علمت "الحياة" أن الرئيس حسني مبارك يدرس حالياً مع معاونيه ووزير خارجيته السيد عمرو موسى طلب الرئيس العراقي صدام حسين عودة العلاقات الديبلوماسية الكاملة بين البلدين. وأبلغ نائب رئيس الوزراء العراقي السيد طارق عزيز مصر طلب القيادة العراقية رفع مستوى التمثيل الديبلوماسي بين البلدين الى درجة سفير وفتح سفارتيهما في كل من القاهرةوبغداد. وكان الطرفان استأنفا العلاقات الديبلوماسية على مستوى بعثات رعاية المصالح في العام 1994 تحت علم سفارة الهند في كلا العاصمتين. ويعد طلب عزيز نقلة متقدمة في رغبة العراق في هذا الاتجاه منذ أبلغ وزير الخارجية السيد محمد سعيد الصحاف نظيره المصري قبل عامين هذه الرغبة وترك للأخير تحديد الموعد الذي يلائم مصر. وتأتي هذه النقلة بعد تطورات مهمة شهدتها العلاقات خلال الشهور الأخيرة في المجالات الاقتصادية والتجارية والشعبية والبرلمانية وغيرها بخلاف الموقف السياسي المصري من العمل على رفع معاناة شعب العراق وحماية سيادة ووحدة العراق الاقليمية والوطنية والذي بلغ ذروته في شباط فبراير الماضي خلال الأزمة بين العراقوالأممالمتحدة. وكانت مصر أعلنت خلال تلك الأزمة رفضها توجيه ضربة عسكرية أميركية ضد بغداد. ونقلت وكالة "أنباء الشرق الاوسط" المصرية أمس عن السفير شريف ريحان رئيس بعثة المصالح المصرية تصريحات أدلى بها في بغداد كشف فيها عن إبلاغ عزيز طلبه عبر البعثة خلال لقائهما قبل أيام. ولفت ريحان الى التقدم الذي تشهده العلاقة، مشيراً الى أن زيارتي وزيري التجارة الخارجية الدكتور احمد جويلي والصحة الدكتور اسماعيل سلام لبغداد خلال الشهرين الأخيرين وزيارتي وزيري التجارة مهدي صالح والصناعة عدنان عبدالمجيد للقاهرة. وكانت الفترة الماضية شهدت تبادل رسائل بين الرئيسين مبارك وصدام في شأن التعاطي العربي والدولي مع ملف العراق في الأممالمتحدة، كما شهدت لقاءات بين مسؤولين مصريين ومسؤولين عراقيين وقيادات كردية حذرت من المساس بوحدة العراق. على صعيد آخر تجري حالياً اتصالات مصرية عراقية في شأن إعادة فتح المركز التجاري العراقي في القاهرة خلال أسابيع. في إطار تطورات ايجابية تشهدها العلاقات المصرية - العراقية. ويأتي هذا التطور بعد فتح المركز التجاري المصري في بغداد، كما من المقرر أن تشارك مصارف في معرض بغداد الدولي في ايلول سبتمبر المقبل.