يجري السيد محمد مروان الزركي اتصالات مع عدد من الشخصيات الثقافية والسياسية لتشكيل اللجنة التحضيرية للمؤتمر التأسيسي لپ"التجمع الوطني الديموقراطي السوري" الذي يتوقع أن يستقطب عدداً من المنضوين تحت لواء "الاحزاب" الكردية الاخرى الموجودة في شمال وشمال شرقي البلاد. وأصدر الزركي أخيراً ثلاثة بيانات توضح الخطوط العامة للحزب في انتظار اجتماع نحو 25 شخصية يشكلون اللجنة التحضيرية التي تعد النظام الداخلي والمنهاج السياسي، إضافة الى "وضع استراتيجية التجمع وخطوطه العريضة" لعرضها على المؤتمر التأسيسي لانتخاب نحو 300 شخص لعضوية اللجنة المركزية. وجاء في البيان الاول الذي صدر في بداية الشهر الماضي: "من أجل انطلاقة جديدة تتلاحم فيها كل الايدي والعقول المؤمنة بالعزة والكرامة والعدل والمساواة ... وبعد الاتكال على الله التقت كوكبة من الشباب الكردي واخذت على عاتقها انشاء التجمع الوطني الديمقراطي لتواصل نضالها ضد بعض الجهات الخارجية المشبوهة والمرتبطة بدوائر اسرائيلية استعمارية تمارس كل اشكال الضغوط للنيل من صمود شعبنا الكردي وزعزعة استقراره حيث يقطن ويعيش بين اخوانه العرب، وذلك عن طريق زرع الشكوك وتغذية النزعات القومية والاقليمية". وأشار الزركي في "نداء" صدر لاحقاً الى "تصاعد مؤامرات القوى المعادية المتربصة بوطننا لتمرير مخططاتها عبر التحالفات العدوانية المتمثلة في التحالف الاسرائيلي- التركي المدعوم اميركياً"، ما يستدعي في المقابل "اوسع التحالفات الوطنية للتصدي للمشاريع المشبوهة واحباط المؤامرات التي تستهدف اضعاف سورية". وأوضح الزركي لپ"الحياة" ان التجمع "سيناضل من اجل ترسيخ الوحدة الوطنية بما يعزز مكانة سورية ذلك ان الوطن ملك للجميع وهم يتساوون في الحقوق والواجبات"، مؤكداً على ضرورة "تعزيز التآخي وترميم الجسور الحضارية بين الشعبين الكردي والعربي واعادة اللحمة والروح لهذه العلاقة في ضوء التاريخ المشترك". وبعد أن شدد على ان "وضع الأكراد بعد تسلم الرئيس الأسد الحكم في بداية السبعينات صار افضل بكثير مما كان عليه في الخمسينات"، اشارالزركي الى ان "التجمع الوطني" سيعمل ايضاً على "ازالة الغبن والغاء الاجراءات الاستثنائية ومعالجة مظاهر الخلل ومعاناة الاكراد والعمل على نيل حقوقهم وتمتعهم بكامل حقوق المواطنة"، وذلك بهدف "سد كل الثغرات امام المضللين الذين يهدفون الى احداث اختراق داخلي واثارة الفتن والتلاعب بالورقة الكردية لفك التلاحم الوطني في البلاد" طالما ان الاكراد يؤكدون "ولاءهم لهذا الوطن وقائد هذا الوطن". ويرفض الزركي ومستشاروه تشبيه الحالة الكردية في سورية بمثيلاتها في الدول الاخرى سواء لجهة العدد عددهم لا يتجاوز اثنين في المئة من السوريين، أو لجهة الواقع الجغرافي لتوزعهم في عدد من المناطق والبقع الجغرافية، بل انه يؤكد ان "المشاكل الموجودة يمكن حلها بالانتماء الكامل للهوية في الاطار الوطني". ويعتقد مراقبون أن "التجمع الوطني" يهدد الاحزاب الصغيرة الاخرى القائمة في البلاد، ومنها "الحزب الديموقراطي الكردي السوري" بزعامة الشيخ محمد باقي، و"حزب الوحدة الديموقراطي" لإسماعيل عمر، و"الحزب الاشتراكي الكردي" لصالح كدو، و"الحزب الديموقراطي التقدمي" بزعامة حميد درويش، و"الحزب اليساري الكردي" ليوسف ديبو. وكانت الأحزاب الأخرى تعرضت للانشقاق بينها "الحزب الديموقراطي الكردي" بارتي الذي يعتبر امتداداً لپ"الحزب الديموقراطي الكردستاني" العراقي بزعامة مسعود بارزاني. وانشق "الحزب الديموقراطي الكردي" الى جناحين بزعامة نذير مصطفى ونصرالدين عمر. كما ان مجموعة بقيادة فؤاد عكيلي خرجت من "الاتحاد الشعبي الكردي" بزعامة صلاح بدرالدين. ودخل مؤيدو هذه "الاحزاب" في الدورة الخامسة 1990-1994 إلى مجلس الشعب البرلمان السوري سواء كحزبيين أو كمستقلين. وساهموا في توجيه رسالة الى البرلمان التركي لحل المشكلة الكردية في تركيا. وانخفض عددهم في الدور الاخير الذي انتهى قبل أيام، ويجرون اتصالاتهم لترتيب وجود لهم في انتخابات نهاية العام الجاري. ويعتقد الزركي ان هذه "الاحزاب صغيرة ومحدودة العدد تضم افراد العائلة نفسها فقط، اضافة الى كونها تنطق بلسان احزاب خارجية"، مشيراً الى رفضه "الدعاية لاي حزب كردي خارجي ومعارضة أي برنامج كردي سياسي متطرف يتعلق بحق تقرير المصير أو حكم ذاتي او استقلال". وقال احد مستشاريه: "لا بد من مراعاة الظروف والضغوط التي تتعرض لها سورية اضافة الى حال الحرب مع اسرائىل".