تتناول محادثات ولي العهد السعودي نائب رئيس مجلس الوزراء رئيس الحرس الوطني الأمير عبدالله بن عبدالعزيز خلال زيارته الرسمية التي بدأها امس للولايات المتحدة محاور رئيسية عدة، قالت مصادر ديبلوماسية ل "الحياة" إن "ابرزها تعثر العملية السلمية في الشرق الاوسط والامن في الخليج والتوتر على الحدود الافغانية وقضية الارهاب". واضافت ان المحادثات تشمل ايضاً انخفاض اسعار النفط، وموضوع الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، خصوصاً في الجوانب الاقتصادية. ويلتقي الأمير عبدالله خلال الزيارة التي تستمر ثلاثة ايام، الرئيس بيل كلينتون ونائبه آل غور ووزيرة الخارجية مادلين اولبرايت وكبار المسؤولين في الحكومة الاميركية. وقال البيت الأبيض مساء الاثنين أن الرئيس كلينتون ونائبه "يتطلعان الى بحث التطورات الراهنة، العالمية والإقليمية، مع سمو ولي العهد الأمير عبدالله، وكذلك بحث نطاق المصالح الأميركية - السعودية كاملاً". ويحمل ولي العهد السعودي الى الادارة الاميركية مطالب عربية شدد عليها خلال زيارتيه الاخيرتين لبريطانيا وفرنسا، وكان الأمير ذكرها فور مغادرته الرياض في جولته بقوله: "ان مطالبنا هي مطالب الامة العربية والمتمثلة في احلال سلام دام وعادل في منطقة الشرق الاوسط، واداء دور اكبر في تفعيل وتنشيط العملية السلمية، وان الجو الراهن لا يعني استمرار الواقع الحالي الذي قد يؤدي الى عدم الاستقرار". وعلمت "الحياة" ان ولي العهد السعودي سيطرح بوضوح وصراحة رؤية الامة العربية في العملية السلمية التي تشهد تعثراً واضحاً لا يخدم امن ولا استقرار المنطقة بسبب الممارسات الإسرائيلية المتعنتة في المنطقة. وأعلن السفير الأميركي في الرياض وايتش فاولر أنه "سيكون من المناسب أن يتعرف الرئيس الاميركي على رؤية الأمير عبدالله تجاه عملية السلام وما يتوجب على واشنطن عمله لإعادة العملية الى مسارها الصحيح". وكانت السعودية أعلنت أول من أمس عن تقديرها "الجهود التي تبذلها حكومة الولاياتالمتحدة الاميركية لكسر الجمود الحالي لعملية السلام فى الشرق الاوسط". وارجع مجلس الوزراء برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز "الجمود الذى يعتري عملية السلام" الى "تعنت حكومة اسرائيل وعدم وفائها بالتزاماتها وتعهداتها"، داعياً "المجتمع الدولي الى بذل المزيد من الجهود فى هذا الاتجاه نحو تطبيق قرارات الشرعية الدولية". وكان السفير الأميركي في الرياض نقل قبل أيام ترحيب بلاده "بحرارة" بزيارة ولي العهد السعودي لواشنطن. وقال ان الولاياتالمتحدة تنظر الى السعودية "كصديق وحليف وفِيّ، ودعامة لعلاقاتنا في منطقة الشرق الأوسط"، مشيراً الى أن بلاده "تقدر دور المملكة القيادي في العالم العربي والإسلامي و تثمن مواقفها". وسيجتمع ولي العهد السعودي الى الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان خلال زيارة الى مقر الأممالمتحدة في نيويورك، كما سيقوم بزيارة الى الكونغرس الأميركي. يذكر أن هذه الزيارة هي الزيارة الثالثة التي يقوم بها الأمير عبدالله الى الولاياتالمتحدة، وكانت الأولى في العام 1974، عندما وقع اتفاق شراء أسلحة لتطوير الحرس الوطني بقيمة 335 مليون دولار، وكانت الزيارة الثانية في العام 1987 تلبية لدعوة من نائب الرئيس الأميركي حينها جورج بوش. ويرافق ولي العهد السعودي في زيارته وفد رفيع المستوى يضم وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل، والسفير السعودي في الولاياتالمتحدة الأمير بندر بن سلطان، ونائب رئيس الحرس الوطني عبدالمحسن التويجري، ونائب رئيس الجهاز العسكري في الحرس الوطني قائد كلية الملك خالد العسكرية الأمير الفريق الركن متعب بن عبدالله، و المستشارين في ديوان ولي العهد الأمير تركي بن عبدالله بن محمد، والأمير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز، ووزير التجارة الدكتور أسامة فقيه، ووزير المال الدكتور ابراهيم العساف. ورحب بيان اصدره مجلس ادارة غرفة التجارة العربية - الاميركية في واشنطن امس بزيارة الأمير عبدالله، منوهاً بكون المملكة العربية السعودية الشريك التجاري الاول في العالم العربي للولايات المتحدة وبالعلاقة الوثيقة بين البلدين في مجال التجارة والاستثمار. واشار البيان الى ان قيمة الصادرات السعودية الى الولاياتالمتحدة ارتفعت من 8.78 بليون دولار عام 1996 الى 9.36 بليون دولار عام 1997، وان قيمة الصادرات الاميركية الى المملكة ارتفعت من 7.29 بليون دولار عام 1996 الى 8.45 بليون دولار عام 1997