نشر الغسيل في ملفات اللجنة الاولمبية مستمر ... ومن المؤسف جداً ان يرد إسمان لمسؤولين عربيين ضمن لائحة زعمت مجلة "سبورت انترن" الرياضية انها تخص 13 من اعضاء اللجنة الاولمبية الدولية المتورطين بقضية الرشوة التي تحوم حول فوز مدنية سولت لايك سيتي الاميركية بتنظيم دورة الالعاب الاولمبية الشتوية عام 2002. المسؤول العربي الاول هو الليبي محمد بشير الطرابلسي 61 عاماً عضو اللجنة منذ 1977 واللجنة الدولية لالعاب البحر المتوسط والاتحاد العربية للالعاب الرياضية... والطرابلسي من ابرز "المنظّرين" في عالم الرياضة العربية، وقد نقلت صحيفة "دزرت نيوز" التي تصدر في سولت لايك سيتي عن سهيل الطرابلسي، ابن محمد بشير، قوله "ان رسوم تسجيله في مدارس وجامعة يوتا دفعتها اللجنة المسؤوولة عن ترشيح سولت لايك سيتي واللجان المنظمة فضلاً عن 700 دولار مصروفاً شهرياً"... اما المسؤول العربي الثاني فهو السوداني زين العابدين احمد عبدالقادر 58 عاماً عضو اللجنة الاولمبية الدولية من 1983 الى 1987 ثم اعتباراً من 1990 وحتى اليوم. وقد هرع اكثر من عضو متهم الى نفي تورطه بالرشوة، وليت الطرابلسي وزين العابدين يهرعان بدورهما الى ذلك. استثناءً لقد تبدل كل شيء في هذا العالم، والدورات الاولمبية ليست استثناءاً. في قديم الزمان، الاميركي جيم ثورب، وهو من اصل هندي واسمه الحقيقي وا ثو هوك، بذهبيتي الخماسية والعشارية في اولمبياد ستوكهولم عام 1912 ثم جرد من الذهبيتين بعدما تبين انه كان لاعباً محترفاً في فريقي روكي ماونت ولافاييتفيل للبيسبول وكان يتقاضى بين 60 و100 دولار شهرياً. وعندما تبين للجميع ان الهواية عبارة زائفة اعاد رئيس اللجنة الاولمبية الحالية خوان انطونيو سامارانش بعد انتخابه رئيساً للمرة الاولى عام 1980 الذهبيتين لاسرة ثورب الذي توفي عام 1953 من دون ان يكون في جيبه ولو مليم واحد باعتبار انه لم يكن يملك ثمن بطاقة لدخول الملاعب في اولمبياد لوس انجليس عام 1932. لقد ولّت تلك الايام، وصارت الرياضة تعني فقط المال... وحتى يبقى أعضاء اللجنة الاولمبية الدولية خارج إطار كل شبهة، فإن انتقاءهم يتم وفقاً لمعايير مدروسة ومقننة اهمها ان يكون مرموقاً في مركزه الاجتماعي ونظيفاً وابيض في كفه. وللاسف، عندما كانت المدن تتنافس بكل ما اوتيت من قوة على شرف استضافة الالعاب الاولمبية الحديثة، ضيفية وشتوية، بدأ الحديث سراً عن التقديمات، العينية وغير العينية، التي يحصل عليها عدد من اعضاء اللجنة الاولمبية بدعم من كبريات الشركات العالمية والصناعية لترجيح كفة مدينة على اخرى في الاقتراع النهائي، الى ان كشف رئيس الاتحاد الدولي للتزلج السويسري مارك هولدر قبل اشهر قليلة عن رشاو قدمت قبيل انتخاب سولت لايك سيتي، فبدأت التحقيقات وتوعد سامارانش بإبعاد المرتشين من دون ان يصم آذانه عن أصوات كثيرة تنادي برحيله هو نفسه بعدما بقي في منصبه 19 عاماً... وأطرف ما في الامر ان لجنة اولمبياد ناغانو الشتوي الياباني الذي اقيم العام الماضي اقدمت على حرق عدد كبير من ملفاتها بعد تصريحات هولدر... واغلب الظن انها لم تحرقها لترد عن نفسها الصقيع.