حظيت الحكومة الأردنية الجديدة برئاسة الدكتور فايز الطراونة بترحيب في الاوساط السياسية والاقتصادية لتطبيق برنامج اصلاحات طموح يستهدف معالجة الازمة الاقتصادية والحد من الفقر والبطالة، ومعالجة ظاهرتي الفساد والمحسوبية. وجاءت زيارة الطراونة اول من امس الى محطة زي لتنقية المياه لتؤكد اهتمام حكومته بمعالجة ازمة تلوث المياه التي ساهمت في اطاحة الحكومة السابقة اثر تصاعد حملة الاستياء الشعبي. كما اقدم الطراونة، بعد 24 ساعة من تسلمه منصبه، على قبول استقالة امين العاصمة، السيد ممدوح العبادي، وهو من الشخصيات الخلافية المثيرة للجدل. ودعا السيد عبدالكريم الكباريتي، رئيس الوزراء السابق ونائب رئيس مجلس الاعيان الحالي الى "ضرورة تقديم كل الدعم الممكن للحكومة لمساعدتها على تنفيذ برنامجها في ظل الظروف الصعبة التي تمر بها المملكة". وشدد الكباريتي على ضرورة "التكاتف والتضامن مع الحكومة الجديدة لدفع مسيرة الاصلاح الى امام، وتحقيق التطلعات الى مستقبل افضل للوطن والمواطن". وفيما اعرب مراقبون سياسيون عن ارتياحهم الى تشكيل الحكومة الجديدة آملين "بأن تتعامل مع التحديات التي تواجهها بواقعية وشفافية"، باشرت المعارضة هجومها على الطاقم الحكومي. وقال الدكتور مصطفى حمارنة، مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية ان "ثمة ارتياحاً الى رحيل الحكومة السابقة التي تحملت وزر قانون المطبوعات وأزمة تلوث مياه عمان، اضافة الى وجود وزراء واعدين في تشكيلتها". واعتبر ان "التفات الحكومة الى القضايا الداخلية كمحاربة الفساد وتعميق الديموقراطية والشفافية، يشكل اهم معايير نجاحها". وكان خطاب التكليف الملكي ركز على القضايا الداخلية، ووجه انتقادات ضمنية للحكومة السابقة على تجاوزاتها في قضايا المحسوبية وترهل طاقمها وعجزه عن مواجهة التحديات. وأعرب الشيخ عبدالرحيم العكور، القيادي في جماعة الاخوان المسلمين، عن تشاؤمه في امكان نجاح الحكومة في الحوار الداخلي والانفتاح على المعارضة. وأشار الى ان "الحكومة تشكلت من دون مشاورة اي تنظيم سياسي"، وان مجلس النواب "لم يعلم بتشكيل الحكومة الا من الصحف". وتساءل "هل هذه البداية تبشر بانفتاح؟". وهاجم العكور "استمرار التعامل مع العدو الصهيوني وفق معاهدة وادي عربة التي اصبحت وكأنها حلف سياسي جديد". ونوه الى ان "رئيس الحكومة كان رئيساً للوفد الأردني المفاوض في محادثات السلام ورئيس الديوان، وغالبية التشكيل الوزاري من طاقم المفاوضات". وشدد على انه "ما لم تكن لدينا الاستقلالية بعيداً عن استحقاقات مسيرة التسوية فلن تكون لدينا القدرة على التحرك في القضايا الداخلية". وفيما اعترف العكور بوجود كفاءات اقتصادية وفنية ضمن الفريق الحكومي، قال ان برنامج الحكومة "ليس سهلاً، ويحتاج الى جهد وتعب كبيرين". وقال ان الامتحان الحقيقي هو في قدرة الحكومة على رد قانون المطبوعات والنشر الذي يحد من حرية التعبير، ويرفع القيود عن خطباء المساجد. وقال السيد عبدالله حسنات، رئيس تحرير صحيفة "جوردن تايمز" التي تصدر بالانكليزية ان الوسط الصحافي "يعلق آمالاً على الحكومة الجديدة لمراجعة اخطاء الحكومة السابقة في موضوع الاعلام، خصوصاً قانون المطبوعات". وأشار الى ان وزير الاعلام ناصر جودة "اثبت قدرة على الانفتاح من خلال عمله في التلفزيون، اضافة الى تأهيله العلمي". واعتبر ان "مقتل الحكومة السابقة كان في الاعلام، وفي امكان الحكومة الجديدة ان تفتح صفحة جديدة معنا". وقال المعلق السياسي الدكتور فهد الفانك ان التحديات التي تواجهها الحكومة "كبيرة، والازمات مستحكمة، والتوقعات متواضعة"، مشيراً الى ان الرأي العام "يقدر الوضع الصعب للحكومة، اذ تبدأ من نمو اقتصادي سالب، وركود لم يشهد الأردن مثيلاً له من قبل، وتتراجع الصادرات والواردات، وترتفع البطالة وتتسع دائرة الفقر، ويرتفع العجز في الموازنة وتتفاقم ازمة المياه". الى ذلك، علمت "الحياة" ان الدكتورة ريما خلف، وزيرة التخطيط في الحكومة المستقيلة، اعتذرت امس عن عدم قبولها تسلم مهمات رئيس هيئة الاوراق المالية الذي شغر اخيراً.