية بوضوح. وقال نائب رئيس الوزراء العراقي طارق عزيز عشية اجتماع القاهرة ان "موقفنا هو وجوب ادانة العدوان". واوضحت صحيفة "بابل" التي يشرف عليها عدي صدام حسين النجل الاكبر للرئيس العراقي ان اجتماع وزراء الخارجية العرب يشكل "فرصة حقيقية ليعكس العرب رغبة الجماهير في رفع الحظر عن العراق". ودعت الوزراء العرب الى "البدء فوراً في كسر الحظر عربياً ورفض سياسة القوة الاميركية والكيل بمكيالين، ليس تجاه العراق فحسب، وانما ازاء الامة العربية وقضاياها". وشددت على ضرورة "ان يتخذ العرب موقفاً موحداً يدين العدوان الاميركي - البريطاني ويجرّم المعتدين، والمطالبة بالغاء قرار اميركا المنفرد بحظر الطيران في شمال العراق وجنوبه". وقالت صحيفة "الجمهورية" "نريد قراراً عربياً صحيحاً مستقلاً … لا يعبّر عن وجهة النظر الاميركية … والمطالبة برفع الحظر فوراً عن العراق ووضعه موضع التنفيذ". وعكست صحيفتا "القادسية" و"الثورة" موقفاً مماثلاً من المطالب العراقية من اجتماع القاهرة. من جهة اخرى اعتبر طارق عزيز ان تركيا "تعيش نوعاً من الشيزوفرينا" في علاقاتها مع العراق. واضاف في حديث مع وفد سياسي ونقابي اسباني حضره الصحافيون مساء السبت "ان تركيا ترى انها متضررة من الحظر على العراق وهي لا تفعل شيئاً لرفعه بل تعطي الفرصة لاميركا وبريطانيا لمواصلة العدوان على العراق". واعلن ان بغداد تجري حالياً حواراً مع الاكراد للتوصل الى "حل سلمي" للوضع في شمال العراق. وقال: "نحن نمارس الحوار حالياً" من دون كشف الفصيل الكردي الذي تجري بغداد اتصالات معه. واضاف "نحن على استعداد للحوار مع القيادات الكردية للوصول الى حل سلمي وديموقراطي للمسألة الكردية". وسخر عزيز من الادعاءات الاميركية في شأن حماية الاكراد مشيراً الى ان "الاميركيين يزودون الجيش التركي بالاسلحة لقتل الاكراد والاتراك". وشدد طارق عزيز على ان العراق يريد طي صفحة الماضي في علاقاته مع سورية، وانه "مستعد لإقامة اوثق العلاقات مع سورية وليس لدينا رغبة للعودة الى صفحات الماضي". واضاف ان العلاقات بين البلدين "تحسنت فعلاً لكنها لم تبلغ ما نتمنى ان تصله". الى ذلك اعلن رئيس المجلس الوطني العراقي سعدون حمادي لدى استقباله الوفد الاسباني ان العراق "سيقاوم التدخل الاميركي في شؤونه الداخلية". ونفت "وكالة الانباء العراقية" عن حمادي قوله لدى استقباله الوفد الذي يضم 130 شخصاً من 35 منظمة سياسية ونقابية ان العراق "سيقاوم العدوان والمخططات الاميركية التي تسعى الى اضعاف العراق والتدخل في شؤونه الداخلية". وأبلغ وزير التجارة العراقي السيد محمد مهدي صالح الوفد الاسباني ان خسائر بلاده بسبب الحظر تجاوزت 140 بليون دولار. وقال إن برنامج "النفط مقابل الغذاء" "لم ينفذ كما هو متفق عليه مع الامين العام للأمم المتحدة". وشدد على ان المواد التي كان يجب ان يتلقاها العراق خلال المرحلة الرابعة من البرنامج التي انتهت في نهاية تشرين الثاني نوفمبر الماضي "لم يصل منها كمعدل عام سوى 20 في المئة من الغذاء و2 في المئة من الدواء". وأكد أن "سبب ذلك هو ان اميركا تضع الفيتو على عقود مذكرة التفاهم برنامج النفط مقابل الغذاء وتجمدها لفترة وبعد الضغط عليها تطلق جزءا منها". وانتقد المبادرة الاميركية الهادفة الى السماح للعراق بزيادة مبيعاته النفطية، مؤكداً ان الهدف منها "سياسي وليس تطبيق قرارات مجلس الامن".