مرجعيون جنوبلبنان - رويترز - يعيش سكان جنوبلبنان المضغوطون بين احتلال اسرائيلي وحكومة في بيروت لا تثق بهم على نحو 50 مليون دولار سنوياً في صورة أجور تدفعها اسرائيل. وقال مسؤول بارز في الميليشيا المتحالفة مع اسرائىل، "جيش لبنانالجنوبي"، ل"رويترز" من مكتبه في مرجعيون اكبر مدن المنطقة المحتلة "لدينا مصدران للعملة الصعبة في المنطقة: العمالة في اسرائيل ورواتب ميليشيا الجنوبي". وبعد 20 عاماً من السيطرة على منطقة حوّلتها اسرائىل في السنوات الثلاث عشر الاخيرة حزاماً امنياً عمقه 15 كيلومتراً للحيلولة دون هجمات عبر الحدود، تدنت معنويات السكان وتقلص عددهم. وقال مسؤول الميليشيا "اجمالي عدد السكان في المنطقة نحو 300 الف نسمة، لكن نصفهم فقط يعيشون فيها دائماً، منهم ثلاثة آلاف جندي في "الجنوبي" وعدد صغير من العمال يشتغلون في اسرائيل. ومتوسط الراتب الشهري للجندي في "الجنوبي" نحو 600 دولار، وهو المتوسط نفسه لراتب العامل اللبناني باسرائيل. ويدفع كل موظف 10 في المئة ضريبة دخل للإدارة المدنية للجنوبي". وثمة مصدر غير تقليدي للدخل له صلة باسرائيل يتمثل في تهريب التبغ منها الى سورية بواسطة البغال عبر الجبال في تجارة تقدر قيمتها بنحو 12 مليون دولار سنوياً. غضب مزدوج ويشعر لبنانيون من سكان المنطقة بالغضب بسبب المحنة التي يعيشونها، اذ انهم أسرى منطقة حرب حيث يفجر مقاتلون من "حزب الله" قنابل على الطرق لقتل جنود اسرائيليين او من "الجنوبي"، وفي الوقت نفسه تتهمهم حكومتهم بالخيانة لتعاون مع المحتل يرونه ضرورياً للبقاء على قيد الحياة. وقال طبيب طلب عدم ذكر اسمه ل"رويترز" "انني وطني وضد اسرائىل لكنني لا الوم الذين يعملون معها لان الحكومة اللبنانية لا تتخذ موقفاً واضحاً في شأن طريقة التعامل مع سكان المنطقة. غير مسموح لنا بالعمل في اسرائىل ولا يقبلوننا في ادارات الدولة. منتوجاتنا الزراعية ممنوعة من دخول شمال المنطقة للاشتباه في انها منتجات اسرائيلية. اذاً كيف يمكننا العيش اذا اردنا الحفاظ على بيوتنا وأرضنا؟". وفيما المفترض ألا يتعامل سكان المنطقة مع السلطات الاسرائيلية فان القانون اللبناني اكثر وضوحاً في ما يتعلق بدخول اسرائىل، اذ يحظر على المواطنين زيارتها. بل ان لبنان يرفض منح تأشيرة دخول لأي اجنبي يحمل جواز سفره اختاماً اسرائيلية. لكن لبنانيين يعبرون من نقطتين على حدود اسرائيل الشمالية للعمل في وظائف، كحافز على الانضمام الى "الجنوبي" ويقتصر منحها على من يحمل كفالة من شخص يعمل فيه. وأحياناً لا يمت الكفيل بقرابة طالب العمل لكنه يتقاضى منه نحو 50 دولاراً شهرياً في مقابل الكفالة. وحتى اذا كان التعاون مع اسرائيل يوسم بالخيانة، فانه ليس في خطورة العمل في "الجنوبي". وتظاهر مسيحي في السابعة والستين يعمل في شمال اسرائيل، طلب عدم ذكر اسمه، انه لا يعرف ان الحكومة اللبنانية تحظر العمل في اسرائيل. لكنه عندما سئل عند نقطة العبور الى اسرائيل في قرية كفركلا، طالب الحكومة اللبنانية بتوفير بديل له. وأضاف "انني عامل زراعي اعمل في اسرائىل منذ خمس سنوات. ومستعد لترك هذا العمل اذا وفّرت لي الحكومة اللبنانية عملاً". وقال درزي في الواحدة والعشرين يعمل اسكافياً في اسرائيل انه يقبل نصف ما يحصل عليه هناك اذا وجد عملاً في لبنان. وأضاف "اكسب 800 دولار شهرياً، ولكن اذا عرضت عليّ الحكومة اللبنانية 400 دولار، لن ادخل اسرائىل. لا احبها ولا اريد العمل فيها، لكنني مجبر على ذلك بسبب البطالة هنا". وسأل شيعي 35 سنة يعمل في مصنع في شمال اسرائيل "هل تعتقد انني احب ذلّ العمل في بلاد العدو؟ لن اعمل دقيقة واحدة فيها اذا وفّرت لي الحكومة عملاً في لبنان"