عززت الشرطة الاسرائيلية وجودها في مدينتي تل ابيب والقدس بعد انفجار عبوة ناسفة، قرب موقف باصات وسط تل أبيب، في ساعة مبكرة صباح امس. واسفر الانفجار عن اصابة 18 اسرائيلياً بجروح خفيفة ومتوسطة، فيما لم يستبعد الزعيم الروحي ل "حركة المقاومة الاسلامية" حماس الشيخ احمد ياسين وقوف جماعات يهودية متطرفة وراء عملية التفجير. وكشفت امس خطة لاغتيال وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي على يد عناصر تنظيم سري يهودي. وأغلقت الشرطة الاسرائيلية القدس في وجه الفلسطينيين، فيما اعلنت حال استنفار لدى الاذرع الامنية الاسرائيلية تحسباً لانفجارات اخرى خصوصاً في الاماكن المكتظة بالاسرائيليين. وقالت مصادر في الشرطة الاسرائيلية ان العبوة التي تراوح وزنها بين نصف كيلوغرام وكيلوغرام واحد احتوت مسامير، ووضعت في سلة للقمامة قرب موقف للباصات الاسرائيلية في شارع اللنبي في الحي التجاري وسط مدينة تل ابيب والى جانب كنيس يهودي. وقال وزير الامن الداخلي الاسرائيلي أفيغدور كهلاني فور وصوله الى مكان الحادث ان الامر يتعلق ب "قنبلة صغيرة"، ودعا الى تهدئة السكان، مؤكداً ان القنبلة احتوت على "مئات من الغرامات من المتفجرات فقط". ودعا حكومته الى اتخاذ قرارات عاجلة في شأن تنفيذ اعادة الانتشار الثانية للجيش الاسرائيلي من الاراضي الفلسطينية وفقاً لاتفاقات اوسلو وحضّ على انسحاب اسرائيل من الجنوب اللبناني المحتل، معتبراً ان ذلك "القرار الاستراتيجي الرقم واحد للحكومة الاسرائيلية". وقال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو انه لن يكون هناك اتفاق مع الفلسطينيين حول الانسحاب من الضفة مالم يكافحوا "الارهاب". وكان صرح في وقت سابق امس بأن الانفجار في تل ابيب "يبرهن اننا مستهدفون في كل مكان نوجد فيه وليس في الخليل فقط"، في اشارة الى مقتل مستوطن قبل اسبوع اكدت اسرائيل ان شاباً عربياً طعنه بسكين. وطالب نتانياهو بعد اجتماعه مع رئيسة الوزراء البريطانية السابقة مارغريت ثاتشر السلطة الفلسطينية بمحاربة "الارهاب" بحزم، وقال: "سنحارب الارهاب بحزم، ونطالب السلطة الفلسطينية بالعمل ذاته". واستنكرت السلطة على لسان وزير الشؤون البرلمانية نبيل عمرو الانفجار، وقال عمرو: "اننا ضد اي اعتداء يستهدف مدنيين". وتابع ان من شأن هذه التفجيرات عرقلة مسار التسوية السلمية في المنطقة. كذلك حذر مصدر أمني فلسطيني في تصريح الى وكالة "فرانس برس" من "أي محاولة للمس بالسكان الفلسطينيين من قبل المستوطنين"، وطالب الاجهزة الامنية الاسرائيلية باتخاذ "الاجراءات الوقائية الكفيلة بمنع حدوث أي عمل إرهابي ضد أبناء شعبنا".وحمّل "الجانب الاسرائيلي المسؤولية الكاملة عن أي اعتداء قد يقع لما له من آثار سلبية قد تؤدي الى انفجار تصعب السيطرة عليه في ظل الأجواء المتوترة ونتيجة تعثر العملية السلمية، مما قد يجعل هذا الانفجار يتعدى حدود منطقتنا". وذكر الزعيم الروحي لحركة "حماس" انه لا يعلم الجهة التي نفذت الانفجار في تل ابيب. وفي تطور لافت اشار الشيخ للمرة الاولى الى امكان ضلوع جهات اسرائيلية بانفجارات استهدفت اسرائيليين. وقال: "ربما كان متطرفون يهود من اليمين يقفون وراءه الانفجار امس لدفع الاسرائيليين الى التطرف اكثر فأكثر. اذا كان الذي وضعها العبوة فلسطينياً اعتبر ان للفلسطينيين الحق في "مهاجمة اي مكان في اسرائيل" رداً على السلوك الاسرائيلي والاميركي عموماً. واضاف ان الدنيا "تقوم ولا تقعد عندما يُقتل مدنيون اسرائيليون، بينما لا يحرك ساكن عندما يُقتل مدنيون في السودان وافغانستان". وتزامن انفجار تل ابيب مع كشف تنظيم سري يهودي متطرف في الدولة العبرية خطط للقيام بعمليات قتل جماعي للفلسطينيين ومهاجمة اماكن في المسجد الاقصى وقبة الصخرة في مدينة القدس. وكشفت صحيفة "جيروزاليم بوست" الاسرائيلية ان التنظيم خطط لاغتيال وزير الدفاع الاسرائيلي اسحق موردخاي لمنع تنفيذ المرحلة الثانية من اعادة انتشار الجيش الاسرائيلي في الضفة الغربية. ونقلت عن جهات امنية اسرائيلية ان هدف الهجمات التي يخطط لها التنظيم اليهودي المتطرف هو "دفع الفلسطينيين للرد على هذه الهجمات واثارة سلسلة من اعمال العنف لتدمير العملية السلمية". واشارت المصادر الى ان هدف اغتيال موردخاي هو "شلّ الحكومة الحالية ومنع تنفيذ اعادة الانتشار في الضفة". ورفض افي بنياهو مستشار موردخاي نفي هذه الانباء او تأكيدها، مشيراً الى ان مسألة امن وزير الدفاع تخضع لتقويمات جهاز الاستخبارات الاسرائيلية الداخلية شين بيت. الى ذلك أ ف ب أجلت الشرطة الاسرائيلية امس مجموعة من اليهود المتطرفين كانوا معتصمين امام منزل موردخاي في ضواحي القدس. ونظّم متطرفون قريبون الى حركة "كاخ" الاعتصام منذ ايام بعد مقتل المستوطن في الخليل. وردد المستوطنون شعارات اعتبروا فيها ان موردخاي "خائناً وقاتلاً"