الزعيم الايطالي كافور، الذي كرس حياته لتوحيد بلاده قال قبل أن يلفظ أنفاسه الأخيرة عام 1861: "تمّت ايطاليا. وكل شيء في أمان". ولم يستطع قرن من الحروب العالمية والنزاعات والاضطرابات أن يحطم وحدة ايطاليا. وفي عام 1964 أصبحت ايطاليا الزراعية أول بلد أوروبي يطلق قمر اتصالات. وتوالت منذ ذلك الحين انجازات فضائية مرموقة، منها بناء كوكبة الاتصالات "غلوبال ستار" التي تتكون من 56 ساتلاً، يتم انتاجها حالياً بمعدل قمر كل اسبوع. وللايطاليين مساهمات فضائية مرموقة خارج النطاق التجاري لصناعة الفضاء، إذ طوروا قمر الأبحاث العلمية "ساكس"، الذي حقق أهم الاكتشافات العلمية في الفضاء خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وساهموا في بناء مختبر أبحاث الفضاء الأوروبي "سبيس لاب"... وأخيراً محطة الفضاء الدولية التي تفتح عصراً جديدا في استكشافات الفضاء. ساتلات العلوم قمر "ساكس" SAX الذي يستكشف أشعة غاما قمر ايطالي بالكامل تقريباً. وأحدث "ساكس" ضجة علمية أخيراً عندما اكتشف انفجاراً كونياً يعادل "الانفجار العظيم"، الذي يُعتقد بأن الكون نشأ عنه. وذكر الدكتور سرجيو دي جوليو، رئيس وكالة الفضاء الايطالية "آزي" ASI ل "الحياة" أن "ساكس" واحد من مركبات فضائية علمية عدة ساهمت فيها صناعة الفضاء الايطالية، بينها "هيباركوس" HIPPARCOS الذي يضع الخريطة الكاملة لنحو 120 ألف نجم. وتضم قائمة مساهمات الايطاليين مركبات فضائية علمية مرموقة تابعتها الصحافة والتلفزيون في العالم، مثل مركبة "تيثرد" TETHERED التي تبتكر تقنيات جديدة في الرحلات الفضائية وانتجت بالتعاون بين وكالة الفضاء الايطالية "آزي" والأميركية "ناسا" NASA، ومركبة "سوهو" SOHO الخاصة بدرس النشاط الشمسي وانتجت ضمن برنامج وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" ESA. وجرى في الاسبوع الماضي تسليم أول عربات الشحن الموقعية التي أنتجتها ايطاليا للمحطة الفضائية الدولية ISS. تقوم العربة وهي واحدة من ثلاث شاحنات بنقل التجهيزات الغذائية وقطع الغيار والمواد الى المحطة. وتحمل العربة على متن المكوك الفضائي وتلتحم بالمحطة، حيث يقوم الرواد بتفريغ حمولتها. وتتولى ايطاليا انتاج أجزاء مهمة اخرى للمحطة، منها محاور، أو كعبرات المحطة NODES التي تربط وحداتها المختلفة ومختبر "كولومبوس" الذي يشكل القسم الأوروبي من المحطة. "ألينيا" وتتقاسم مسؤولية برنامج الفضاء الايطالي مؤسستان، هما وكالة الفضاء الايطالية "آزي" المسؤولة عن رسم الخطط وتمويل المشاريع، ومؤسسة صناعات الفضاء والطيران "ألينيا". وذكر ماريو باستا، مدير بحوث التسويق الاستراتيجي في "ألينيا" ل "الحياة" أن صناعة الفضاء الايطالية تملك خبرة 30 عاماً في صناعة ساتلات الاتصالات والاستشعار عن بعد. ويضم سجل "ألينيا" مبتكرات رائدة في هذا المجال، مثل ساتل "أولمبوس" OLYMPUS الخاص بالاتصالات والبث التلفزيوني و"أرتميس" ARTEMIS الذي يقوم باجراء تجارب وفحوص تكنولوجية في الفضاء، اضافة الى مجموعة من أبرز ساتلات الاتصالات الدولية مثل "انتلسات" و"يوتلسات" و"بنما سات" و"عربسات". وتعتبر "ألينيا" من المنتجين الرئيسيين لساتلات الاستشعار عن بعد. فقد ساهمت في بناء ساتلات الرصد البيئي الأوروبية ERS وENVISAT وMETEOSAT وبرامج الرصد البيئي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط.