كغيرها من المجموعات الصناعية التي عرفت طريق التأقلم مع المتغيّرات، يمثل تاريخ مجموعة تينيكو الأميركية أحد نماذج التحوّل الصناعي الحاصل في قطاع صناعة السيارات، بتخلّص عدد من المجموعات الصناعية الضخمة من البدانة الصناعية التي بدأت بدخولها الى ميادين صناعية متنوّعة ونادراً ما جمعت بينها أي علاقة عميقة، وتحوّلها الى التركيز على قطاع صناعي معيّن، أو قطاعات قليلة لكن محددة الرؤية. وقد يكون أحد العوامل المؤدّية الى هذا التحوّل تزايد حدة المنافسة العالمية وإضطرار كل منتج الى الإستثمار أكثر وأكثر في ميادين محددة يتخصص فيها، عوضاً عن "مجرّد" إنتاج تشكيلة واسعة من المنتجات الصناعية المختلفة. فالزمن الذي تعيشه صناعة السيارات اليوم هو زمن عصر النفقات، وخفض عدد المورّدين، وحتى تخفيف عدد قطع السيارات وأنظمتها ذاتها للحد من الكلفة والوزن والتلويث معاً. وتبدو مجموعة تينيكو واحداً من أكثر الأمثلة بلورَة للواقع الجديد، إذ قررت منذ بداية التسعينات التحوّل من "مجموعة صناعية ضخمة" وخاسرة كبيرة بسبب بدانتها وقلّة تنافسيتها، الى "مجموعتَين متخصصتين" في قطاعَي صناعة السيارات من جهة تينيكو أوتوموتيف والتعليب تينيكو باكادجينغ من جهة أخرى. التأسيس تعود تسمية تينيكو الى جذور الشركة التي أسستها مجموعة شيكاغو كوربورايشن، وسط الحرب العالمية الثانية 1943، كفرع لها في ولاية تينيسي لبناء خط أنابيب نقل الغاز الطبيعي من خليج المكسيك الى الشاطئ الشرقي. وفي 1945 باعت شيكاغو كوربورايشن فرعها الى مجموعة إستثمارية حوّلته بدورها الى أسهم بيعت الى الجمهور في 1947 تحت إسم شركة "تينيسي غاز أند ترانسميشن كومباني" وتصبح تينيكو مختصراً جامعاً لبداية كلمتي تينيسي وكومباني. التوسّع باشرت تينيكو توسيع نشاطاتها برئاسة مؤسسها غاردينر سيموندز فدخلت ميادين إنتاج النفط ثم توزيع البنزين تحت ماركتَي "تينيكو" و"رِدْ دايموند"، أو الماسة الحمراء في الولاياتالجنوبية، والمازوت في الشمالية. ثم وسّعت تينيكو نشاطاتها تدريجاً في العقود الثلاثة الأولى من تاريخها الى قطاعات كثيرة شملت الزراعي والكيميائي ومعدّات البناء وبناء السفن. وهنا عرض عام لأبرز محطات تاريخ المجموعة. * 1965: إشترت تينيكو شركةَ "باكادجينغ كوربورايشن أوف أميريكا" المتخصصة في وسائل التعليب المختلفة أصبحت "تينيكو باكادجينغ" في 1995. * 1967: إشترت شركات "كيرن كاونتي لاند كومباني"، حقول نفط وغاز و"ووكر مانوفاكتورنيغ كومباني" عوادم وحصة غالبة في شركة "جي آي كايس" منتجة لمعدّات البناء والزراعة. * 1968: إشترت تينيكو شركة "نيوبورت نيوز شيببيلدينغ"، إحدى أضخم شركات بناء السفن في العالم، ومن إنتاجها حاملتا الطائرات "فورستال" و"إنتربرايز"، إضافة الى غواصات نووية لإطلاق الصواريخ الموجّهة. وشكّل بناء السفن النووية وصيانتها للبحرية الأميركية في زمن الحرب الباردة ثلثي نشاط "نيوبورت نيوز شيببيلدينغ". * 1977: إشترت تينيكو شركةَ "مونرو أوتو إكويبمنت كومباني" المتخصصة في صناعة أسطوانات التخميد. وبلغت تلك المرحلة منعطفها التاريخي أواخر الثمانينات بإصابة المجموعة بعوارض "البدانة الصناعية"، وبدأت الخسائر تتراكم حتى بلغت 11 بليون دولار في 1991. التخصص على الرغم من بدء "حميّتها" في 1988 عندما باعت منشآتها المنتجة للغاز الطبيعي والنفط، للتركيز على عملياتها الصناعية المختلفة، أدركت المجموعة سريعاً أن عليها التخلّص من نشاطات أخرى إن شاءت تجاوز خطر الغرق، لا سيما أن نهاية الحرب الباردة خففت النفقات العسكرية، بما فيها البحرية التي كانت تشكل ثُلثي مداخيل "نيوبورت نيوز شيببيلدينغ". وبدأ التحول الإستراتيجي لمجموعة تينيكو في 1991 بقيادة مايكل وولش رئيس مجلس الإدارة حتى وفاته في 1994 ودانا ميد الرئيس التنفيذي ورئيس مجلس الإدارة منذ وفاة وولش حتى اليوم. ويمكن تلخيص المرحلة الثالثة بالتحوّل من التوسّع الصناعي أفقياً في صناعات مختلفة، الى التوسع العمودي التخصص في ميادين محددة وإتقانها على مستوى عالمي، وإختارت المجموعة التركيز على التوسع في قطاعَي قطع السيارات والتعليب. بمعنى آخر، إنتقلت تينيكو الى ذهنية التوسع التخصصي في قطاعَي السيارات والتعليب بشراء شركات عدة منافسة لكن في إختصاصها ذاته هذه المرّة في أنحاء مختلفة من العالم، لتمتين موقعها في القطاعَين المذكورَين والتمكّن من مواكبة عولمة صانعي السيارات الراغبين في إنتاج موديلات معينة في قارات مختلفة، بإلتزام تأمين قطعها لهم في أي مكان يشاؤون الإنتاج فيه. وفي العرض التالي أبرز محطات نمو تينيكو، خصوصاً "تينيكو أوتوموتيف" الجزء المتخصص في مجال السيارات، مع التوقف عند بعض محطات "تينيكو باكادجينغ" المتخصصة في التعليب. * 1994 - بيع "كايس كوربورايشن" في خمس دفعات آخرها في 1996 لقاء 1.2 بليون دولار. - شراء "بروداكت فور باور" التي جعلت "تينيكو أوتوموتيف" منتجاً رئيسياً للعوادم الحفّازة في سوق السيارات المستعملة في أميركا الشمالية. - شراء مجموعة "جيليت" الأوروبية المتخصصة في صناعة أنظمة العوادم لصانعي السيارات لقاء 113 مليون دولار. - إستثمار 68 مليون دولار في "نيوبورت نيوز شيببيلدينغ" أنظمة روبوتية حديثة للمجالين المدني والحربي لتحسين قيمة الشركة عند بيعها لاحقاً. * 1995 - تأسيس مصنع أسطوانات تخميد ودعائم أنظمة تعليق في المكسيك لمواكبة نمو تجميع السيارات هناك. - شراء "مانوفاكتوراس فونوس" الإسبانية المتخصصة في صناعة أنظمة العوادم للسيارات المستعملة. - شراء مصنع أنظمة تعليق قرب براغ من شركة "أتيسو" التشيخية. - الدخول في مشروع مشترك في الهند أنظمة تعليق مع شركة "هايدروليكس ليمتد". - بيع 50 في المئة من نظام أنابيب "كيرن ريفر" الى "كوستار بايبلاين" لقاء 225 مليون دولار. - الإتفاق مع تويوتا لبيع أسطوانات تخميد مونرو عبر شبكة موزّعي الصانع في اليابان 5000 موزّع. - شراء قسم البلاستيك لدى موبيل لقاء 27.1 بليون دولار للبلاستيكيات أهمية إستراتيجية مزدوجة، لكل من "تينيكو أوتوموتيف" و"تينيكو باكادجينغ". - مشروع مشترك في بيجين لتزويد أسطوانات التخميد لسيارات جيب المجمّعة في الصين. - شراء "ناشونال سبرينغز"، أضخم صانع نوابض لولبية ومقصّية في أستراليا ونيوزيلندا. * 1996 - مشروع مشترك مع شركة "آي تي تي" الأميركية أيضاً لتطوير أنظمة معيارية لقواعد السيارات السياحية والشاحنات الخفيفة بما فيها الجيبات والبيك آب والمينيفان المخصصة للإستخدامات الشخصية أو الخدماتية. - تينيكو تعلن نيتها في تسريع تحوّلها الى شركة عالمية متخصصة في صناعتي قطع السيارات والتعليب. - مشروع مشترك ثانٍ في الصين الشمال لتزويد أنظمة العوادم. - شراء "كليفيت" منتوجات مطاطية لتخميد إرتجاجات المحرّكات وأنظمة التعليق والحد من إنتقالها الى المقصورة من شركة "بولمان كومباني" لقاء 330 مليون دولار. - شراء "مينوتزي"، ثاني أكبر منتج أنظمة عوادم في الأرجنتين. - بدء إنتاج أنظمة عوادم في مصنع مونرو قرب ساو باولو في البرازيل. - شراء الحصة المتبقية من مشروعها المشترك سابقاً في شركة "بوروسان أمورتيسور" في تركيا أسطوانات تخميد. - حملة أسهم "تينيكو إنكوربورايتد" يوافقون على دمج "تينيكو إنيرجي" مع شركة "إلباسو إينيرجي"، وعلى تصريف "نيوبورت نيوز شيببيلدينغ" ببيع الشركتين عملياً في تبادل يعود على حَمَلة أسهم تينيكو ببعض الأسهم من الشركتين بعد إندماجهما في شركات أخرى. - في نهاية 1996، تحوّلت "تينيكو إنكوربورايتد" الى مجموعة تملك "تينيكو أوتوموتيف" لقطع السيارات، و"تينيكو باكادجينغ" للتعليب و"تينيكو بزنس سيرفيسز" تُعنى خصوصاً بتنظيم الشؤون الإدارية لشقيقتيها الأخريين. * 1997 - شراء عمليات تصنيع أنظمة العوادم في شركة "ميشيل" البولندية تبيع في بولندا وهنغاريا وتشيخيا وسلوفينيا. - مشروع مشترك مع "أرمسترونغ هولدينغز ليمتد" في جنوب إفريقيا لإنتاج وتسويق أنظمة التعليق للسيارات المجمّعة هناك، ولسوق قطع الغيار. - شراء "أوتوكان" المكسيكية المنتجة لأنظمة العوادم بما فيها الحفّازة لتلبية حاجات فولكسفاغن، أكبر منتج للسيارات السياحية هناك بما فيها "بيتل" الجديدة. * 1998 - شراء "ريشتر مانوفكتورينغ" المنتجة للمواد البلاستيكية والمطاطية لمختلف وسائل تعليب صناعات الإلكترونيات والسيارات والمفروشات وغيرها. - إلتزام تينيكو أوتوموتيف تزويد فورد العوادم الحفّازة لموديل "موستانغ" الرياضي وأنظمة عوادم شاحنات فورد "ناستراك" و"سبورت تراك". - أوكلت جنرال موتورز الى تينيكو أوتوموتيف الصيف الماضي تزويد أنظمة العوادم لموديلات قاعدة "إيبسيلون" المتوسطة الحجم إبتداء من العام 2001 التي ستستخدم في أميركا الشمالية بنسبة 55$ من إنتاج موديلات القاعدة والجنوبية وأوروبا أوبل، 35$ من إنتاج موديلات القاعدة وأستراليا هولدن، 10$ من إنتاج موديلات القاعدة في أستراليا وأميركا الجنوبية معاً في الأجيال المقبلة من موديلات شيفروليه "ماليبو" وبونتياك "غراند إم" وأولدزموبيل "أليرو" وساترن "إل إس" وأوبل "فيكترا" و"أوميغا" وهولدن "كومودور". وهو أضخم تعهّد في تاريخ تينيكو أوتوموتيف وستبلغ قيمته نحو200 مليون دولار أميركي سنوياً، من إنتاج ما سيصل الى 6.1 مليون سيارة مبنية على القاعدة الجديدة تحت الماركات المختلفة مجتمعة. - تينيكو أوتوموتيف تزوّد هوندا عوادم موديلها المينيفان الجديد المصنوع في أميركا الشمالية أطلق خريف 1998، وهو أكبر من "أوديسي"، ويتوقّع إنتاجه بما لا يقل عن 70 ألف وحدة سنوياً. - الإتفاق مع كرايسلر قبل إندماجها في ديملر-بنز ضمن ديملركرايسلر لتزويد نظام العادم لبيك آب "رام" المقبل سيبدأ إنتاجه في 2001، والمخمّدات المطاطية لجيل جيب "شيروكي" موديل سنة 2001. - نيسان ميكسيكانا تختار تينيكو أوتوموتيف لتزويدها أسطوانات التخميد لموديلها "إتش إس سنترا" الذي سيبدأ إنتاجه في المكسيك مطلع العام 2000 125 ألف وحدة سنوياً. - أعلنت تينيكو أوتوموتيف في تشرين الثاني نوفمبر دخولها مشروعاً مشتركاً مع أحد فروع "شانغاي أوتوموتيف إندستري غروب" لإنتاج أنظمة عوادم في الصين. وسيزوّد المشروع المشترك أنظمة عوادم قاعدة فولكسفاغن "باسات" سانتانا في الصين التي تمثل نحو 40 في المئة من مبيعات النصف مليون سيارة سياحية في الصين سنوياً. وستملك تينيكو أوتوموتيف 55 في المئة من المشروع المشترك الذي سيحمل إسم "شانغاي ووكر إكزوست سيستمز كوربورايشن ليمتد". - شكّلت تينيكو باكادجينغ وسانتينيل برودكتس كوربورايشن في 15 كانون الأول ديسمبر الماضي مشروعاً مشتركاً مناصفة سيحمل تسمية "سانتينيل بولي أوليفين إل إل سي"، وسيركّز على إنتاج الرغوات البلاستيكية المتطوّرة وأبحاثها لتطبيقات صناعة السيارات والأدوات الرياضية والطبية والترفيهية والعوازل الصناعية والأشرطة اللاصقة وغيرها. تينيكو في الشهور ال9 الأولى من 1998 * عائدات مدمّجة: 72.5 بليون دولار أميركي بزيادة 8.6$ عن ال352.5 بليون التي سجلت في الفترة ذاتها من 1997، منها: - 468.2 بليون دولار من "تينيكو أوتوموتيف" مقارنة ب436.2 بليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 1997، علماً بأن إضراب عمّال جنرال موتورز الصيف الماضي لعب دوره في عدم نمو عائدات 1998. - 255.3 بليون دولار من "تينيكو باكادجينغ" مقارنة ب916.2 بليون دولار في الأشهر التسعة الأولى من 1997، بنمو نسبته 6.11$. * الأرباح التشغيلية المدمّجة قبل الفوائد والضرائب: 668 مليون دولار بزيادة 9.11$ عن ال597 مليون التي سجلت في الفترة ذاتها من 1997، منها 305 ملايين من "تينيكو أوتوموتيف" بتراجع نسبته 6.7$ عن ال330 مليون دولار التي سجلت في الفترة ذاتها من 1997، مع لفت النظر الى إنعكاسات إضراب عمّال جنرال موتورز. * الأرباح الصافية المدمّجة: 315 مليون دولار نمو 5.10$ عن ال285 مليون دولار في الفترة ذاتها من 1997. مجموعة تينيكو في 1997 * عائدات مدمّجة: 2.7 بليون دولار نمو 8.9$ عن ال572.6 بليون في 1996، منها: - 226.3 بليون دولار من "تينيكو أوتوموتيف" نمو 26.8$ عن ال980.2 بليون دولار في 1996. - 995.3 بليون دولار من "تينيكو باكادجينغ" نمو 9.10$ عن ال602.3 بليون دولار في 1996. * الأرباح التشغيلية المدمّجة قبل الفوائد والضرائب: 764 مليون دولار بزيادة 6.21$ عن ال628 مليون دولار في 1996، منها 407 ملايين من "تينيكو أوتوموتيف" بنمو نسبته 4.63$ عن ال249 مليون دولار في 1996، و371 مليون دولار من "تينيكو باكادجينغ" تراجع 48.7$ عن ال401 مليون دولار في 1996. * الأرباح الصافية المدمّجة: 315 مليون دولار تراجع 1.23$ عن ال410 ملايين دولار في 1996. * وفي مطلع 1998، كانت مجموعة تينيكو تمثّل عالمياً نحو 50 ألف وظيفة 26 ألفاً في قطاع السيارات و23 ألفاً في التعليب مع منشآت عددها 252 73 في قطاع السيارات و179 في التعليب و2 لقسم خدماتها، ومنتشرة في 32 بلداً.