يغادر رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري بيروت الاربعاء المقبل الى القاهرة في زيارة تستغرق ثلاثة ايام يقابل خلالها الرئيس حسني مبارك، ويرأس الجانب اللبناني الى اجتماعات الدورة الثالثة للجنة العليا المصرية - اللبنانية المشتركة التي يرأس الجانب المصري فيها رئيس الحكومة الدكتور كمال الجنزوري. ويرافق الحريري وفد يضم الوزراء: نديم سالم وشوقي فاخوري وياسين جابر وفؤاد السنيورة. وكانت اللجنة التحضيرية المشتركة بدأت اعمالها امس في مقر الخارجية المصرية برئاسة مساعد وزير الخارجية المصرية للشؤون العربية السفير سيد ابو زيد عمر ومدير الشؤون الاقتصادية في الخارجية اللبنانية السفير فوزي فواز. وقال مصدر ديبلوماسي مصري ل"الحياة" ان اللجنة التحضيرية بحثت في تفعيل الاتفاق المصري - اللبناني لإنشاء منطقة تجارة حرة بين البلدين في اطار زيادة حجم تعاونهما، وإعداد الاتفاقات الاربعة التي سيوقّعها الحريري والجنزوري. وعلّق رئيس جمعية الصناعيين اللبناني جاك صراف على هذا الحدث "بأن منطقة التبادل الحر مع مصر خطوة مهمة على صعيد التكامل الاقتصادي العربي، شأن الاتفاق الذي وقّعه لبنان وسورية اخيراً. المهم ان يكون القطاع الخاص اللبناني مهيأ للإنفتاح، وقادراً على الاستفادة من الاتفاقات المعقودة. والمهم ايضاً تطبيق هذه الاتفاقات لا توقيعها فحسب". واعتبر "ان مصر تشكل سوقاً مهمة جداً للبنان تساعد على تنمية صادراته". الى ذلك، وبعد زيارة الرئيس صائب سلام للسرايا الكبيرة اول من امس وتهنئته الحريري بالانتقال اليها للعمل منها بعد اعادة تأهيلها وترميمها، زارها امس للغرض نفسه رئيس الحكومة السابق النائب سليم الحص وجال والحريري على اقسامها. وقال الحص على الاثر "شغلت هذا المكان، وهو المقر الاساسي لرئاسة الوزراء، او القسم غير المدمر منه مدة من الزمن قبل عشرين عاماً ثم اضطررت الى الجلاء عنه تحت وطأة القصف والنيران". وأضاف ان الرئيس الحريري "اطلعني على اعمال الترميم المنفذة ولا شك في انه عمل فني جميل جداً". والتقى الحريري الوزير السابق فؤاد بطرس الذي قال ان "هناك اعتبارات تتحكم بالاستحقاق الرئاسي مع العلم ان في لبنان نشاطاً ملحوظاً وبروزاً لمرشحين محتلمين لكن الظرف الراهن يحتم اخذ هذه الاعتبارات في الحسبان". وأضاف "لا يمكن احداً ان يكون ضد المواصفات المطروحة للرئيس المقبل لكن المهم ان يكون الرئيس اقرب اليها". ونقل عن الحريري "ارتياحه الى الاوضاع العامة في البلاد وخصوصاً الوضع الاقتصادي المتين".