واشنطن - رويترز - اكتفى صندوق النقد الدولي امس بتقديم التأييد الشفهي لدول اميركا اللاتينية من دون ان يقترن ذلك بتقديم اموال، بعدما تعرضت اسواق الاسهم الرئيسية في المنطقة لهبوط وانخفضت اسعار العملات. وقال الصندوق بعد اليوم الاول من اجتماع استمر يومين مع كبار المسؤولين الاقتصاديين في اميركا اللاتينية انه "مستعد للتوصية بتعزيز وتوسيع" الدعم الحالي لدول المنطقة اذا دعت الحاجة الى ذلك". لكن مع عدم توافر سيولة نقدية لديه، اكتفى الصندوق بالاعراب عن ثقته "في ان تواصل معظم الدول في المنطقة تحقيق نمو ايجابي في الانتاج وابقاء معدل التضخم منخفضاً". ويشير مسؤولو صندوق النقد الى ان الصندوق لديه عشرة بلايين دولار فقط متاحة لتقديمها قروضاً حتى نهاية السنة الجارية. وقد نفدت احتياطات الصندوق بسبب اتفاقات الانقاذ الضخمة لروسيا وثلاث دول آسيوية، في الوقت الذي يعرقل الكونغرس الاميركي حتى الآن تقديم مبلغ 18 بليون دولار تسعى حكومة الرئيس بيل كلينتون الى تخصيصها لانعاش موارد الصندوق. وخيّمت الكآبة على معظم الاسواق المالية في المنطقة اول من امس الخميس عندما اغلقت بورصة الاسهم البرازيلية عند ادنى مستوى منذ عامين، وهبطت الاسهم في الارجنتين وفنزويلا، فيما انخفض البيزو المكسيكي الى مستوى قياسي ازاء الدولار. ويقول محللون انه من الممكن ان تؤدي الاضطرابات الاقتصادية العالمية وخفض قيمة البيزو الكولومبي الى ازمة عملات في انحاء المنطقة. واجتمع مسؤولون من تسع دول في اميركا اللاتينية تحت اشراف صندوق النقد الدولي الخميس والجمعة للبحث في سبل حماية اقتصاد هذه الدول. واعرب وزراء مال الدول التي تحضر الاجتماع عن استيائهم بسبب تقارير انتقدت فيها وكالات ائتمان اميركية دولاً عدة في المنطقة، ما اضرّ بأسواقها المالية التي تبذل جهوداً كبيرة اصلاً للمحافظة على استقرارها. وكانت مؤسسة "موديز" خفضت تقويمها للديون الخارجية للمكسيك والبرازيلوالارجنتين وفنزويلا، في حين قال مدير مؤسسة "ستاندرد اند بور" ان البرازيل وفنزويلا هما اقل دولتين في المنطقة تستحقان الحصول على قروض، وانهما ستتعرضان للضرر اكثر من بقية الدول نتيجة الاضطرابات في الاسواق العالمية. ووصف وزير المال البرازيلي بيدرو مالان تقويم مؤسسة "موديز" لديون البرازيل بالعملة الصعبة بأنه "لا يمكن تفسيره". وقال مالان للصحافيين "انه شيء لا يمكننا فهمه، فنحن لم ندع للتعليق على تحليلهم. كما انهم لم يزوروا البنك المركزي او وزارة المال". وبعد خفض البيزو الكولومبي الاربعاء الماضي انتشرت تكهنات بأن العملة الفنزويلية هي التي ستخفض بعد ذلك. من جهته اعرب وزير الخزانة الاميركي روبرت روبن عن تأييده لدول المنطقة، مشيراً الى ان التطورات فيها "بالغة الاهمية" بالنسبة للولايات المتحدة.