طهران، واشنطن، اسلام اباد، نيودلهي - "الحياة"، أ ف ب - نقلت صحيفة "واشنطن بوست" أمس عن مسؤولين كبار في وزارة الدفاع البنتاغون والادارة الاميركية، ان ايران التي حشدت جنوداً ومعدات قتالية على طول الحدود مع افغانستان، تحضر لهجوم "وشيك" ضد حركة "طالبان" التي تسيطر على معظم أفغانستان وقامت امس بخطوة لا سابق لها تمثلت في تسليح السكان في المناطق الحدودية. وزادت الصحيفة الاميركية ان مسؤولين في واشنطن قالوا ان هناك مؤشرات الى ان ايران ربما تعد للعملية العسكرية بالتنسيق مع روسيا واوزبكستان وطاجيكستان لمنع "طالبان" من تعزيز سيطرتها على اقليمي فرياب وباغبيس في شمال غربي افغانستان. وفي نيودلهي اعلن قائد في الجيش الهندي ان التوتر المتزايد بين ايرانوافغانستان "يثير قلقاً كبيراً" في بلاده. ونقلت وكالة انباء "برس تراست" الهندية عن الجنرال اس. بادمنبان ان الوضع في افغانستان له أهمية كبرى بالنسبة الى الهند بسبب نزاعها على كشمير مع باكستان. واضاف بادمنبان، وهو قائد القوات المسلحة للمنطقة الشمالية التي تضم كشمير الهندية، انه "نتيجة لذلك فإن هذا التوتر بين ايرانوافغانستان يشكل مصدر قلق بالنسبة الينا". وفي غضون ذلك اعلنت الاذاعة الايرانية الرسمية، التي تخضع لإشراف مكتب مرشد الجمهورية الاسلامية، ان ايران تحتفظ بحق التصرف "للدفاع المشروع" عن نفسها لمواجهة "طالبان" الذين تتهمهم طهران بخطف عشرة من ديبلوماسييها اعتبر مسؤولون في الحركة انهم "ربما" ماتوا. وأكدت الاذاعة في تعليق سياسي ان طهران "بذلت قصارى جهدها لتنبيه مجلس الامن الى الوضع في افغانستان الذي يشكل تهديداً للسلام والاستقرار في المنطقة". وأضافت ان ايران تعتبر في ضوء هذه الخطوات انه "سيكون من حقها وفقاً للفصل السابع، البند 51، من ميثاق الاممالمتحدة القيام بأي عمل ضروري في اطار الدفاع المشروع عن النفس". يذكر ان هذه المادة تفوض مجلس الأمن استخدام القوة لتطبيق قراراتها في حق أي دولة ترفض تنفيذها. ودعت طهران في الايام الاخيرة الاممالمتحدةوباكستان والمملكة العربية السعودية الى التدخل من اجل الافراج عن 11 من مواطنيها، عشرة ديبلوماسيين وصحافي. وفي غضون ذلك بدأت القوات الايرانية الثلثاء الماضي مناورات واسعة قرب الحدود مع افغانستان بمشاركة أكثر من 70 ألف رجل ينتمون الى القوات البرية والجوية التابعة للحرس الثوري باسدران والميليشيات الاسلامية باسيج. ونقلت "واشنطن بوست" عن مسؤولين كبار في البنتاغون والادارة الاميركية ان ايران تحضر بذريعة هذه المناورات لهجوم "وشيك" على نظام "طالبان". واضافت ان ايران التي تدعم الفصائل الافغانية المعارضة ل "طالبان" تذرعت بإجراء مناورات عسكرية لا سابق لها وبدأت في الاسبوع الحالي حشد الجنود والدبابات ومنصات الصواريخ والمدفعية الثقيلة في المنطقة. واوضح مسؤولون اميركيون للصحيفة ان ايران ارسلت الى الحدود الشماليةالشرقية المحاذية لافغانستان 35 ألف جندي و25 مقاتلة و80 دبابة من طراز "تي - 72" وبطاريتي صواريخ متحركة ارض - جو من طراز "سام - 6" و90 مدفعاً من العيار الثقيل اضافة الى 60 عربة مدرعة. وتصاعد التوتر بين "طالبان" وايران خصوصاً بعدما اتهمت طهران الحركة الافغانية باحتجاز عشرة ديبلوماسيين ايرانيين كانوا في مزار الشريف. ويعتقد محللون اميركيون ان ايران تريد منع "طالبان" من الحصول على اعتراف دولي بشرعيتها وكسر هيمنتها على الاراضي الخاضعة لسيطرتها. ورأت "واشنطن بوست" ان هجوماً ايرانياً على "طالبان" يمكن ان يستغرق وقتاً طويلاً وسيكون دموياً لأن أياً من الطرفين لا يتمتع بتفوق عسكري حقيقي. ونقلت عن مسؤول اميركي انه في حال اندلاع الحرب فلن يكون "لدينا طرف مفضل في المعركة". الى ذلك أفاد تقرير نشر في اسلام اباد ان ميليشيات "طالبان" اتخذت خطوة لا سابقة لها بتسليح مدنيين في اقليم نيمروز ضد هجوم محتمل من ايران أو مقاتلين معارضين يقيمون في ايران. وذكرت وكالة الانباء الافغانية القريبة من الحركة ان "طالبان" وزعت للمرة الاولى اسلحة في الاقليم الذي يقع على الحدود مع ايران. وأعرب خبراء عن شكوكهم في ان ايران ستشرك قواتها في أي حملة داخل افغانستان وانما ستساعد بدلاً من ذلك آلاف المقاتلين الشيعة الذين يقيمون في ايران