يكاد لا يختلف لبنانيان سائقان أو كثيرا التنقل والتجول، مواليّين للحكومة كانا ام معارضين على ان ابرز التطورات في قطاع خدماتها، اهتمامها بالطرق وبناؤها جسوراً وانفاقاً في بيروت ومدخليها المؤديين إليها، شمالاً وجنوباً، اضافة الى ممرات سفلية في معظم طرقها الرئيسية. ويلاحظ أن الانفاق التي انجزت وافتتحت امام السيارات في السنوات الاخيرة بغية تخفيف حدة ازدحام السير داخل المدينة، لم تأتِ على المشكلة نهائياً وإن عبرت السيارة النفق في ثوانٍ متجنبة انتظار اشارات تقاطع الطرق، التي تكاد تبدو على زحمتها فوق النفق، فهي واصلة الى تقاطع آخر لا محالة وتالياً الانتظار. اما في مدخليّ العاصمة فسيكون للجسور والانفاق شأن كبير يأتي على زحمة سير وانتظار داما اعواماً طويلة حين تفتتح نهاية الصيف الجاري. كما ستعزل مناطق بحالها، وخصوصاً في المدخل الجنوبي، إذ ستعبر السيارات نفقاً يمتد من السفارة الكويتية الى خلده مروراً تحت المدرج الغربي الجديد لمطار بيروت بعدما مرّت طويلاً في منطقة الأوزاعي التي ستعزل نهائياً كما عزلت من قبل منطقة الجناح باوتوستراد وانفاق تؤدي الى المدخل الجنوبي نفسه. والانفاق التي غيّرت معالم شوارع المدينة وبدلت مسالكها، جديدة كلها الا واحداً وهو نفق سليم سلام الذي بني في السبعينات ولم يفتتح بسبب الحرب التي اندلعت في الوسط التجاري مما دفع تجار الخضار فيه الى جعل النفق سوقاً حتى نهاية الحرب. وأصبح النفق هذا امتداداً لعدد من الانفاق توصل مطار بيروت، ومدخلها الجنوبي بالوسط التجاري وصولاً الى البحر، مختصراً معظم طرق المدينة وعازلة راكبي السيارات الا عن رؤية مراوح الانفاق وبهرجة انارتها. وفي مطلع التسعينات راحت الحكومة تنفذ مخططات الانفاق والجسور في المدينة ومداخلها، التي وضع بعضها قبل الحرب ولم ينفذ، بعد اجراء تعديلات عليها واوكلتها الى ثلاث مؤسسات هي مجلس تنفيذ المشاريع الكبرى، ومجلس الانماء والاعمار، وشركة "سوليدير". أما مجلس تنفيذ المشاريع فلُزّم تأهيل وانشاء بعض المرافق العامة في المدينة منها جسور وانفاق وممرات سفلية. وقال رئيس المجلس المهندس نورالدين غزيري ل "الحياة" "بلغت نفقات المشاريع، منذ ان عاود المجلس نشاطه، بما فيها نفقات الدراسات والاشراف على التنفيذ نحو 185 بليون ليرة لبنانية في نهاية العام 1994 و1995 و1996. و50 بليون ليرة في العام 1997". واضاف "كان مصدر هذه النفقات الدولة وبلدية بيروت والصندوق السعودي للتنمية - الرياض". وأوضح "ان في العام 1994 اعيد تأهيل نفقي فؤاد الاول وساسين ثم اهل نفق وجسر سليم سلام، المدخل الجنوبي الغربي، وهو يتألف من طريق سريعة تخترق بيروت من الشمال الى الجنوب الغربي وتصل جادة فؤاد شهاب بجادة المدينةالرياضية. ويبلغ طوله 550 متراً وشملت اعمال التأهيل نظام التهوئة الآلي والانارة ونظام الطوارئ العائد إليهما. كما تم تأهيل الجسر الذي يبلغ طوله 650 متراً. وفي عامي 1996 و1997 اعيد تأهيل النفق بهدف تأمين السلامة العامة داخله وادخلت أليه تجهيزات الكترو-ميكانيكية". واضاف "في العام 1994 بوشر تنفيذ المدخل الجنوبي لمدينة بيروت، مار الياس - خلدة، على ان ينتهي العام 1997. لكن الجهود تضافرت ووضع في العمل العام 1995 اذ بلغت نسبة الاعمال المنجزة 80 في المئة وانجز نهائياً العام 1997". واوضح "ان المشروع تضمن ثلاثة انفاق هي نفق جادة صائب سلام كورنيش المزرعة وطوله 850 متراً وارتفاعه 85،4 م. وعرضه 20،8 م. في كل اتجاه وانشئ وفق افضل المواصفات الفنية وجهز بأحدث اجهزة الانارة والتهوئة والسلامة العامة. ونفق تقاطع سبينس وطوله 330متراً ونفق تحت شارع عدنان الحكيم وطوله 600 متر، وارتفاعهما 85،4 م. وعرضهما 20،8 م. وجهزا بأحدث أدوات الإنارة تتناسب مع الاضاءة الخارجية اضافة الى جسر علوي طوله 172 متراً ويتضمن 3 مسارب للسير في كل اتجاه عرض كل منها 5،3 م". واشار الى "مشروع وصلة قصر العدل - العرموني وهي احدى طرق العبور السريع بين الوسط التجاري لمدينة بيروت والاوتوستراد الدائري المزمع تنفيذه وتربط منطقة الاشرفية بمنطقة التحويطة". واوضح "ان العمل في هذا المشروع بوشر العام 1973 لكنه توقف بسبب الاحداث ونفاد الاعتمادات آنذاك. وفي العام 1993 اعاد المجلس النظر في الدراسات وباشر تنفيذه وتضمن جسوراً ومرآباً وجهز بكافة الشبكات اللازمة. وهناك وصلة الاشرفية - النهر - سن الفيل وتضمنت جسوراً وانفاقاً". اما في وسط بيروت فلزمت اعمال بناء الجسور والانفاق الى شركة "سوليدر" وهي من ضمن البنية التحتية التي تنفذها الشركة وتشمل طرقاً وانفاقاً والواجهة البحرية وخط الدفاع ومعالجة نفايات النورماندي ومد شبكات المياه والكهرباء وتقدر كلفتها بنحو 700 مليون دولار. "ولكن الشركة، بناء على اتفاق مع الدولة، لن تتقاضى اموالاً بل ستأخذ نحو 290 ألف متر مربع من الأراضي المستحدثة مقابل هذه الاعمال" كما اوضح ل "الحياة" مدير البنى التحتية في الشركة المهندس صبحي الرفاعي. واضاف "معظم اعمال الطرق والجسور والانفاق نفذ ووضع في الخدمة وتشكل خطاً دائرياً حول الوسط التجاري فتبدأ من جادة فؤاد شهاب التي تربط شرق العاصمة بغربها وتمتد عبر تقاطع الغلغول وهو يربط الجادة فؤاد شهاب، التي وسعت الى 30 متراً، بنفق سليم سلام". وعن الانفاق اجاب "هناك نفق طوله 805 امتار يربط شارع فخرالدين بجسر فؤاد شهاب وآخر على مستويين، الاول بطول 730 متراً يربط جسر فؤاد شهاب بنهاية شارع فخرالدين وآخر بطول 250 متراً يربط جسر فؤاد شهاب بمنطقة القنطاري". واشار الى "ان هذه الانفاق انتهت قبل 9 اشهر من موعدها وهي مجهزة بأحدث وسائل الانارة والتهوئة والتحكم والمراقبة التلفزيونية وتتميز من الناحية الفنية بالغرانيت الزهري الذي يغطي جدرانها". واضاف "وهناك ثلاثة ممرات سفلية هي رياض الصلح - نفق سليم سلام وطوله مئة متر، وجورج حداد - جادة شارل حلو وطوله 250 متراً، وفينيسيا - المرفأ وطوله 180 متراً وهذا الاخير الوحيد الذي لم يفتتح بعد". مدخلا بيروت الجنوبي والشمالي أما المشاريع التي ينفذها مجلس الانماء والاعمار في نطاق بيروت الكبرى فتضمنت انفاقاً ومحولات وجسوراً من شأنها الاسهام في تسهيل حركة العبور وتذليل الاختناقات المرورية المزمنة التي طالما عانى منها المواطنون وأمضوا ساعات على مدخلي العاصمة. وأفاد مصدر مسؤول في المجلس ل"الحياة" "ان المشاريع التي نفذها المجلس ثلاثة هي: - مشروع اعادة تأهيل مطار بيروت الدولي وتوسيعه وتضمن تحوير طريق الاوزاعي الى مسار جديد يتخلله نفقان عند تقاطع تحويرة طريق الاوزاعي مع امتداد المدرج الغربي الجديد الى البحر، وهما نفقان شمالي بطول 200 متر وجنوبي بطول 450 متراً ويفصل بينهما مقطع مفتوح بطول 200 متر. وتشمل اعمالهما الانظمة الكهربائية والميكانيكية فضلاً عن انظمة السلامة والمراقبة. وشارفت اعمالهما على الانتهاء ويتوقع افتتاحهما خلال الصيف الجاري". أضاف "والثاني مشروع اوتوستراد محول المطار - جسر الكولا - الانفاق الثلاثة وهو عبارة عن طريق سريع مع طرق تخديمية ويبلغ طوله نحو أربعة كيلومترات ويمتد من تقاطع الكولا الى المطار جنوباً وهو مدخل رئيسي للعاصمة ويربط الطريق الدائرية بالمطار من جهة وبتقاطع خلدة من جهة اخرى ويمر بثلاثة انفاق الاول بطول 450 متراً ويربط مستديرتي رياض الصلح والسفارة الكويتية، والثاني بطول 140 متراً ويقع تحت ساحة المدينةالرياضية والاخير تحت تقاطع طريق غانا وطوله 62 متراً". واوضح "ان نفق رياض الصلح يتألف من فتحتين عرض كل منهما 50،15م. اما نفق المدينةالرياضية فيتألف من اربع فتحات اثنتان منها جانبيتان اما الوسطيتان فهما جزء من الطريق السريع. وزودا بأحدث التجهيزات والمعدات الكهربائية والميكانيكية اما الانارة ومعدات مكافحة الحريق والمراوح فتم التحكم بها بواسطة اجهزة تحسس وكشافات الكترونية تعزز سلامة القيادة في الانفاق". وختم "اما الثالث، مدخل العاصمة الشمالي، فهو مشروع تحسين مقطع نهر الكلب ويشمل مجموعة منحدرات وجسوراً ومحولات تتضمن اربع منحدرات فيها انفاق يمر فوقها خط سكة الحديد. والجسر يمر فوق نهر الكلب وطوله 100 متر وعرضه 17 متراً وجعل النفقان القديمان في اتجاه الشمال واسهم فعلاً في حل المشكلة المزمنة. وهناك محولان: البراد وهو ذو منحدرين وطول الجسر 85 متراً وعرضه 20 متراً، والضبية ذو منحدرين ايضاً وطول الجسر 65 متراً وعرضه 20 متراً اضافة الى جسر انطلياس ومنحدراته وهو بطول 235 متراً وبعرض 8 امتار"