يمتزج الفن بالنحت في معرض بيكاسو الرسام والنحات في رويال أكاديمي في لندن الذي يستمر حتى 16 كانون الأول ديسمبر المقبل. من حلبة مصارعي الثيران الى نساء بالبكيني الى الغيتار وورق اللعب على الصحون والفخاريات والاواني يبدو معها وفيها بيكاسو الخزّاف الفنان. كان في الثمانين عندما رسم أكثر الخزفيات وعددها 3 آلاف و500 قطعة معروض منها 200 آنية استوحى مشاهدها من مصر وبلاد الاغريق وفن الاتروسك في غربي ايطاليا وأوروبا وهو تحت اشعة شمس جنوبفرنسا في الأربعينات والخميسنات. بورتريهات للحمام ربما يتذكر فيها والده الرسام الذي تخصص برسم الحمام. ويتخفى بيكاسو التراجيدي - الكوميدي وراء منحوتاته أو في سمكة ملفوفة بجريدة على السيراميك أو سمكة في صحن، أو يتهادى خلف أعماله بمخيلة آفاقها رؤى متجددة لآخر القدامى وأول المحدثين. فرانسواز جيلو ممرضة بيكاسو لمدة 10 سنوات تحدثت اخيراً عن حياتها مع "الفنان الوحش" وفنونه وجنونه. وبعد 40 سنة تحدثت عن الفنان الذي رسم لها بورتريه "الرأس الذي يضحك". تقول فرانسواز: كان يشعر بالمرض في كل صباح. مرة أصيب بانهيار عصبي في الصباح الباكر وقال انه يريد الانتحار، فتحت الشباك وقلت له: اقفز. وكانت المرة الأخيرة التي ذكر فيها كلمة انتحار. عمر فرانسواز اليوم 77 عاماً، وكانت التقت بيكاسو في مطعم باريسي خلال الاحتلال النازي في 1943. عيناها الخضراوان وشعرها الأسود الداكن جذبت الرسام وخطفته روح النكته والشغف بالحوار وحس الفن الراقي التي تتمتع بها فرانسواز التي تعيش في أميركا اليوم مع نجليها وترسم على الكانفا، هي التي مارست فن الرسم أكثر من 50 سنة. وتحدثت فرانسواز عن بيكاسو الذي كان يعشق الحوارات الحادة والطويلة حول الفن مع اناس مثل جياكوميتي. كان يريد من الناس ان يقولوا له نعم. رأيته يوم فقد روح الاتساق والانسجام ورأيته في جيشانه العاطفي وتفجر نشاطه. كان يعمل كالأعمى. وقالت ان بيكاسو حاول إبداع أشكال جديدة في منحوتاته فكسر التقليد وهو يجسد قوالب اسطوانية جديدة في الآنيات الخزفية. في 1964 قال بيكاسو لفرانسواز جيلو ان الفن يموت بسبب الأكاديمية. وأنه قرر وضع قواعد لكسر التقليد وابداع الفن من دون عوائق. وهذا ما يظهر في أعماله في الأكاديمية الملكية للفنون في لندن جاكلين زوجة بيكاسو منعت فرانسواز من حضور جنازة الرسام. وتصف فرانسواز حياتها مع بيكاسو بأنها كانت لعبة لها طقوس وشعائر ولم تكن متبلدة الحس أو بطيئة أو مملة أو تافهة. وتنهي فرانسواز ذكرياتها كالآتي: "كان يقول لي أنت معقدة كثيراً. غيرك من النساء يرغب بمعاطف فرو المنك وأنت تريدين رمالاً من الجنة".