سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس "طيران الامارات" الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم ل "الحياة": خطة جديدة لتطوير مطار دبي بقيمة 550 مليون دولار وطائراتنا ستطير مباشرة إلى استراليا والأميركيتين
أعلنت أمارة دبي أنها تستعد لبناء المرحلة الثانية من عملية توسعة مطار دبي الدولي، وأن الخطة الجديدة سترفع كلفة المشروع الإجمالية، إلى أكثر من 2،1 بليون دولار. وقال رئيس دائرة الطيران المدني في دبي الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم، الذي يرأس أيضا شركة "طيران الامارات" في تصريح إلى "الحياة"، إنه بوشر وضع التصاميم الأولية لمشروع التوسعة الثانية المقبلة، الذي قُدرت كلفته بنحو 550 مليون دولار. وكانت إمارة دبي شرعت منذ ثلاثة أعوام، في خطة طويلة الأمد، لتحديث وتطوير مطارها الدولي، الذي يستقبل رحلات زهاء 90 شركة طيران من مختلف أنحاء العالم، ويعتبر أكبر مطار ترانزيت في الشرق الأوسط. وتكلف خطة التوسع الحالية التي ينتظر استكمالها بحلول سنة 2000، قرابة 540 مليون دولار. وستجعل المطار قادراً على مواجهة الارتفاع المتوقع في حركتي الركاب والشحن الجوي، حتى سنة 2020. وسبق لدبي أن أعلنت، قبل أربعة أشهر، عن مشروع يكلف 200 مليون دولار، وينفذ على مراحل متتابعة، لزيادة الطاقة الاستيعابية في قرية الشحن الملحقة بمطارها الدولي أضعافاً عدة ، وجعلها قادرة على التعامل مع مليوني طن من الشحن الجوي بحلول سنة 2005 ونحو 7،2 مليون طن سنة 2018، في مقابل 400 ألف طن العام الماضي. وقال الشيخ أحمد إنه يتوقع أن يتجاوز حجم حركة النقل في مطار دبي الدولي، السنة الجارية، 2،10 مليون مسافر، في مقابل 2،9 مليون السنة الماضية، وثمانية ملايين راكب عام 1996 عندما ارتفع عدد المسافرين 12.75 في المئة مقارنة مع عام 1995 الذي شهد 7.1 مليون مسافر. وأضاف أن صناعة الشحن الجوي في دبي ستواصل النمو على مدى الأعوام المقبلة، معتبراً أن مشروع توسيع منشآت التخزين في قرية دبي للشحن، يعد أحد المشاريع الأساسية التي تساعد الامارة على تطوير مكانتها الاقليمية في تجارة إعادة التصدير التي اشتهرت بها على مدار الأعوام السابقة. وتوقع أن تواصل حركة الشحن الجوي النمو، خلال السنوات العشر المقبلة، بالوتيرة نفسها التي عرفتها في الأعوام الأخيرة، والبالغة 15 في المئة. ولفت إلى أن نمو اقتصاد دبي، والسعي إلى تخفيف الاعتماد على النفط كمصدر رئيسي للدخل، مع زيادة الاتجاه نحو الصادرات، يؤثر ايجاباً في نمو صناعة الشحن الجوي في دبي، ويفترض تطوير المطار ومرافق الشحن فيه، لجذب الشركات العالمية وجعلها نقطة ارتكاز لعملياتها التشغيلية بين الشرق الأقصى وأوروبا. وقال الشيخ أحمد آل مكتوم، الذي يرأس مجموعة "طيران الإمارات"، إن شركة "طيران الامارات" التابعة للمجموعة تمكنت، في السنة المالية المنتهية في آذار مارس الماضي، من تحقيق نمو في عمليات الشحن بلغت نسبته 25 في المئة، إذ تخطى حجم البضائع التي نقلتها حاجز ال 200 ألف طن. وتوقع ان تحقق الشركة نمواً تبلغ نسبته 16 في المئة السنة الجارية. صفقة الطائرات وعن الصفقة الضخمة التي أبرمتها "الامارات"، أول من أمس لشراء طائرات جديدة، والتي تعتبر أكبر صفقة لناقلة عربية السنة الجارية، قال إن الهدف منها زيادة سعة الأسطول وتوسيع نطاق الشبكة التي أكد أنها "ستواصل التوسع، في شكل مضطرد، خلال السنوات المقبلة". ورداً على سؤال حول السبب الذي جعله يختار شراء طاءرات "إيرباص"، بدلاً من طائرات "بوينغ 777"، كشف رئيس "طيران الإمارات" أن "القرار اتخذ قبل عشرة أيام فقط، وعلى أساس المواصفات وحدها". وأشار إلى أن الناقلة الاماراتية كانت لا تزال تدرس أمر الصفقة، حتى الأسبوع الماضي، وأن القرار لم يكن اتُخذ بعد بانتظار تقويم الطائرة الأفضل للشركة ومشاريع توسعها المستقبلية. وأفاد أن القرار اتخذ لأن طائرات "إي. 500-340" اعتبرت، لدى انتهاء المفاضلة، "الأكثر ملاءمة، سواء بالنسبة الى المسافة التي تقدر على قطعها، أو بالنسبة إلى غياب القيود المتعلقة بمواعيد الإقلاع وإمكان استخدامها في أي وقت وأي درجة حرارة خارجية". وأضاف "أنا من الناس الذين يحبون طائرات بوينغ-777 التي تعتبر أقصر مدى بقليل من ايرباص 500-340، لكن المسألة كانت اختيار ما هو الأفضل للشركة، كما أننا سنملك 11 طائرة من هذا الطراز في نهاية المطاف". وكانت "طيران الامارات" وقعت، أول من أمس، طلبية مؤكدة لشراء ست طائرات وخياراً لشراء عشر طائرات "إي 500-340" الطويلة المدى، بالاضافة إلى طائرة "اي 200-330"، بقيمة إجمالية تبلغ 51،2 بليون دولار. كما وقعت عقد شراء تأجيرياً، مع شركة "سنغابور ايركرافت ليسنغ انتربرايز"، بقيمة 300 مليون دولار، تتملك بنهايته طائرتي "بوينغ 300-777". وينتظر أن تنضم الطائرتان الجديدتان آخر عام 1999، إلى أسطول "الامارات"، الذي يضم سبع طائرات "بوينغ 777"، والذي ينتظر أن يتسلم السنة الجارية طائرتين إضافيتين من الطراز نفسه، سبق أن أوصت عليهما. وقال إن شركته تفكر، نهاية السنة الجارية، في رفع عدد رحلاتها إلى استراليا، إلى رحلة يومياً. ورداً على سؤال حول ما سبق وذكره ل "الحياة" قبل خمسة أشهر عن نية مجموعته رفع عدد رحلاتها إلى أستراليا، إلى 21 رحلة أسبوعياً، تتوزع بمعدل رحلة يومياً إلى كل من سيدنيوكانبيرا وملبورن قال إن "الأمر لا يزال مرتبطاً بالسلطات الاسترالية في كانبيرا وامكان الاتفاق على ترتيب، في هذا الصدد، مع شركات الطيران الاسترالية التي لا تطير الى دبي". وأضاف "سنحاول لاحقاً أن نصل إلى 21 رحلة أسبوعياً، لكننا سنرفع عدد رحلاتنا إلى رحلة يومياً بين دبي وملبورن". ويسع طراز "اي0 500-340" 313 مقعداً، ويصل مداه إلى 7،15 ألف كلم، وهو أطول مدى يمكن لأي طائرة نقل تجارية في العالم أن تبلغه. وتبلغ كلفة مشروع تطوير طراز "اي. 500-340" ومعه طراز"اي. 3400600"، الذي يصل مداه إلى 9،13 ألف كلم وسعته إلى 390 راكباً، زهاء 5،2 بليون دولار. وبدأ المشروع في نهاية 1997، وتم تحديد ملامح الطراز الجديد وقص ألواح الأجنحة، في تموز يوليو الماضي. ومن المنتظر أن يتم في العامين المقبلين تجميع أول طائرة تجريبية من هذا الطراز، على أن يجري تجريب محركاتها من طراز "ترنت 500" التي تصنعها "رولز رويس" في ربيع العام المقبل. وسيشرع في انتاج الطرازين عام 2001، وبفارق خمسة أشهر بينهما، وذلك عقب حصولهما على شهادات الطيران من الهيئات الفيدرالية الأميركية والأوروبية. وقام الشيخ أحمد آل مكتوم بتوقيع عقد بعد ظهر أول من أمس مع رئيس "رولز رويس" رالف روبينز، تم فيه الاتفاق على تزويد الطائرات الجديدة بمحركات "ترنت 500"، بقيمة تبلغ 640 مليون دولار من إجمالي صفقة الايرباص. وتفوق قيمة المحركات من هذا الطراز، التي تعاقدت "رولز رويس" على بنائها، لصالع تسعة زبائن أوصوا على طائرات "ايرباص" البعيدة المدى، أربعة بلايين دولار. وعن التركيبة التمويلية لصفقتي الثلثاء، اكتفى رئيس "الامارات" بالاشارة إلى أن الوقت "لا يزال مبكراً لحديث عن هذا الموضوع". ويلفت شراء طائرات "اي 500-340" الأنظار، سيما وأنه لا يتماشى مع الاتجاه الذي يسير عليه أغلب الناقلات العربية والخليجية، للدخول في اتفاقات تبادل رموز مع شركات طيران دولية، بما يكفي للسماح للمسافرين بمتابعة رحلاتهم الى المقاصد البعيدة، من دون حاجة الناقلات العربية إلى فتح محطات أو تسيير رحلات بعيدة المدى. وقال الشيخ أحمد إن زيادة درجات الراحة والرفاهية المقدمة للمسافرين أحد مقومات نجاح استراتيجيات النمو، مشيراً إلى أن "المسافر سيفضل بعد اربعة وخمسة أعوام أن يكمل رحلته مباشرة من دون التوقف في أي محطات وسيطة أو تغيير طائرته، إذا أمكن". ومن المنتظر أن تتسلم "طيران الامارات" أول ست طائرات من عقدها المؤكد المبرم مع "ايرباص" في خريف عام 2002، على أن تكتمل عملية التسليم خلال عام. وستجهز كل طائرة ب280 مقعداً، وفق توزيع الدرجات الثلاث، وبما يؤمن مستوى كبيراً من الراحة. وقال رئيس "طيران الامارات" إن الطائرات الجديدة لا يمكن أن تعمل إلا على رحلات طويلة تقتضي تشغيلها عشر إلى اثنتي عشرة ساعة متواصلة، ليكون استخدامها مجدياً. واعتبر أن "الوجهات الوحيدة الممكنة ستكون استراليا أو أميركا الشمالية، أو حتى الجنوبية". وذكر أن تسيير رحلات إلى أميركا الشمالية "أمر سهل وميسّر"، رافضاً الكشف عن الوجهات التي سيتم تسيير رحلات إليها ومكتفياً بالقول إن المحطات الممكنة تمتد على طول الساحل الشرقي والساحل الغربي، ومن شيكاغو إلى فلوريدا ومن سياتل إلى سان فرنسيسكو. إلا أنه أشار إلى أن الرحلات ستبدأ بثلاث أسبوعياً ترتفع لاحقاً إلى يومياً. وفي حال رفض السلطات الاسترالية إعطاء موافقتها لرفع عدد الرحلات إلى 21 رحلة أسبوعياً؟ قال "نحن متفائلون بالحصول عليه، لأن لا مشكلة لدينا في التوصل إلى تفاهم مع السلطات الاسترالية وتعزيز المبادلات بين منطقة الخليج واستراليا، علاوة على الفائدة التي ستجنيها استراليا من تسيير رحلات تنطلق بدون توقف، بخلاف ما هي عليه الحال اليوم، مع اضطرار الطائرات إلى التوقف في سنغافورة، في الرحلة بين دبي وملبورن". وعما إذا كان هناك تفكير في فتح خط مباشر إلى أميركا الجنوبية أجاب: "هذا الأمر نسوقه الآن، على سبيل المثال، ونحن لا نفكر به حالياً، لكننا لا نستبعده". ورداً على سؤال آخر حول ما إذا كان التوسع الذي تقوم به "طيران الامارات" مبالغاً فيه، ويفوق قدرتها على التوسع أكد أن هذا التوسع ليس كثيراً أو مبالغاً فيه، بل هو يستجيب لطلب السوق. وعن العلاقات مع "طيران الخليج" قال إنها "إيجابية". واكتفى بالقول حول السبب الذي يمنع "الامارات" من الطيران الى مطار المنامة، كما تفعل "طيران الخليج" التي تطير إلى مطار دبي الدولي: "ليست هناك امكانات كبيرة في خط دبي- المنامة بالنسبة إلينا، كما أننا طورنا مطار دبي بما يسمح لنا باعتماده منطلقاً لرحلاتنا إلى جميع المحطات، الاقليمية والدولية".