خضعت الاسيرة المحررة سهى بشارة في اليوم الثاني لإطلاقها لفحوص طبية في مستشفى الجامعة الاميركية في بيروت. وتبين ان وضعها الصحي العام جيد، الا ان الاطباء فضّلوا اجراء المزيد من الفحوص للاطمئنان نهائياً. سهى التي امضت اول ليلة لها مع اهلها منذ نحو عشر سنوات استهلت صباحها بتناول اول وجبة طعام، قالت انها امضت في تناولها اطول مدة عرفتها منذ اعتقالها. وبعد انتقالها الى مستشفى الجامعة حضرت الى مقر الحزب الشيوعي اللبناني في بيروت لاستقبال المهنئين بحريتها مع اعضاء قادة الحزب، من وفود رسمية وحزبية وشعبية ونقابية، يحيط بها اسرى محررون. وبين المهنئين امس الوزير غازي سيف الدين على رأس وفد من حزب البعث ووفد من "حزب الله" برئاسة النائب محمد رعد. وتلقى الحزب اتصالات ابرزها من الرئيس حسين الحسيني والوزير أيوب حميد نيابة عن رئيس المجلس النيابي نبيه بري والوزيرين جان عبيد وعمر مسقاوي والنائبين محمد عبدالحميد بيضون ومصطفى سعد والمحامية الفرنسية مونيك بيكاردويل. وشكر الامين العام للحزب الشيوعي فاروق دحروج في اتصال هاتفي امس، رئيس الجمهورية الياس الهراوي الذي اتصل اول من امس بقيادة الحزب مهنئاً بسلامة بشارة التي ستزور بعبدا في موعد يحدد لاحقاً. واعتبر الرئيس شفيق الوزان ان "الافراج عن بشارة يعزز فينا الايمان بأن الحق لا يمكن ان يموت وان امثالها دعامة للمقاومة". وقال الرئيس رشيد الصلح ان "بشارة واخواتها الذين قاتلوا المحتل الاسرائيلي رفعوا رأس لبنان عالياً وفرضوا حقه في تحرير ارضه". وأوضح السيد توفيق سلطان بعد لقائه الهراوي انه نقل اليه "الارتياح الكبير الذي تركه اتصاله بالمحررة بشارة". ونوّه سلطان ب"الاحتضان الرسمي لقضية المقاومة". وكانت منظمة العفو الدولية رحبت ب"اطلاق بشارة من دون ان تحاكم". وطالبت اسرائيل و"جيش لبنان الجنوبي" الموالي لها "بإطلاق كل الاسرى والمعتقلين، لأن استمرار اعتقالهم غير مقبول اطلاقاً ويجب وضع حد له". ونبهت الى "وجوب الا يحتجز اي كان من دون تطبيق القانون". واعتبرت لجنة المتابعة لدعم قضية المعتقلين اللبنانيين في السجون الاسرائيلية اطلاق بشارة "انتصاراً لحملة التضامن المحلية معها". ولمناسبة اطلاق بشارة وذكرى انطلاق "جبهة المقاومة الوطنية" يقيم الحزب الشيوعي مهرجاناً في 13 أيلول سبتمبر الجاري في بيروت. وحيا النائب السابق إدمون رزق مساعي فرنسا والصليب الاحمر الدولي لإطلاق بشارة، مثمناً الدور البارز الذي اضطلع به رئيس الحكومة رفيق الحريري، ما شكل بعد عملية التبادل وتحرير الاسرى دليلاً الى قدراته ومكانته لدى اوساط القرار". وطالب "باعتماد المنطق نفسه في معالجة موضوع منطقة جزين، لكونها حالاً انسانية".