حمل وزير الدفاع الاسرائيلي المقال اسحق موردخاي بعنف على رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، وحمّله مسؤولية تدهور العملية السلمية وتدمير حزب ليكود. وأكد في مؤتمر صحافي ان نتانياهو افسد علاقات اسرائيل بالولايات المتحدة وبالدول العربية. وزاد انه بسبب نتانياهو تخسر اسرائيل اتصالاتها مع الدول العربية. وأشار الوزير الى الاجتماع الذي كان مقرراً ان يعقده مع الرئيس حسني مبارك في شرم الشيخ امس وألغي بسبب قرار نتانياهو أول من أمس إقالة موردخاي. راجع ص4 وأعلن موردخاي انه سيوحد جهوده مع اقطاب حزب الوسط الجديد، وانه سيتم الاعلان اليوم عن الطريق الذي سيسلكه الحزب. ونفى أن يكون قرر ترك حزب ليكود قبل ان يقيله نتانياهو. وتحولت الجلسة الاسبوعية للحكومة الاسرائيلية امس الى ساحة للشتائم المتبادلة بين موردخاي وبين نتانياهو وعدد من اعضاء الحكومة، مما اضطر موردخاي الى ترك الجلسة والتوجه الى حائط المبكى لأداء الصلاة. وعكست اجواء الجلسة الاخيرة التي يشارك فيها موردخاي كوزير للدفاع عمق ازمة الثقة بينه وبين نتانياهو اذ لم يترك المجال للوزير المُقال لانهاء قراءة رسالته الوداعية لمجلس الوزراء. ووضع موردخاي القلنسوة على رأسه وبدأ بتلاوة مقطع من مزامير التوراة قائلاً انه "يلائم اكاذيب نتانياهو". واتهم رئيس الوزراء ب "التلفيق وعدم قول الحقيقة والعمل ضد السلام". وكشف موردخاي انه كان غادر مرات جلسات للحكومة "لعدم تمكنه من سماع اشياء غير دقيقة" وقال انه ادى مهماته بكل امانة ووضع نصب عينيه "مصلحة شعب اسرائيل" ورد على الاتهامات التي وجهها اليه نتانياهو وقال فيها انه "انتهازي سعى الى مصلحته الشخصية"، وقال موردخاي ان كل ما طلبه من نتانياهو هو تأمين "الاحتياجات الامنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية". واشار الى ان اربعة من افضل الوزراء في الحكومة قدموا استقالاتهم بسبب السياسة الخرقاء لنتانياهو، وقال: "للاسف الشديد طلبت هذه الحكومة اقالتها في الكنيست، وهي التي وصلت الى نهايتها، وانا وصلت الى نهاية منصبي كوزير للدفاع". وبدأ نتانياهو هجومه على موردخاي عندما توجه الى الوزراء الحاضرين امس وقال: "لا اريد القول ما طلبت مني أنت موردخاي والموفدون من قبلك، ولا اريد ان تقدم لي المواعظ". وزاد: "قررت الانضمام الى بضعة اشخاص من دون طريق محدد، قرروا ترشيح انفسهم نتيجة لاستطلاعات الرأي". واتهم الوزير يهوشع متساع موردخاي بالعمل لاسقاط الحكومة، ووجه كلامه اليه: "كان عليك ان تستقيل قبل ان تجري مفاوضات مع حزب يريد اسقاطنا". وعندما تبين لموردخاي انه لن يستطيع استكمال قراءة رسالته غادر جلسة الحكومة غاضباً وتوجه الى حائط المبكى، وبعدها الى الزعيم الروحي لحركة "شاس" الحاخام عوفاديا يوسف الذي قدّم له التهاني. وانضم موردخاي الى اجتماع اقطاب حزب الوسط، الذين قرروا ترشيحه لرئاسة الحكومة. ومن المقرر ان يودع هيئة الاركان في مراسيم رسمية اليوم فيما تجرى الانتخابات التمهيدية لرئاسة حزب ليكود، الذي ينافس رئيس الوزراء فيها موشي ارينز علماً ان نتانياهو قرر تعيين الاخير خلفاً لموردخاي. لكن ارينز اعلن انه لن يردّ على طلب نتانياهو قبل ان يخوض الانتخابات ضده، وقال: "جل اهتمامي الآن محصور في الانتخابات التمهيدية، وسأتخذ قراراً بشأن وزارة الدفاع بعد النتائج". وابدى حزب العمل المعارض موافقته على تعيين ارينز وزيراً للدفاع "لسدّ الفراغ الامني" الذي أوجدته إقالة موردخاي. وقالت مصادر عسكرية ان قبول ارينز شبه الاكيد لتعيينه "سينقذ امن اسرائيل من نتانياهو".