} السيد المحرر، نشرت "الحياة" في عددها رقم 12983 الصادر في 20 - 9 - 1998 مقالاً لمراسلها في دمشق ابراهيم حميدي بعنوان "التجمع الوطني الديموقراطي" بديل "الأحزاب" الكردية السورية؟ أود ان أشير في البداية الى انه هذه هي مرة من المرات القليلة التي يشار فيها الى وجود كردي في سورية على صدر صحيفة "الحياة" وليتها كانت صحيحة. إن ما يقوم به السيد الزركي وصحبه ليس بجديد على الساحة الكردية، اذ ان السلطات السورية حاولت منذ عشرات السنين اصطناع هياكل فارغة بغية تمييع القضية الكردية في سورية ومسخها. ورافق هذه المحاولات الفشل. ان عجز السلطات السورية - بل عدم رغبتها - في فهم القضية الكردية في سورية على اساس انها قضية قومية قائمة بذاتها، أدى دائماً الى قيام الحكومات السورية المتعاقبة الى اتخاذ اجراءات سياسية ممنهجة بغية محو الوجود القومي الكردي في المناطق السورية. ان حرمان الكرد منذ عام 1962 من حق التمتع بالجنسية ليست دوافعه خافية على أحد، وعلى رغم مرور ما يقارب الأربعين عاماً على ذلك الحدث، فإن الكرد ما زالوا يعانون من هذا الاجراء لأنهم يتكلمون ويغنون ويكتبون بلغة أخرى غير العربية. كان جزاء الكرد على مطالبتهم بالعيش المشترك ان سلبت أراضي فلاحيهم منهم ووزعت على مواطنين استقدمتهم الحكومة من محافظات الفرات وأسكنتهم في قرى الكرد، وذلك كإجراء لفصل كرد تركيا شمال كردستان عن كرد سورية غرب كردستان ولتعريب المنطقة وتغيير ديموغرافيتها. ودأبت الحكومات دائماً على الترويج لمقولة ان الكرد في سورية لاجئون قدموا من تركيا، بينما وجودهم في مناطق الجزيرة ديريك، تربسي، قامشلي، عامودا، درباسية، سري كانية وفي مناطق كوباني وعفرين جبل الأكراد منذ أقدم العصور التاريخية. إن الكرد في سورية يصل عددهم الى مليوني شخص أي حوالى 11 في المئة من اجمالي السكان في سورية وليس 2 في المئة كما ذكر حميدي، لم يطالبوا بأكثر من العيش بسلام والتمتع بحرية التكلم والتعلم بلغتهم الأم وممارسة فولكلورهم. إن عصر إلغاء الآخر يجب ان يجد نهاية له، لأن من المحال إزالة شعب كامل من الوجود وذلك ليس لشيء الا إرضاء للنوازع والنعرات التعصبية.