خلص الأمين العام للجامعة العربية الدكتور عصمت عبدالمجيد - في تقريره نصف السنوي الى مجلس الجامعة أمس عن تحركات الجامعة والوضع العربي - إلى "عدم وجود رغبة لدى حكومة اسرائيل الحالية في تحقيق السلام"، ووصف ترويج هذه الحكومة لقبولها حلولاً أو حدوث إنفراج بأنها "فقاعات إعلامية ومناورة لكسب الوقت والتغطية على سياستها العدوانية على الارض". ودعا عبدالمجيد العرب في تقريره إلى "مراجعة عملية لجميع المسلمات التي قامت عليها عملية مدريد للسلام يفرض اجراؤها تحالف نتانياهو مع الأحزاب الدينية المتطرفة". وأكد انه "يجب قطع الشك باليقين ... نحن نتمسك بالسلام، فيما تشكل حكومة اسرائيل بأطماعها الموروثة خطراً حقيقياً على الأمن القومي بل والكيان العربي ... اذا استمرت الحال على ما هي عليه، فإن اسرائيل مستمرة في سياساتها لنسف عملية السلام وربما الاندفاع الى خيارات أخرى أكثر سخونة واحتراقاً". وقال: "يجب وضع استراتيجية عربية للتعاطي مع هذا الوضع". وطالب بپ"العمل على رفع المعاناة عن الشعب العراقي وايجاد حوار مباشر بين بغداد ومجلس الأمن لتسوية المشاكل العالقة للإسراع برفع العقوبات". ودعا الى أهمية دعم السودان، ضد ما اسماه "المخططات التآمرية الاجنبية"، مشدداً على إدانة ما وصفه بپ"العدوان الاميركي على الخرطوم وانتهاك سيادة السودان وحرمة أراضيه". وقبيل بدء أعمال المجلس تلقت الأمانة العامة مذكرتين فلسطينيتين تتعلق الأولى بدعم طلب "حماية مدينة الخليل من الاستيطان والقوى الدينية / اليهودية المتطرفة"، تصدياً لمساعي حكومة اسرائيل الليكودية"، السيطرة على الحرم الابراهيمي الذي تحول الى ثكنة عسكرية انتهاكاً لحرمته"، و"إنشاء بؤر استيطانية داخل البلدة زرعت فيها 461 مستوطناً".وحذرت من "تفجر الوضع في المدينة بسبب استمرار السياسات الاحتلالية والقمعية". وأشارت المذكرة الثانية المتعلقة بالقدس الى استمرار اسرائيل في تطبيق خططها لتهويد المدينة "من دون رادع"، وطالبت العرب "تحرك فاعل لدى المنظمات الدولية المعنية وتنفيذ حملة دولية لتأكيد هوية القدس العربية الاسلامية"، بهدف ايجاد آلية لتنفيذ قرارات مجلس الامن ارقام 252 و267 و467 في شأن الانسحاب الاسرائيلي وادانة الاستيطان وعدم تكريس الاحتلال عبر اعتراف بعض الدول بالقدس كعاصمة لاسرائيل". ووصف وزير الخارجية السوري رئيس مجلس الجامعة في دورته الحالية السيد فاروق الشرع الوضع الراهن في عملية السلام بأنه "مأزق مخيف"، مشدداً على ان "مساعي اسرائيل لإنشاء حلف عسكري في الشرق الاوسط تكون هي وتركيا نواته تهديد حقيقي للأمن القومي العربي ومحاولة لتدمير السلام ومنع استكمال عمليته". كما شدد على ضرورة استعادة الوفاق العربي عافيته لأن "غياب التضامن يشجع اعداء الامة كما يحدث الآن"، واهمية "الالتزام العربي بقرارات القمة ومجالس الجامعة". وأيد الشرع عقد مؤتمر دولي لبحث سبل مكافحة الارهاب، لافتا الى ضرورة "عدم الخلط بين الامور حتى لا تستغلها اسرائيل لتجعل من النضال ارهاباً ومن الارهاب الحقيقي نضالاً". واعتبر رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية السيد فاروق قدومي ابو اللطف "حكومة اسرائيل تُسيّر المنطقة الى الهاوية"، معرباً عن امله في "موقف عربي يخدم قضايا العرب وفي مقدمتها قضية السلام".