انتابت المواطنين المصريين موجة من الغضب لسبب الغارة الأميركية التي استهدفت أحد المصانع في السودان، وأعربوا عن سخطهم في أحاديثهم بعد صلاة الجمعة وفي الأماكن العامة من قرار الرئيس الأميركي بيل كلينتون ضرب السودان قبل انتهاء التحقيقات، ومنهم من رأى ان العملية هدفت الى التغطية على القضايا الداخلية خصوصاً علاقته بالمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وطالبت أحاديث المصريين الرئيس حسني مبارك بوصفه الرئيس الحالي للقمة العربية، باتخاذ خطوات من شأنها تجنيب المنطقة العربية مزيداً من الأضرار. وأشار هؤلاء الى تكرار الضربات الاميركية على دول عربية منها ليبيا والعراق. ودانت الجامعة العربية الغارة الاميركية على السودان وتدمير مصنع الادوية واصدرت بياناً انتقد الولاياتالمتحدة وأكد ان تصرفها يعد تعدياً سافراً على دولة عضو في الجامعة وانتهاكا خطيرا لسيادة السودان وحرمة ترابه وخرقا صارخاً لكل الأعراف والقوانين الدولية منها ميثاق الاممالمتحدة. وشجب البيان الاعتداء ودعا الولاياتالمتحدة باعتبارها عضوا دائما في مجلس الامن ودولة عظمى الى "تحمل مسؤوليتها في حفظ السلم والامن الدوليين واحترام الشرعية الدولية والكف عن هذه الاعمال التي تشكل تعديا على سيادة الدول وتؤجج مشاعر الغضب الشعبي وتشجع على اعمال العنف والعنف المضاد بما يهدد السلم والامن الدوليين". ودانت الجامعة الارهاب بكل صوره واشكاله، وتفجير السفارتين الاميركيتين في نيروبي ودار السلام، واكدت دعمها للسودان في ما يهدد استقراره وسلامة ووحدة اراضيه. وعلمت "الحياة" أن الأمين العام للجامعة أجرى اتصالات مع وزراء الخارجية العرب أطلعهم فيها على طلب السودان عقد اجتماع استثنائي لمجلس الجامعة للبحث في موضوع الغارة الأميركية على أراضيه. وقال مصدر ديبلوماسي في الجامعة: إن هذه الاتصالات تسعى لتحديد موعد انعقاد مجلس الجامعة، تلبية لطلب السودان. وأشار الى ان وزير الخارجية السوداني مصطفى عثمان اسماعيل أبلغ الجامعة رسمياً بأن الغارة الأميركية استهدفت مصنعاً للدواء يملكه مواطن سوداني وأن البعثات الديبلوماسية العربية والأجنبية زارت المصنع وتأكدت من زيف الادعاءات الأميركية بخصوص نشاط المصنع في الاسلحة الكيماوية