هناك مباريات رسمية في كرة القدم اشبه ب "تقسيمة"... التركيز أحجية، والتسديد عملة نادرة، والتحركات عشوائية... خلاصة القول: لا شيء فيها يعلق في الذاكرة... ومن هذا الصنف كانت المباراة التي أقيمت أمس على ملعب نادي السد في الدوحة، وأسفرت عن فوز المغرب الممثل بمنتخبه الأولمبي على منتخب الإمارات الأول بهدف واحد ضمن المجموعة الثالثة من مسابقة كأس العرب السابعة... ومرة جديدة: الحق على الحرارة والرطوبة العاليتين وليس على "الطليان". في الشوط الأول، تسديدات قليلة لم تثمر، وإنذار للمغربي محمد رضا المختاري في الدقيقة العاشرة وآخر في الدقيقة 16 أدى الى طرده مبكراً من جانب الحكم الكويتي قاسم حمزة. وبرغم الطرد لم يستثمر الإماراتيون، الباحثون أبداً عن أول لقب في تاريخهم الكروي، النقص العددي مع أن أكثر من لاعب منافس وصل الى الدوحة قبل المباراة بساعات قليلة بعد سفر طويل أين منه "سفر برلك"! وبين الإنذارين، سدد الإماراتي محمد علي كسلا الكرة الأولى في اللقاء بين يدي الحارس طارق الجرموني 12، وبعد الطرد مباشرة تسديدة لزميله علي حسن بجانب القائم الأيسر 18... ولعب المغاربة بعد ذلك بطريقة 1-5-3 مع تقدم للاعب أو أكثر من الوسط لمساندة هشام زروالي عند الهجوم. وبرز من خط الوسط طارق سكتيوي لاعب أوكسير الفرنسي. زاد التخبط في الشوط الثاني... إرتدى اللقاء طابعاً مدرسياً، فندرت الهجمات والتسديدات من الجانبين على ندرتها حتى كاد الحارسان مصبح والجرموني ينضمان الى العدد القليل للمتفرجين... واشرك الإماراتيون مهاجمهم خميس سعد مكان كاظم علي ليشيل "الزير من البير" فلم يكن له حول ولا قوة على غرار الآخرين. وانتظر الحضور 22 دقيقة ليشهد الفرصة الخطيرة الأولى في الشوط الثاني، غير أن الزروالي سدد من داخل المنطقة فوق العارضة الإماراتية، ورد عليه عبدالسلام جمعة مباشرة من داخل المنطقة المغربية لكن من زاوية ضيقة جداً فوق العارضة أ يضاً... ثم كانت الدقيقة 85، عندما تسلم لاعب الرجاء البيضاوي حميد ترمينا، الذي وصل الى الدوحة فجراً متعباً ومرهقاً، الكرة عند مشارف المنطقة فتلاعب بأكثر من مدافع وسددها بيسراه قوية وزاحفة على يسار محسن مصبح. واختير طارق سكتيوي أفضل لاعب في المباراة، وبدا الإمتعاض واضحاً على وجه رئيس الإتحاد الإماراتي وزير الثقافة والإعلام الشيخ عبدالله بن زايد... ويحق له أن يمتعض وقد حصل ما حصل