تجاوزت الصفقات المدنية المعلنة خلال معرض "فارنبره 98" 22 بليون دولار يشمل أكثر من ثلثها خيارات شراء غير مؤكدة يرتبط وضعها موضع التنفيذ بالظروف الاقتصادية العامة لصناعة الطيران التجاري. وسجل تفوق واضح للأوروبيين الذين استحوذوا، عبر "ايرباص" على أكثر من 60 في المئة من صفقات الطائرات المتوسطة والبعيدة المدى، في حين سجلت "بومباردييه" الكندية و"امبراير" البرازيلية تقدماً ملحوظاً في حجم طلبيات الطائرة الاقليمية، التي ازداد اقبال شركات الطيران على شرائها في ظل التخوف من حدوث ركود اقتصادي عالمي يؤثر على نمو الرحلات الدولية. وأتاح المعرض الذي أقيم طوال الأيام السبعة الماضية في مطار هامبشاير في بلدة فارنبره، على بعد 70 كلم من لندن اجراء محادثات تمهيدية شاركت فيها وفود رسمية من 50 دولة، بينها السعودية، وتناولت ابرام صفقات للمشتريات العسكرية والتعرف الى التقنيات الجديدة في عالم السلاح. وتقارب قيمة المبيعات العسكرية التي جرى التباحث في شأنها، والى حد كبير، قيمة الصفقات المدنية المعلنة، ان لم تكن تتجاوزها بمقدار الضعفين، لا سيما بالنسبة الى الصفقات التي تخص تحديث وتطوير القدرات العسكرية لحلف شمال الأطلسي والمشتريات التي يمكن أن تقوم بها وزارات الدفاع في بعض البلدان الأوروبية لا سيما بريطانيا. "تايفون" وشكلت المقاتلة الأوروبية "تايفون" مثار احراج للمصنعين الأوروبيين لا سيما "بريتش ايروسبيس" البريطانية التي تقود مشروع بناء الطائرة، بعدما أصيب الطراز المعروض بعطل فني يوم السبت حرم المشاهدين من أفراد الجمهور الذين يسمح لهم بالحضور في آخر يومين، من رؤية تحليق الطائرة وأدائها. واكتفى مسؤولون في المعرض بالقول إن الطائرة أصيبت "بوعكة صحية". وما فاقم احراج المصنعين عجزهم عن اعلان أي صفقة جديدة باستثناء الطلبية السابقة التي أعلن عنها منذ سنوات لبيع الدول الأربع الأوروبية المشاركة في التصنيع، وهي بريطانيا والمانيا وايطاليا واسبانيا، شراء نحو 620 طائرة بما يكفي لتغطية الأكلاف الأولية للمشروع. وباستثناء مسألة "تايفون" فإن المعرض الذي شاركت فيه 1198 شركة عارضة، واحتفل بالعيد الخمسين لتحوله الى معرض دولي، شكل سانحة للصناعات الجوية البريطانية لاثبات حجم ثقلها الاقتصادي، لا سيما وأن انتاجها يفوق 25 بليون دولار يذهب منها للتصدير ما قيمته 17 بليون دولار