لا أحد ... لماذا لم أسلّم على والدي عندما جاء من الحلم.. ثم انقضى مرحبا!! و.. أشار الى الليل، قال: لماذا لم تضيئوا الظلام؟! ... كان أباً صاخباً يستثير الكلام.. كان رؤوماً بأعدائه، وعلينا.. لم يكن" كان فظاً أليفاً! وتكفي ابتسامته لتشقّ الظلام.. ولكنه.. ما ابتسمْ! .. أيها الوالد الفذ أورثتنا العربا! وملّكتنا قرية الشعر.. صرنا أباطرة لحقول البنفسج، والفقر رائدنا وصديق الصبا.. فابتعد عن طريقنا الآن، علّ فألاً نحاول أن نصلح أحوالنا بهداه.. * * * .. عندما مات لم أحسن القولَ قلتُ يا... وانتهى حَزَنى!! وفتحت يديّ أريد ابتسامته، لم يجب، فلثمت الجدارْ! وخضت القفارْ.. وتسلّقت خاطرتي وابتسمت لملقى الجوارْ.. قلت، يا.. ابني" لم يُجَبْ، ... كان ملقى على حجرٍ، وابتسامته جمدت من زمانٍ ولكنه ليس يدري، هل النبع أم صيغة للفرارْ! حنّ إذ يشتكيه الهوى، صار شيئاً يزارْ.. لم يكن مؤمناً بالمزارْ، لم يكن أحداً، كان كل الجوارْ.. .. كان وهماً كبيراً أبى أن يصلّي وحيداً! وأيقن ان "لموسى" رعيته، فاستدار..! ... كان على بعد إيماءة من يدي" ومددت يدي.. فابتعدْ.. صحت يا.. والدي إنني ارتعدْ! قال من بُعده: ولا تدّعي الحبَّ، إني عرفت البلاد وشاهدت أسرارها فابتعدْ! وانتضى حقده صارخاً: لا أحدْ! نبتت من يديه أجنحة، راح ينشرها حوله، رفرف مبتعداً في المدى تغيّر" صار غراباً عظيم الجسدْ..!! مجزرة النخيل! ... عافاكَ دمي.. وترهبتُ هنا.. يا موج الريحْ! فلقد تِهتُ وضللتُ هناك.. وتلكأتُ عليك طويلاً، ونسيتُ ثيابَك - لم ألبس لحضورك ثوب العيدْ! - هارعٌ داهمةٌ، أطيارٌ هائمةٌ، لم تعرف براً من بحرٍ موجاً من حبلِ. صوت القبّرة الواني يَهديها، حائمةً، زاقية وإلفة في الريحْ! منشبةٌ جسماً ممسوخاً في التيه الأزرق والموج الأخضر واللون الكحلي وثلج الأمواج في رائحة الدنيا الجوفاء" يمتلئ الماء المقبل بالجثث الشمطاءْ ويغلّف آثام الأحياء، لو تتجاوزُ خلفكَ غرباً يا موج وتسارع كالريح لتلتقط الأسماك الضائعة من كل جهات البحر.. وتأتيني بمخالبها اللبنية.. وحراشفها الفضة أعينها الفضة.. ثم تغادرني ولك الحمد الى الجوزاء، لكنَّ الماء يظل الماء والريح الكلبية لا تسمعني وأنا أتوهم في قلب الصَمْتْ أتوهج في عمق الصوت أسرح منفرداً خلف الصوت وتحت الصمت.. والحلم هنا... موت! آه! ]وساءت أحوالي يا عمراً زاد على الستين! تخّ الحلم البائر منذ سنين، والأمواج تجيء، تجيء، وأنا أدفعها عني في الوهم، وآلهة ترجعها نحوي وأمدّ يديّ إليها فتلوح خواء..![ ... وأنا كالنوارس تقطع بادية البحر مستوحدَهْ... وتزقو بحزنٍ فقد تركت بيضها في الخلاء، وتقذف في الريح أجنحة مجهده.. وسبحان هذي اللوينات أعرفها مزبدَهْ.. وسبحان قشرة هذي الصحارى من اللون! يا.. قلبيَ البهلوان تُحرِّض في هجر آلهة مُرمده... وكل القلوب لها نكهة الأكل الموصده! .. ويا وطناً مبحراً من هنا نحو قارة أفريقيا يسأل الناس عن لغة مضجره! تمهّل فإنك تحمل عبء البلاد التي.. مقفره ومذ كنتُ قبلك في صيعة الفجر، كانوا فرادى وجمعاً يجيئون متفقين على لعبة الشعر، من أول الدهر أمّوا اللغه، فذاك أمير المجانين، ذاك الفتى البدويّ.. كل يعاشر بهكنة الليل... من فارسٍ حتى خيامِ عُمرْ وعشت بهم أولهم فترةً، أنت أبو الطيب حيناً، وحيناً رويت حكاية موتك وهذا خيالك منفرداً باكياً في الطلولْ وحيداً تُصلي لذكرى البلاد التي أنت تحمِلها.. وما لونها لون أفريقيا!َ وتبحث، تبحث في شجر البحر عن زهرة من زهور النوادي أضاعت رفيقاتها، وأضعْتَ الطريق إليه خلال قتال الأواذيّ.. أو رقصها في اشتباك عجيب لتهمد في المعمعَهْ... فنُح يا أمير النواح وقف في الطلول المضيئات والفارقات خلال المسافات .. هيا، لنبكِ مَعَه... ... فيا ليلْ، يا عين، يا عين يا ليلْ. هذا أوان الشجار مع اللجّ.. قد ودعتني الرياح، لجين الأصيلْ وغالت رؤاي الفصولْ فما عاد في الجو إلا النخيلْ وفي الأفق مجزرة للنخيلْ ... آنَ التخلي عن الوهم عند اشتباك الفصولْ... * شاعر سوري.