سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توسع حذر وتفاؤل بارتفاع النمو في قطاع الطيران التجاري . "جت لنك انترناشيونال" تعزز حضورها في أسواق الشحن الجوي في منطقة الشرق الأوسط وبلدان الاتحادالأوروبي
تخطط شركة "جت لنك انترناشيونال" للدخول في تحالفات مع شركات طيران عربية في مجال الشحن الجوي، وقالت إنها تنوي زيادة حجم عملياتها في منطقة الشرق الأوسط وأوروبا ومضاعفة السعة المتاحة على رحلاتها اليومية من خلال اعتماد طائرات "إيرباص 300" المخصصة للشحن الجوي على شبكة خطوطها. وذكر مالك الشركة رئيس مجلس إدارتها السيد صبحي عبدالمسيح لپ"الحياة" إن خطة التوسع المقترحة تتضمن زيادة الأنشطة الخاصة بالحجوزات والتذاكر ومضاعفة مدى عمليات الشركة التي تتخصص في أعمال الشحن الجوي وفي نقل البضائع التي تحتاج إلى الوصول بسرعة إلى الأسواق الاستهلاكية. وتعتبر "جت لنك انترناشيونال"، وهي ناقلة متوسطة الحجم تتخذ من أمستردام مقراً لها، إحدى الشركات الدولية القليلة الناشطة في مجال الطيران التجاري وخدمات النقل الجوي التي تعود ملكيتها إلى مستثمر من أصل عربي. وأقام المركز الرئيسي للشركة في هولندا حفلاً كبيراً يوم الثلثاء الماضي، في قاعة الاحتفالات في مطار أمستردام، حضرها أكثر من 300 مدعو من العاملين في حقل الطيران وأعضاء السلك الديبلوماسي العربي والأجنبي. ونظم الحفل بمناسبة البدء في تشغيل أول طائرة "إيرباص 300" التي ستسيرها الشركة على خطوط رحلاتها بين منطقة الشرق الأوسط وأوروبا. وذكر السيد عبدالمسيح إن الطائرة الجديدة هي باكورة عمليات تملك مماثلة تنوي الشركة القيام بها في المستقبل وتتركز على هذا الطراز من طائرات "إيرباص" الذي قال إنه الأكثر ملاءمة لعمليات الشحن الجوي. وأشار إلى أن الشركة عمدت أخيراً إلى بيع طائرتي "بوينغ 707" كانت تملكهما لعوامل تشغيلية عدة بينها، في المرتبة الأولى، مواكبة اتجاهات السوق وتشدد دول الاتحاد الأوروبي في تطبيق قوانين الحد من التلوث الصوتي والبيئي، بالاضافة إلى السعة الإضافية والمرونة التي يتيحها اللجوء إلى استخدام طائرات "إي. 300" المخصصة لنقل الركاب والتي يعاد تأهيلها وتجهيزها للقيام بعمليات الشحن. ويملك السيد عبدالمسيح تجربة واسعة في مجال النقل الجوي راكمها مذ حط رحاله في أمستردام قبل ثلاثين عاماً حينما قرر التوقف ثلاثة أيام في هولندا بقصد السياحة، على أن يكمل طريقه باتجاه الدنمارك حيث كان ينوي الإقامة. لكن هولندا أعجبته فقرر البقاء فيها. وعمل موظفاً في البداية في القطاع الفندقي ثم انتقل إلى حقل الطيران التجاري حيث تدرج في أنشطة تجارية عدة، قبل أن يقرر إنشاء الشركة التي باتت تحتل مكانتها بين بقية شركات الشحن الجوي في وسط أوروبا. وقال إن أنشطة شركته تشمل نقل مواد شحن عادية وتسيير رحلات شحن عارض بالاضافة إلى نقل كميات كبيرة من الخضر الطازجة من مصر "وفي هذه الحالة نعمد إلى استئجار طائرات شحن إضافية من بعض الشركات العربية لتلبية الطلب الطارىء". وأشار نائب رئيس الشركة السيد عفيف أبو الريش إلى أن المفاوضات للحصول على الطائرة الجديدة تضمنت خيار شراء وجرت مع شركة "سي.أس.أفييشن" الدولية المتخصصة في تجهيز وتأجير وبيع طائرات الشحن الجوي، وأن هناك مفاوضات تجري حالياً بغرض استئجار طائرة "إي. 300" ثانية على أن تكون كلفة استئجارها مماثلة للطائرة الحالية. وذكر أن الطائرة الجديدة التي يجري التفاوض بشأنها هي طائرة ركاب تم الحصول عليها من شركة "أليتاليا" على ان يتم تحويلها وتجهيزها بالمعدات المناسبة لعمليات الشحن. وأكد أن المفاوضات بخصوص الطائرة الجديدة تتناول أيضاً إمكان شرائها أو استئجارها. وتملك "جت لنك" مكاتب وفروعاً في انكلترا والدنمارك ومصر وبلجيكاوهولندا حيث المركز الرئيسي. وقال أبو الريش لپ"الحياة": "عملنا موزع بين التعامل مع شركات طيران متخصصة في الشحن الجوي وأخرى في النقل الجوي. لدينا وكالات في دول البنلوكس لشركات طيران عدة بينها الخطوط الجوية القطرية والخطوط السورية، ولدينا أيضاً وكالة شركات أخرى بينها غانا إيرويز والخطوط الجوية الكوبية وخطوط تشاينا إيسترن الصينية وهذه كلها وكالات تخص أنشطة الشحن والركاب معاً. ونملك أيضاً وكالات شركات لأعمال الشحن تخص شركات مثل تامبا إيرلاينز وفاسب البرازيلية". وأفاد أن "جت لنك" تضم دائرة متخصصة في خدمات تأمين الطائرات وأخرى تتولى ترتيب صفقات شراء الوقود بالاضافة إلى دوائر تعنى بخدمات استئجار الطائرات، وتمويل عقود شراء الطائرات واستئجارها ودوائر خاصة للركاب وأخرى للشحن. وتنقسم مكاتب الشركة وفروعها بين ثلاثة مكاتب في أمستردام واحد للإدارة والشحن وآخر للركاب وثالث يخص "جت لنك انترناشيونال"، بالاضافة إلى مكتبين في بلجيكا واحد للشحن في أوستند وآخر في بروكسيل للركاب ومكتب في الدنمارك مخصص للشحن فقط، وكذلك الأمر في لندن حيث المكتب مخصص لشؤون الشحن بينما مكتب مصر يتولى أعمال المناولة الأرضية والشحن في آن معاً. وتوقع السيد أبو الريش أن تواصل الشركة النمو في المرحلة المقبلة نظراً إلى اعتمادها سياسة توسع حذرة ومدروسة تراعي توجهات السوق. وقال إن بيع طائرتي "بوينغ 707"، لأسباب تتعلق بالقوانين الجديدة وقيود الضوضاء التي وضعها الاتحاد الأوروبي واعتماد طائرات شحن ذات مرونة تشغيلية أكبر ووفر أكثر، إجراء يستبق تطورات السوق. وأشار إلى أن الكثير من الناقلات العربية لا يزال يستخدم طائرات "707" مستفيداً من فترات السماح الممنوحة للطائرات العربية في بلدان الاتحاد الأوروبي علماً أن المفوضية الأوروبية للنقل ستمنع كل مستويات الضوضاء غير المقبولة بحلول عام 2002. وفسر قرار الاتجاه نحو طائرة "إي. 300" بأنها تتميز بحجم شحن يبلغ 55 طناً ووزن شحن متاح يبلغ 45 طناً وهذه ميزات تتقدم بنسبة ملحوظة على إمكانات "بوينغ 707" وبمعدل يراوح بين 25 و30 في المئة لحجم الشحن وعشرة في المئة لوزن الشحن نفسه. ورأى أن سعة الهيكل الإضافية تسمح بنقل كميات أكبر من السلع والبضائع ذات الكثافة النوعية القليلة والحجم الكبير. وقال إن الشركة تتخصص في نقل كميات كبيرة من الخضر من مصر على مدى موسم الخضر الذي يستمر تسعة أشهر في السنة، وذلك من مصر باتجاه الأسواق الأوروبية. وأضاف أن السوق الأوروبية العربية مقبلة على نمو كبير في صناعة الشحن الجوي المتخصص، نظراً إلى الارتفاع المتواصل لحجم وكمية السلع المنقولة جواً بقدر يفوق معدل نمو السعة المتاحة في بطون طائرات نقل الركاب. وأشار إلى أن هذا الوضع يحتم الاتجاه في شكل متزايد إلى تأمين سعة لشحن البضائع والسلع في صورة مستقلة عن صناعة الطيران التجاري التي تزاوج بين مهمتي نقل الركاب والبضائع. وقال السيد عبدالمسيح إن شركته تنوي الاعلان خلال الأسابيع المقبلة عن سلسلة عمليات تحالف تجرى مفاوضات بصددها حالياً مع شركات طيران عربية عدة. وأكد أن "المحادثات قطعت مرحلة متقدمة. ونأمل توقيع بعض الاتفاقات التي توصلنا إليها خلال الفترة المقبلة"