ودّعت الحكومة الاسرائىلية المنسق الاميركي لعملية السلام دنيس روس، باعلان قرار بناء مئات من الوحدات السكنية الاستيطانية الجديدة في الضفة الغربية وهضبة الجولان. ومن المقرر ان يعود المبعوث الاميركي الى واشنطن اليوم، لاطلاع الرئيس بيل كلينتون ووزيرة خارجيته مادلين اولبرايت على نتائج جولته ومحادثاته مع الاطراف المعنية بعملية السلام. وفي تطور لافت، اعلنت اولبرايت انها ستلتقي الرئىس ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو في نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة في محاولة للتوصل الى اتفاق في شأن الانسحاب الاسرائيلي من الضفة الغربية. وقالت بعد القاء كلمة امام معهد "كارنيغي للسلام" عن السياسة الخارجية الاميركية: "نحن متفائلون بامكان التحرك نحو توقيع اتفاق". وقالت ان روس حقق تقدما خلال جولته في المنطقة و"نحتاج الى ايصال هذه المرحلة الى نهايتها". وكان روس صرح في اعقاب لقائه عرفات ليل الاربعاء - الخميس في غزة بان "تقدما سجل في بعض القضايا، ويجب بذل المزيد من الجهود للتوصل الى حل الباقي"، فيما قال عرفات، ان "كل القضايا موضع نقاش". وقام روس بجولة في غزة حيث التقى عائلات اسرى فلسطينيين طالبته بان تمارس الولاياتالمتحدة ضغوطا على اسرائىل لاطلاق المعتقلين. في غضون ذلك، صرح وزير الاعلام الفلسطيني ياسر عبدربه امس بان قمة ثنائية ستعقد بين عرفات وكلينتون الثلثاء المقبل في نيويورك. واوضح ان القمة لن تكون ذات طابع "تفاوضي" بل ستتناول المواضيع التي نوقشت خلال جولة روس وتم الاتفاق اليه. واكد انه لن يتم خلال اللقاء التفاوض في مواضيع لم يتفق عليها. ونفى ما قالته مصادر اسرائيلية عن ان القمة ستكون "ثلاثية". وكانت مصادر اسرائيلية تحدثت عن قمة ثلاثية بين عرفات وكلينتون ورئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو في نيويورك في حال تحقيق "انفراج ما" خلال زيارة روس. وعشية عودة المبعوث الاميركي الى بلاده، اقرت الحكومة الاسرائيلية خططا جديدة لتوسيع الاستيطان تتضمن بناء 600 وحدة سكنية على 744 دونما في مستوطنة "يتصهار" على اراضي قرية بورين قرب مدينة نابلس شمال الضفة، كان نتانياهو امر شخصيا ببنائها ردا على مقتل مستوطنين من المستوطنة مطلع آب اغسطس الماضي. واعرب نتانياهو امس عن "غضبة الشديد لعدم البدء في بناء الوحدات السكنية الجديدة رغم قرار حكومته توسيع المستوطنة"، فيما دانت السلطة الفلسطينية توسيع "يتصهار"، معتبرة ان القرار "ضربة موجهة للجهود الاميركية وامعانا في السعي لتدمير عملية السلام". واقرت لجنة التنظيم والبناء الاسرائىلية بناء 560 وحدة استيطانية جديدة في مستوطنة معلية غيملا في الجولان و350 اخرى في مستوطنة كينف خلال الاشهر الستة المقبلة. وتأتي المصادقة على البناء بموجب خطة توسيع 4 مستوطنات في الهضبة اقرت قبل شهرين في "لجنة تطوير النقب والجليل" التي يرأسها وزير البنية التحتية الاسرائىلية ارييل شارون، فيما لم تقدم خطة توسيع مستوطنتي ناس وراموت الى لجنة التنظيم الاسرائيلية للمصادقة عليها. من جهة اخرى، تسلل مستوطنون من منظمة "بيتار" الشبابية المتطرفة مساء الاربعاء الماضي الى جبل ابو غنيم في القدس حيث اقرت الحكومة الاسرائىلية بناء مستوطنة "هارحوما"، ونصبوا عددا من الخيام احتجاجا على عدم البدء في اعمال البناء. لكن الشرطة الاسرائىلية اجلتهم عن الموقع. الى ذلك، اعلن مجلس المستوطنات في الضفة "يشع" عن مخطط لبناء 3000 وحدة سكنية استيطانية جديدة خلال الاشهر المقبلة لزيادة عدد المستوطنين في المستوطنات للحيلولة دون اخلاء اي منها في اطار اي تسوية سياسية مع السلطة الفلسطينية.