طهران، اسلام اباد، واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - حذرت حركة "طالبان" من ان حرباً بين ايران وأفغانستان "يمكن ان تفجر المنطقة بأكملها". فيما استمرت اشارات المصادر الاميركية الى الحشود الايرانية على الحدود مع افغانستان الا ان صحيفة ايرانية استبعدت حصول مواجهة مباشرة بين البلدين، مؤكدة ان مرشد الجمهورية آية الله علي خامنئي ابلغ الطلاب خلال زيارة قام بها الى احدى جامعات طهران انه "لن تقع مواجهة مع حركة طالبان". وقال مساعد زعيم "طالبان" ملا وكيل احمد متوكل ان الحركة ارسلت رسالة الى الأممالمتحدة تدعوها فيها الى درس التهديدات الايرانية الاخيرة ضد بلاده. وأضاف: "اذا حصل اي عدوان من طرف ايران ضد افغانستان فان المسؤولية ستتحملها طهران". وأكد على ان القوات الارضية التابعة لطالبان في غرب افغانستان "تم وضعها في حال تأهب قصوى للتعامل مع الظروف المستجدة". ولاحظ مسؤولون في "طالبان" ان ثمة "خلافاً بين اجهزة الحكم في طهران حول التعامل مع افغانستان، فبعضهم يدعو الى حلّ سياسي والبعض الآخر يؤيد التحرك العسكري". في غضون ذلك أفادت وكالة الانباء الايرانية الرسمية ان خمسة ايرانيين افرجت عنهم حركة "طالبان"، الاسبوع الماضي، وصلوا أمس الاحد الى طهران، وان مسؤولين من وزارة الخارجية الايرانية وممثلي سفارة باكستان في طهران وعائلات الاسرى استقبلوا سائقي الشاحنات الثلاثة ورجلي الاعمال المفرج عنهم في مطار طهران. وكان سائقو الشاحنات الثلاثة قد اعتقلوا الشهر الماضي عندما دخلت قوات "طالبان" الى معقل المعارضة الافغانية مزار الشريف في شمال البلاد. واتهمت "طالبان" السائقين الثلاثة بنقل الاسلحة الى المعارضة الافغانية التي تدعمها ايران. اما رجلا الاعمال فكانا في الاعتقال منذ السنة الماضية في سجن قندهار الواقعة جنوبافغانستان. وأعلن الاسرى الخمسة امام الصحافة ان 45 ايرانياً آخرين لا يزالون في الاعتقال في سجن قندهار. وأكدوا ان ليست لديهم اي معلومات عن الديبلوماسيين العشرة ومراسل وكالة الانباء الايرانية الذين تتهم طهران حركة "طالبان" باعتقالهم منذ الهجوم على مزار الشريف في 8 آب اغسطس الماضي، وهو ما تنفيه "طالبان". وفي تطور جديد اعلنت الخارجية الايرانية امس ان "طالبان" وعدت باعطاء معلومات عن مصير الديبلوماسيين العشرة والصحافي الايراني المفقودين خلال مهلة اسبوع. وصرح الناطق باسم الوزارة محمود محمدي لصحيفة "كيهان" المسائية بأن "طالبان" "وعدت بتحديد وضعهم في غضون اسبوع". وعاود تأكيد موقف طهران التي تعتبر "طالبان مسؤولة عن مصير الديبلوماسيين". التحذير الاميركي وعلى صعيد التوتر العسكري بين البلدين اعلنت وزارة الخارجية الاميركية، مساء أول من امس، ان الولاياتالمتحدة تعارض "أي تدخل اجنبي" في افغانستان. وقالت الوزارة: "طلبنا مرات عدة من جيران افغانستان الامتناع عن القيام بعمليات قد تؤدي الى زيادة حدة الصراع، وطلبنا منهم احترام حدود افغانستان". وبدا ذلك بمثابة رد على اعلان ايران حقها في التصرف "للدفاع المشروع عن النفس" في اطار ميثاق الاممالمتحدة لمواجهة "طالبان" التي تتهمها طهران بخطف عشرة من ديبلوماسييها. وردت طهران أمس برفض التحذير الاميركي واتهمت واشنطن بالانحياز الى حركة "طالبان". وجاء في تعليق للاذاعة الايرانية ان "الاميركيين يعطون نصائحهم الى الدول المحيطة بافغانستان، لكنهم لم يبدوا أي رد فعل إزاء اعتقال حركة طالبان لرعايا ايرانيين لا سيما من الديبلوماسيين، كما لم يدعموا جهودنا لإطلاق سراحهم". ومن جهتها حذرت "طالبان"، بلسان الناطق باسمها في الاممالمتحدة نورالله زدران، من انه "إذا فرضت علينا الحرب فإنها ستحول المنطقة بأكملها الى كرة من اللهب". وأضاف في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية: "لن أدهش اذا استخدم بعض من أشد الأسلحة فتكاً التي لم تستخدم في تلك المنطقة من قبل وهو ما سيؤثر بالتأكيد في مصالح العالم الغربي". وعلى رغم ان حدة التوتر ظلت عالية بين الجانبين إلا ان الاعلام الايراني ركز على قول خامنئي "لا مواجهة مع طالبان". كما ان الصحف الايرانية تفاوتت في تقديرها لاحتمالات التصعيد، فاستبعدت "طهران تايمز" ان يتطور الوضع الى "صراع مفتوح"، وقالت انه "على رغم ان ايران مستعدة تماماً لمواجهة أي احتمال، إلا ان الخبراء لا يتوقعون أي اشتباك عسكري مع طالبان، فيما اعتبر خبراء في اسلام اباد ان ايران قادرة على شن هجمات جوية على جنوب غرب افغانستان الا ان الغزو البري ولو بشكل موقت أمر مستبعد.