عثر عمال في متحف حكومي للفنون في أوزبكستان على خزفيات لبيكاسو منسية منذ زمن في المحفوظات، وقرروا عرضها، بعد مرور أكثر من أربعة عقود على وهب هذه التحف الفنية. وتشمل المجموعة أطباقاً للزينة والتحلية وأباريق مختلفة تحمل رسوم بيكاسو المفضلة، ومن بينها حمامة، ووجه امرأة، ورأس ثور. وتقول الخبيرة الفنية غولشهرا أخونوفا، التي شاركت في تنظيم المعرض، إن الباحثين عثروا على الخزفيات بالصدفة. وتشرح “كنا نبحث عن تحف خزفية روسية في المحفوظات لنعرضها في القسم المخصص للفنون الروسية السنة الماضية، وعثرنا فجأة على خزفيات بيكاسو”. ويستمر معرض خزفيات بيكاسو حتى 10 يناير 2013. وخاض بابلو بيكاسو غمار الخزفيات في الأربعينات، ونفذ مئات التحف الخزفية في مصنع فرنسي للفخار اسمه “مادورا”. وفي يونيو من هذا العام، باعت دار “كريستيز” للمزادات مجموعة من خزفيات الفنان إلى جانب تحف أخرى من المصنع مقابل 12.6 ملايين دولار. وصلت خزفيات بيكاسو إلى أوزبكستان، التي كانت تابعة في السابق للاتحاد السوفياتي، بعد أن وهبتها أرملة أحد أصدقاء بيكاسو للاتحاد السوفياتي، تعاطفاً منها مع القضايا الاشتراكية. وأرسلت التحف الاثنتي عشرة إلى متحف طشقند، بعد وهبها بالنيابة عن الحزب الشيوعي الفرنسي قبل أربعة عقود تقريباً، بحسب ما يقول أمين المتحف ميرفايز أوسمونوف. وتشير وثائق المتحف إلى أن الخزفيات هي “هبة من ناديا ليجيه بالنيابة عن معهد موريس توريز التابع للحزب الشيوعي الفرنسي”. ويوضح أوسمونوف أن “التحف السبع الأولى وصلت إلى المتحف سنة 1968، ثم استقبل المتحف سنة 1971 أربعة أطباق خزفية للتحلية من متحف بوشكين للفنون الجميلة في موسكو”. ويضيف أن المتحف لم يوضح بعد كيف وصلت التحفة الأخيرة في المجموعة إلى أوزبكستان. ويقول “علينا أن نبحث في وثائق المحفوظات كي نحدد مصدر التحفة الأخيرة التي وصلتنا”. كانت ناديا ليجيه الروسية الأصل أرملة الرسام الفرنسي فرنان ليجيه، صديق بيكاسو المقرب. وكان بيكاسو وليجيه متعاطفين مع الاشتراكية السوفياتية وصديقين لقائد الحزب الشيوعي الفرنسي موريس توريز الذي أمضى سنوات عدة من حياته في الاتحاد السوفياتي. وبحسب وثائق المتحف، صنعت الخزفيات كلها في مصنع “مادورا” للخزف في جنوب شرق فرنسا. ويقول طاقم المتحف وخبراؤه إن مجموعة بيكاسو عرضت للعامة في وقت من الأوقات لكنها وضعت لاحقا في المحفوظات. وتقول أخونوفا “بينما كنت أحضر المعرض، عثرت على وثائق في المحفوظات تشير إلى أن مجموعة بيكاسو قد عرضت في الماضي إلى جانب تحف أخرى من الخزف والفخار. لكنني لا أذكر التواريخ بالضبط”. وتشرح دينارا توراييفا، وهي خبيرة فنية في المتحف، أن أعمال بيكاسو بقيت في محفوظات المتحف، لكنها أهملت لأنها آتية من الغرب. وتضيف “سمعت أنه لم يكن هناك اهتمام بالفن الغربي عندما عرضت أعمال بيكاسو للمرة الأولى قبل سنوات”. يذكر أن المتاحف الحكومية في عهد الاتحاد السوفييتي السابق شهدت فترة من الاضطرابات بعد نهاية العصر السوفياتي، وكافح كثير منها للبقاء، ولترتيب محفوظاته. أ ف ب | طشقند