نيويورك، القاهرة، بغداد - أ ف ب - نفى العراق بشدة صحة معلومات صحافية اميركية عن تعاون علماء عراقيين مع السودان لانتاج مكونات من غاز الاعصاب "في.اكس" في "مصنع الشفاء للأدوية" الذي دمرته الضربات الاميركية الخميس الماضي. وقال السفير العراقي لدى الاممالمتحدة نزار حمدون رداً على تقرير في صحيفة "نيويورك تايمز": "ننفيى نفياً قاطعاً أي ارتباط في المجال الكيماوي". وأكد حمدون ان الاتصالات الوحيدة بين العراقيين و"مصنع الشفاء" كانت تتعلق "بعقود صيدلية" في اطار برنامج "النفط في مقابل الغذاء" المتفق عليه بين بغدادوالاممالمتحدة. وأكدت الاممالمتحدة ان وزارة الزراعة العراقية كانت أبرمت عقداً مع "مصنع الشفاء" ليزودها بمنتجات بيطرية لمكافحة الطفيليات ومخصصة للأبقار والخيول وقيمتها 200 ألف دولار. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" نقلت عن مصادر حكومية واجهزة استخبارات اميركية تأكيدها وجود أدلة تثبت ان علماء عراقيين ساعدوا السودانيين على انتاج غاز الاعصاب "في.اكس" في "مصنع الشفاء" وفي مصنع آخر يبعد عنه بضعة كيلومترات. في مقابل ذلك، حمل العراق بشدة على الولاياتالمتحدة بسبب هجومها على السودان، ووصفها وزير خارجيته السيد محمد سعيد الصحاف بأنها "أكبر جهة ارهابية في العالم" بسبب "خروجها على القانون" في ضرب الخرطوم والتسبب في الأذى للشعب الليبي والمماطلة في رفع الحصار عن العراق. وقال الصحاف لدى وصوله الى القاهرة مساء الثلثاء في طريقه الى جنوب افريقيا للمشاركة في الاجتماع التحضيري لوزراء خارجية دول عدم الانحياز في مطلع ايلول سبتمبر المقبل: "نحن نعتقد ان أكبر جهة ارهابية في العالم هي الولاياتالمتحدة". وأضاف معلقاً على الضربات الاميركية للخرطوم وافغانستان: "لم نر أي أسباب تدعو الولاياتالمتحدة للخروج على القانون الدولي ... انهم لم يقدموا أي دليل على قيام مصنع الشفاء في شمال الخرطوم بانتاج كيماويات، ويقولون ان الدليل سري وهذا يفضح تصرفهم المتهور وعدوانهم الذي أدانه العراق". وفي بغداد دعت صحيفة "بابل" امس العرب الى وضع حد للوجود العسكري الاميركي في المنطقة، معتبرة ان الولاياتالمتحدة يمكن ان تستهدف دولاً عربية اخرى بعد السودان. وأوضحت: "ان الوضع العربي لم يعد يحتمل مزيداً من التسويف وسياسة مسك العصا من الوسط. فاليوم يعتدي الاميركيون على العراق والسودان وليبيا. وغداً سيعتدون من دون ان يمنعهم أحد على مصر أو الجزائر أو اليمن أو سواها".