هكذا تبعثرك كلماتي مثل حفنةِ رملٍ ناعمٍ تبعثرك اصابعي لأعيد تشكيلك من جديد بورتريه بلونٍ واحد لرجل وامرأة في لحظة عناق قديم المرأة دون دموع والرجل دون ملامح * * * * هكذا تنشرني اصابعك مثل حبات العدس على مياه الفرات فأطفو كجزر صغيرة صفراء... حمراءْ تلتقطها مناقير القطا المهاجرة وأفواه السمك الصغير ليلاً الى جزرها وحين لا يبقى، سوى الماء تعيد تشكيلي من جديد بأصابعك وألواني امرأة في وشاح ابيض تنتظر القطار القادم من الشرق * * * * هكذا تبعثرني أصابعكَ مثل بذور الحبق تفرزني في التراب تغلق عليّ المسافات وترحل بصمت وهدوءٍ وأنتظر الربيع كي يأتي لتطل النباتات برؤوسها المزهرة متوجةً بالفرح والخجل لتورد.. فيضحك قلبي الحزين. * * * * هكذا تبعثرني حكماتك فأدخل قلبكَ أعيد تشكيله من جديدٍ غصناً من الزيتون عليه حمامةٌ واحدةٌ تبشّر بربيع قادم * * * * هكذا تبعثرني كلماتك بشيء اسمه الفوضى والحب فتتوزع ألواني وأشكالي في الفراغِ الأزرق شجرةً بيضاء ونهراً تسبح فيه بجعة امرأة خضراء من دون حجول وكاتدرائية بلا اجراس بكل رجولة وفخر تتقدم اصابعك لتوقع بجانب النعش انك الرجل الشرقيّ المجهول * * * * هكذا تبعثرك كلماتي دفتراً لذكريات العشق ثم أرسل الريح الهاديء فتتطاير اوراقاً بكل الجهات ورقة في الماء وورقة على الجدار المقابل وورقة تطير عالياً عالياً ولا تسقط عندها اكون الأنثى العاشقة * * * * هكذا تبعثرني أصابعك مثل الخدر والرغبة فأتسلل الى اعصابك وأطراف اللسان وتتحول الكلمات الى غمغمات طفلٍ ابتدأ تعلّم الكلام بينما أتابع شرب قهوتي وأدخّن النرجيلة المعطّرة قريبة من قلبكَ الحزين اكون وقتها الأنثى الشرقية المجهولة * * * * هكذا تبعثرك كلماتي مثل عناقيد العمر عنقودٌ للطفل... ولعصفور الدوري عنقود لقلب الرجل العاشق عنقود يسقط في السلّة وعنقود يخبأ لزبيب الشتاء القادم... * * * * هكذا تبعثرني أصابعكَ مثل معنى المعنى في كلمات لنصنع معاً اناشيد غامضة * * * * هكذا تبعثرك كلماتي لنعلن معاً مجد القصيدة او موت القصيدة فإما ان نحيا معاً وإما ان نحيا معاً * * * * * شاعرة وقاصة سورية.