انخفضت أسعار البنزين في محطات التوزيع في المغرب متأثرة بالتراجع الحاد في أسعار الطاقة في السوق الدولية واتجاه برميل النفط الى أقل من عشرة دولارات. وأعلنت وزارة الطاقة المغربية ان الأسعار تراجعت بين 3.5 و4 في المئة الشهر الجاري قياساً الى أسعار الشهر الماضي. وحددت الحكومة ثمن لتر البنزين ب 7.04 درهم للممتاز و4.17 درهم للمازوت. وتراجع ثمن مازوت التدفئة الى 1381.48 درهم للطن مقابل 1450.77 درهم الشهر الماضي وهو أقل سعر للمحروقات منذ سبعة أعوام. وقدرت نسبة خفض أسعار الطاقة في المغرب بنحو 15 في المئة منذ مطلع السنة على رغم ان التراجع الدولي بلغ نحو 40 في المئة في سوق روتردام الهولندي الذي تتخذه وزارة الطاقة المغربية مرجعاً لتحديد الأسعار محلياً. وقالت مصادر مغربية "ان تراجع الأسعار الدولية لا يستوجب بالضرورة انخفاضه بالقيمة نفسها محلياً بسبب حاجة الخزانة العامة الى موارد النفط الضريبية التي تشكل ثاني أهم مصدر جبائي". وكانت الرباط استوردت العام الماضي ستة ملايين طن من النفط السعودي 57 في المئة وايران، ومن نيجيريا 24 في المئة وروسيا 3 في المئة وبريطانيا العظمى والعراق 13 في المئة. وقُدرت فاتورة النفط المغربية بنحو 819 مليون دولار وهي مرشحة للتراجع بنحو 25 في المئة، ولا يخضع النفط المستورد للرسوم والضرائب الا بعد تكريره وتسويقه على شكل زيوت في السوق المحلية. ونتيجة ذلك تسعى الخزانة العامة للابقاء على مواردها من رسوم الطاقة مع التأثر بتقلبات الأسعار الدولية. وتتوقع وزارة المال ان تتراجع مداخيل الخزانة من الضريبة على منتوجات الطاقة بنحو 7.6 في المئة بحيث تتقلص المداخيل من 9.3 بليون درهم بليون دولار الى 8.6 بليون درهم. وكان معدل رسوم الطاقة يفوق في المعدل عشرة بلايين درهم ويحتل المرتبة الأولى ضريبياً في الفترات التي يراوح فيها سعر النفط بين 15 و18 دولار للبرميل ويصل الدخل الضريبي الى 12 بليون درهم على أساس برميل يراوح سعره بين 18 و20 دولاراً. وتتجه شركات التكرير المغربية الى تسجيل تراجع في حجم مداخيلها بسبب تراجع الأسعار الدولية. وقالت "ماروك انتيرتايتر"، التباعة ل "البنك المغربي للتجارة الخارجية" والتي تنشط في بورصة الدار البيضاء، ان مبيعات مجموعة لاسمير أكبر مصفاة تكرير ستتراجع بنسبة واحد في المئة نهاية السنة الجارية الى 7.7 بليون درهم مقابل 7.8 بليون درهم العام الماضي كما تراجع فائض القيمة في مصفاة التكرير بنسبة 5.8 في المئة. في المقابل تتوقع شركة "لاسمير" التي تملكت "كورال اويل" السعودية - السويدية غالبية اسهمها ارباحاً في حدود 579 مليون درهم مقابل 519 مليون درهم العام الماضي. وذكرت انتيرتايتر ان الطلب الدولي على النفط سيتحسن مطلع السنة ألفين لترتفع أرباح "لاسمير" الى 70 مليون دولار ومبيعاتها الى حدود 8.5 بليون درهم. وبدأت "لاسمير" منذ أيام اجراءات دمجها مع الشركة "الشريفة للنفط" لمواجهة تحديات الأسواق وتنسيق الاستثمارات التي تقدر بنحو 500 مليون دولار على مدى السنوات المقبلة.