حذرت الادارة الاميركية العراق امس من تهديد الكويت او اي من جيرانه، مؤكدة تقارير عن تحريك قوات عراقية، لكنها قللت من اهميتها. وأكد "المجلس الأعلى للثورة الاسلامية" في العراق تحريك بغداد قوات في الجنوب، فيما اكدت مصادر كردية حشد قوات عراقية في محاذاة منطقة التماس في الشمال راجع ص4. وأعلن المسؤول عن قسم الشرق الأوسط في مجلس الأمن القومي الاميركي بروس رايدال ان الادارة تراقب الحدود العراقية - الكويتية عن كثب، لكنه اوضح انه لا يستطيع تأكيد الانباء عن حشود عسكرية عراقية على هذه الحدود. وقال رايدال ان على الرئيس العراقي صدام حسين ان لا يخطئ في تقدير تصميم الولاياتالمتحدة على منعه من تهديد جيرانه "وسنعمل للتأكد من انه لن يتمكن من تهديد الكويت او أي من جيرانه. وسنتخذ التدابير المناسبة اذا وجدنا ذلك ضرورياً. كنا واضحين في الماضي - خصوصاً في كانون الأول ديسمبر، في اننا مستعدون لاستعمال القوة اذا كان ذلك ضرورياً". وكان مسؤول آخر في مجلس الأمن القومي ذكر ان التحركات العراقية تأتي في اطار عملية نشر للقوات العراقية خصوصاً مع انتهاء شهر رمضان المبارك. وتحدث رايدال عن جهود الادارة لدعم المعارضة العراقية. وقال سنعمل على اجراء لقاءات مع هذه المجموعات بهدف جمعها، لكنه اوضح "نعترف بأن عدداً من هذه المجموعات لا يزال في حال خلاف مع بعضه. ولم نتوصل الى اتفاق على كيفية عملها معاً". وأكدت الناطقة باسم القيادة المركزية الاميركية جودي سبنسر حصول بعض التحركات العسكرية العراقية، لكنها لاحظت انها "غير ملموسة ولا تشكل امراً غير عادي عما شاهدناه في الماضي". وكشفت الناطقة عن خرق طائرتين عراقيتين من طراز "ميغ 23" منطقة الحظر الجوي في الجنوب الخميس الماضي. وعلق ناطق باسم وزارة الخارجية البريطانية على الانباء عن تحريك قوات عراقية في جنوب البلاد بقوله: "اطلعنا على التقارير لكن ليست لدينا تأكيدات مستقلة". وأضاف ان "من الضروري بالنسبة لنا ان لا نغفل حال اليقظة ازاء الموقف في العراق ولو للحظة واحدة بعد التقارير الاخيرة عن حشود عسكرية في جنوبالعراق". ووصف ناطق باسم قوة المراقبة الدولية للحدود العراقية - الكويتية الاوضاع على الحدود امس بأنها "هادئة". وأكدت مصادر كردية في شمال العراق ان الحكومة العراقية بدأت امس حشد قوات في محاذاة خطوط التماس مع المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة جلال طالباني. وقالت المصادر في اتصال مع "الحياة" ان الحشد شمل مناطق تشمشمال وكلار ومحيط خانقين، وكفري. واضافت ان "المدفعية العراقية قصفت بعض المواقع القريبة من كلار من دون ان توقع ضحايا". في لندن نفى رئيس المؤتمر الوطني العراقي الدكتور احمد الجلبي ان تكون الادارة الاميركية وجهت دعوة لتنظيمات المعارضة العراقية السبعة للاجتماع في واشنطن. وذكر ان الادارة عينت مسؤولاً للمتابعة ولم تشر الى دعوة الى اجتماع. وتحدث الجلبي في لقاء مع "الحياة" في لندن عن خطة المعارضة وآليات تنفيذ خطوات اسقاط النظام، فقال ان المعارضة "طرحت خطة تفصيلية على الولاياتالمتحدة وحتى الآن لم توافق عليها. وتقوم على: 1- تدريب قوة من المعارضة وتزويدها الدعم اللوجيستي وتموينها وتسليحها بأدوات دفاعية لمواجهة قوات النظام. 2- اعلان منطقة حظر عسكري في جنوبالعراق وشماله وغرب الفرات يمنع فيها تحرك آليات النظام ودباباته. 3- تدخل قوات المعارضة بشكل علني الى تلك المناطق وتعلن عن قيام حكومة عراقية موقتة مقرها العراق، وتتألف من مختلف الاطراف التي تمثل كل فئات الشعب العراقي. وذكر الجلبي ان هناك عقبات تواجه مناطق الحظر العسكري مثل ادارة حياة الناس وتأمين الموارد ومواد الاغاثة وغيرها من الحماية الدولية، وكلها امور سيتم التداول فيها مع جهات دولية واقليمية لتأمين مستلزمات نجاحها.