قالت مصادر ديبلوماسية غربية ل"الحياة" ان دمشق أبلغت باريس "معلومات مؤكدة ان اسرائيل تنوي القيام بعملية عسكرية واسعة في لبنان"، وان المسؤولين الفرنسيين اتصلوا بناء عليها بالمسؤولين الاميركيين ل"القيام بتحرّك أميركي - فرنسي مشترك لدى تل أبيب وبيروت ودمشق لدعوة الاطراف الى التزام ضبط النفس وعقد اجتماع لمجموعة المراقبة المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل". وكان وزير الخارجية السورية السيد فاروق الشرع نقل قبل يومين رسالة من الرئيس حافظ الاسد الى الرئيس الفرنسي جاك شيراك الذي اتصل بدوره بالرئيس الاميركي بيل كلينتون. وأوضحت المصادر ان "محور هذه الاتصالات كان الوضع في جنوبلبنان، لان دمشق مقتنعة بان اسرائيل ستلجأ الى القيام بعملية واسعة، قد تتضمن ضرب البنى التحتية في لبنان والاعتداء على القوات السورية العاملة فيه". وأشارت الى ان "اقتناع دمشق يستند الى تحليلات ومعلومات مؤكدة لان رئيس الوزراء الاسرائىلي بنيامين نتانياهو سيستفيد من الحملة الاميركية على ما يسمى الارهاب للقيام بعملية كهذه". وزادت ان اغتيال المسؤول العسكري لحركة "امل" حسام الأمين "جاء في هذا السياق". وتابعت ان ذلك أدى الى "تحرّك مشترك" لباريسوواشنطن لدعوة الاطراف الى "ضبط النفس"، ولفتت الى وجود "تحليل فرنسي يستبعد عملية واسعة"، وهو يقوم على المؤشرات الآتية: ان المسؤولين الاسرائىليين اعترفوا بسقوط 12 صاروخ "كاتيوشا" على شمال اسرائيل مع ان المقاومة استهدفت المستوطنات الاسرائىلية بنحو 40، على عكس المرات السابقة عندما كانت الحكومة الاسرائىلية تبالغ في عدد الصواريخ لتبرير اي عملية" وان نتانياهو دعا، خلال وجوده في مستوطنة كريات شمونة الى الحوار مع سورية، في حين كان يهدد سابقاً ب"الانتقام في المكان والزمان المناسبين"" وان ضرب اسرائىل مواقع للجيش اللبناني في البقاع الغربي كان "رد فعل فورياً لا توجهاً لتوسيع الهجمات"" وان واشنطن "لن تسمح" بعملية اسرائىلية في وقت تواجه سياساتها رفضاً عربياً - إسلامياً بعد ضرب أفغانستان والسودان، اضافة الى اقتناعها بان اي عملية في الجنوب ستكون مفيدة للعراق في الازمة الراهنة مع لجنة التفتيش"