لندن - "الحياة"، رويترز - دعا رئيس الوزراء التركي مسعود يلماز أمس زعيم حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان إلى تسليم نفسه لأنقرة، ورفض الهدنية غير المشروطة التي أعلنها الزعيم الكردي. وقال يلماز في معرض رده على أسئلة الصحافيين: "لن نعتبره أوجلان محاوراً، لقد فهم أنه في وضع ميؤوس منه ولا يمكنه محاربة الدولة التركية، والخطوة الايجابية الوحيدة التي يمكن ان يقدمها هي أن يسلم نفسه". وكان أوجلان أعلن من جانب واحد هدنة غير مشروطة مع السلطات المركزية التركية اعتباراً من بداية الشهر المقبل، محذراً من أنه سيستخدم "العنف الثوري" إذا لم تستجب تركيا لهذه "المبادرة". ونفى أوجلان ان تكون سورية تقدم "أي دعم" لحزبه، مؤكداً ان دمشق "سعت دائماً الى حل جميع المشاكل داخل تركيا لضمان الأمن والاستقرار فيها". وزاد: "ان سورية واليونان تسعيان الى اشاعة جو من السلام والصداقة في المنطقة ويتعين على تركيا ان تحذوا حذوهما وتمد يد الصداقة والسلام مع دول الجوار". وجاء في بيان رسمي صدر عن الحزب وتسلم مكتب "الحياة" في لندن نسخة عنه، ان موقف "الزعيم الكردي" اعلن مساء اول أمس عبر المحطة الفضائية الكردية "ميد. تي. في" في حضور صحافيين من وسائل الاعلام التركية والكردية والعربية. وقال اوجلان: "إذا لم يكن هناك مشاكل وتناقضات كبيرة فلا أحد يرجح خيار الحرب. هناك تناقضات ومشاكل جدية. وعندما نقدم على هذه الخطوة وقف اطلاق النار، فهذا لا يعني اطلاقاً أن موقفنا ضعيف، كما لا ندعي أن موقفنا قوي أيضاً، وإنما هو موقف عصري وحضاري يتخذ من القضية الكردية ومسألة الديموقراطية وحقوق الانسان أساساً له". وأشار الى ان "التحضيرات لوقف النار بدأت منذ زمن طويل الى أن نضجت الظروف الملائمة للاعلان عن هذه المبادرة. وهي لا تخص الأكراد بل لانتشال تركيا من ازمتها الاجتماعية والاقتصادية ... وتخفيف مأزقها الدولي وتحسين صورة تركيا وانقاذها من كونها دولة عصابات". وقالت مصادر في "حزب العمال" ل "الحياة" نقلاً عن اوجلان ان "المبادرة" جاءت ايضاً استجابة لمطالب اوروبية "على أن يراقب الاتحاد الاوروبي التطورات عن كثب لمدة اسبوعين أو شهر على أبعد تقدير. وستحدد مدة الهدنة حسب التطورات ويمكن ان تستمر الى نيسان ابريل أو أيار مايو المقبلين"، لافتاً الى ان انها تزامنت مع التغيرات في رئاسة هيئة الاركان وانتقالها الى الجنرال حسين كيفريك اوغلو خلفاً لإسماعيل حقي قراداي. وقال "يتعين" على الجانب التركي ان "لا يكون اقترابه منّا تكتيكياً. هناك مشكلة وعقدة تسعى للعب دور المفتاح لحلهما. وعند عدم مراعاة ذلك نملك القوة والامكانات ما يمكننا من مواجهة العنف بالعنف الثوري". ونفى ان تكون المبادرة جاءت ب "طلب مباشر من الدولة التركية، لكن هناك بعض المؤشرات والنيات الطيبة من قبل الذين يرجحون الحل السلمي". وأشار اوجلان الى ان "الحزب الديمقراطي الكردستاني" بزعامة مسعود برزاني "لا يملك الارادة الحرة للرد على نداءاتنا المتكررة لأنه مرتبط بعلاقات قذرة مع العديد من الدول ضد الشعب الكردي".