قرر الامين العام للامم المتحدة كوفي انان ايفاد السفير محمد سحنون جزائري مبعوثاً خاصاً الى القرن الافريقي لدعم الجهود الديبلوماسية لحل النزاع الحدودي بين اثيوبيا واريتريا، فيما يواصل الموفد الاميركي مستشار الامن القومي السابق انتوني ليك جولته المكوكية في إطار وساطته بين اديس ابابا واسمرا في النزاع نفسه. ووصل ليك امس الى العاصمة الاريترية آتياً من اثيوبيا حيث اجرى محادثات مع رئيس الوزراء ملس زيناوي ووزير الخارجية سيوم مسفن. وسبق لسحنون ان مثل انان في إجتماعات افريقية عدة عقدت في اديس ابابا وواغادوغو لحل النزاع الحدودي. واكدت الاممالمتحدة ان موعد جولة سحنون سيتحدد لاحقاً بعد التشاور مع الدول المعنية التي سيزورها. في غضون ذلك، ذكرت صحف مستقلة امس في اديس ابابا ان الحكومة الحكومة الاثيوبية بدأت إجراءات لاستخدام ميناء بربرا في "جمهورية ارض الصومال" شمال شرق كمنفذ تستقبل فيه وارداتها من الاسلحة والمعدات العسكرية بدل ميناء جيبوتي. ويأتي هذا الاجراء بسبب قرب جيبوتي من مناطق النزاع الحدودية، الى جانب تمركز جماعات مسلحة معارضة للنظامين الاثيوبي والجيبوتي في مناطق الشريط الحدودي الفاصل بينهما. وتخشى اديس ابابا من تعرض الشاحنات التي تنقل معدات وبضائع من ميناء جيبوتي عبر الحدود الى اثيوبيا لهجمات هذه الجماعات إضافة الى احتمال تفجير خط السكة الحديد الذي يربط بين عاصمتي البدين وتعطيله. وعلمت "الحياة" من مصادر ديبلوماسية افريقية ان اتصالات على مستوى عال تجري بين مسؤولين اثيوبيين وآخرين من "ارض الصومال" تركز على تعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية بين الجانبين، خصوصاً في ترتيبات لاستخدام اثيوبيا ميناء بربرا المطل على خليج عدن. ويعتبر هذا الميناء والطرق التي تربط بينه وبين مناطق الحدود الاثيوبية آمنة وسهلة بالنسبة الى سير الشاحنات. وربط مراقبون في المنطقة اتصالات اثيوبيا و"ارض الصومال" الاخيرة بالاجراءات الامنية المشددة التي تنفذها حكومة اديس ابابا في مناطق الحدود المتاخمة لشمال الصومال، ومن ضمن هذه الاجراءات إعلان السلطات المعنية في دائرة الجوازات الاثيوبية انها في صدد فتح مكاتب تابعة لها في ثلاث مدن رئيسية في تلك المناطق الحدودية لمتابعة حركة تنقل الاجانب بين اثيوبياوالصومال. واشارت تقارير اصدرتها ادارة الهجرة والجوازات اخيراً الى إجراءات امنية ستتخذ ضد الاجانب الذين لا يحملون وثائق سفر او إقامة في مناطق الحدود، خصوصاً بعدما ظهرت مخالفات عدة من اجانب غالبيتهم من الصومال واليمن ودول عربية اخرى.