حاول المهندس ميلاد حنا في مقاله "نظرة جديدة الى حركة 1952 : ماذا لو كانت نهضة لا ثورة" المنشورة في "الحياة" في 24 تموز يوليو الماضي ان يُبسّط الامور تبسيطاً كثيراً بالادعاء ان طه حسين هو الذي أطلق على حركة الجيش في 23 تموز 1952 اسم "الثورة". وهذا في مقالته التي نشرها في مجلة "التحرير" المصرية في كانون الاول ديسمبر 1952. والحقيقة ان غداة تلك الحركة، أطلق عليها اليمين المصري كله - في محاولة لجذبها اليه ولتعاليمه - اسم "النهضة". بينما اطلق عليها اليسار المصري - في محاولة لجذبها اليه ايضاً - اسم "الثورة". ويمكننا مع شيء مع التجاوز ايضاً ان نقول ان اليمين المصري كان يؤيد حركة محمد نجيب، فقد ظنّوه اكثر اعتدالاً من جمال عبدالناصر، بينما أيّد اليسار المصري جمال عبدالناصر. حتى انه كان السهل - ولا يزال هذا ممكناً ايضاً - ان نتعرف على ارضية الكاتب في ذلك الوقت من تفضيله لكلمة الثورة او الحركة، ومن تأييده لمحمد نجيب او جمال عبدالناصر. وأحب ان أشير في هذه المناسبة الى ان والدي سلامة موسى، أيّد حركة 23 يوليو 1952 منذ يومها الاول، ووزع الشربات على اهل حيّه صبيحة ذلك اليوم. وانه لم يستخدم في وصفها - منذ اليوم الاول - سوى كلمة الثورة. وتحت يدي وانا اكتب هذه الكلمات مقالته في ايلول سبتمبر 1952 في صحيفة "اخبار اليوم" "فلسفة الثورة" وحديثه من محطة الاذاعة المصرية في تشرين الثاني نوفمبر 1952 "الثورة ومستقبلنا السياسي". واستغرق اخذ اليمين المصري التدريجي لكلمة الثورة بدلاً من كلمة الحركة شهوراً كثيراً بعد قيامها، بعدما اقتنع قادة الثورة انفسهم والرأي العام في مصر بأفضلية الكلمة الاولى على الثانية. أكون شاكراً لو اتسع باب "الى المحرر" لكلماتي