يشارك ثلاثون مؤرخاً وباحثاً من العالم العربي وتركيا وأوروبا في المؤتمر الثالث للآثار العثمانية في العالم الذي تنظمه "مؤسسة التميمي للبحث العلمي والمعلومات" في مدينة زغوان التونسية. ويركز المؤتمر الذي تبدأ أعماله اليوم وتستمر الى الأحد على أربعة محاور هي التحصينات والاستحكامات الدفاعية والعمارة المدنية والحفريات الحالية والمستقبلية في المواقع الأثرية العثمانية وآليات الترميم والصيانة. ويتحدث التركي أحمد وفيق ألب في المؤتمر عن "تراث العمارة العثمانية في شرق الجزيرة العربية" فيما يقدم الأردني احسان الرباعي دراسة عن جمالية مسجد قبة الصخرة في القدس ويحلل نمط عمارتها، ويتحدث المهندس المصري حسام مهدي عن أعمال الترميم والتغيير المعماري في القاهرة خلال الفترة العثمانية. ويتطرق بحث البريطاني تيموتي أنسول الى الآثار العثمانية في غرب افريقيا ووسطها، فيما يتحدث البلغاري بوني بترونوفا عن العمارة الدينية العثمانية في بلغاريا والمصرية عائشة التهامي عن الأسبلة ج سبيل العثمانية التي شيدتها سيدات مصريات في القاهرة وهي عبارة عن حنفيات عمومية. كذلك يتحدث في المؤتمر الباحث الألباني كليتي كلاماتا عن جامع الياس ميراهور الذي أنشئ في القرن الخامس عشر والأردني عبدالقادر الحصان عن التحصينات والاستحكامات الدفاعية في العصر العثماني، والتونسي ناجي جلول عن تأثيرات العمارة العثمانية في المدن الساحلية التونسية، والمصري محمود البنا عن إعادة استخدام الديار العثمانية في مصر، والبلغارية راينا غفريلوفا عن أبراج الساعات العثمانية. ويركز باحثون ومهندسون آخرون على معالم تاريخية محددة فالأردني خلف الطراونة يقدم دراسة ميدانية معمارية عن مجموعة من محطات القطار العثماني في الأردن ويقدم المصري محمد عزب دراسة عن العمارة العثمانية في مدينة رشيد ويقدم الايطالي موريس شرازي نماذج من المباني والبيوت والشوارع في استانبول، فيما يتحدث التونسيان بدرالدين الكسراوي والباجي بن مامي عن المدارس في مدينة تونس والمسجد الكبير في مدينة قفصة. ويتزامن المؤتمر الثالث مع نشر البحوث والورقات العلمية التي قدمها خبراء ومؤرخون من جامعات ومتاحف ومراكز بحث في العالم العربي وتركيا والبلقان وأوروبا الغربية الى المؤتمرين الأولين. وحذر الدكتور عبدالجليل التميمي منظم الندوة وأستاذ التاريخ الحديث في الجامعة التونسية من أعمال الهدم والتشويه التي تتعرض لها معالم حضارية كثيرة في البلقان خصوصاً البوسنة والهرسك وكوسوفو على نحو يحتاج لحملة واسعة لانقاذها بوصفها جزءاً من التراث التاريخي الانساني.