طغى موضوع الانتخابات الرئاسية في لبنان المقررة بين 24 ايلول سبتمبر الجاري و24 تشرين الثاني نوفمبر المقبل، على ما عداه من مواضيع. وإذ أكد البطريرك الماروني نصرالله صفير انه لن يدخل في لعبة اسماء المرشحين الى المنصب، أجمع نواب زاروا رئىس الحكومة رفيق الحريري امس في اطار "لقاء الاثنين" النيابي، على مسألتين: استبعاد التمديد لرئيس الجمهورية الحالي الياس الهراوي، والتحفّظ عن المشاورات النيابية التي يزمع رئىس المجلس النيابي نبيه بري القيام بها في شأن هذا الاستحقاق. ورجحت مصادر بري ان يعود منتصف الاسبوع، او آخره، الى بيروت من اجازته، وأن يدعو الى اجتماع لهيئة مكتب المجلس للبحث في صيغة المشاورات التي سيجريها في شأن الاستحقاق، وهل تشمل الى الكتل النيابية افرقاء من خارجه، على ان يبدأها بكتلته النيابية وينهيها بزيارة لدمشق للبحث مع المسؤولين السوريين في موضوع الاستحقاق. فقد نقل رئيس "حزب التضامن" اميل رحمة عن صفير قوله انه "لا يدخل في لعبة اسماء المرشحين لرئاسة الجمهورية اللبنانية، وأن البطريركية ستبقى في اطار المواصفات الوطنية العامة". وفي السرايا الحكومية، طالب رئىس الحكومة السابق شفيق الوزان برئيس للجمهورية "يتوافر فيه الاحترام والتقدير من كل الطوائف وكل الشرائح والأحزاب اللبنانية"، مشدداً على "ضرورة ان يكون وطنياً بالمعنى الذي نعرفه، اي لبنانياً وعربياً في فهم كل العلاقة مع سورية وما يربطنا بها من علاقات مميزة على كل الصعد". وطالب "ان يتمتع بنظافة الكف ورغبة في التعامل مع الاكفياء والنظيفي الكف لأننا نريد ان ننتهي من هذه الهالة البشعة التي تشاع عن لبنان بالفساد والإفساد". وقال، بعد زيارته السرايا الكبيرة ولقاء الحريري مهنئاً إياه بإعادة تأهيلها وترميمها، "اعرف شخصياً معنى تجديد السرايا وترميمها وجعلها في هذا المستوى لأنني آخر من غادرها". ومن النواب الذين زاروا الحريري: أحمد فتفت وأنطوان حداد ووجيه البعريني وجهاد الصمد وسليمان كنعان وعبدالرحيم مراد وصلاح الحركة. واستغرب فتفت مسألة المشاورات التي سيجريها بري، وسأل "كيف نذهب الى مشاورات ونذهب بعد ذلك الى انتخاب سرّي؟". وحدّد موعد اجراء الانتخابات "كرأي شخصي" بين 24 و25 تشرين الاول اوكتوبر. وقال حداد "ان التمديد اصبح غير وارد"، فيما اعلن البعريني "انه دفن". ورأى الصمد "ان مواصفات الرئيس اصبحت معروفة، ونحن الآن في مرحلة غربلة الأسماء". ونقل كنعان عن الحريري "ارتياحه" الى الأجواء السائدة. وقال مراد "بوجوب عدم التركيز على مواصفات الرئيس بل على نهجه"، موضحاً انه "لن يتجاوب مع المشاورات التي سيجريها بري"، معتبراً الأمر "هرطقة ومصادرة لرأي النواب". وتوقع الحركة "حصول الاستحقاق آخر ايلول الجاري"، وقال "لا حظوظ للتمديد للرئىس الهراوي لأنه هو لا يريده". وفي المواقف، قال النائب احمد سويد "حتى الآن لم يتخذ اي قرار في شأن الاستحقاق الرئاسي ولم يتبين الخيط الابيض من الخيط الاسود". وأضاف، خلال جولة على قرى حاصبيا "ان التأثير الكبير لهذا الاستحقاق هو المناخات الاقليمية ومدى التوتر في اجواء المنطقة". وأمل النائب صالح الخير، بعد لقائه البطريرك صفير، "ان تجرى الانتخابات في شكل يكمل صورة الانتخابات البلدية لجهتي النزاهة وصحة التمثيل، ويأتي رئيس قادر على حل المشكلات يلتزم التعاطي الأبوي مع جميع اللبنانيين، بعيداً مما يحكى عن موضوع الصلاحيات". الى ذلك، عاد النائب بطرس حرب امس الى بيروت بعد اجازة في سويسرا، والتقى مساء زميله في "اللقاء الوطني النيابي" الرئيس حسين الحسيني، على ان يلتقي اليوم رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الامام محمد مهدي شمس الدين، ورئىس الحكومة، من ضمن برنامج اجتماعات واتصالات يشمل مختلف المسؤولين والقيادات والكتل السياسية والنقابية، لعرض برنامجه الانتخابي معهم.