عقدت حكومة رئيس الوزراء الدكتور فايز الطراونة أمس أول اجتماعاتها بعد أدائها اليمين الدستورية أمام نائب الملك ولي العهد الأمير الحسن، للبحث في برنامج الحكومة وفق كتاب التكليف الملكي الذي رسم الخطوط العريضة لأولويات الحكومة في المرحلة المقبلة. كما بحثت الحكومة تقرير اللجنة المكلفة استقصاء الحقائق حول أزمة تلوث مياه الشرب في عمّان وبعض مناطق المملكة، وهي الأزمة التي عجلت بإقالة حكومة رئيس الوزراء الدكتور عبدالسلام المجالي. وحدد العاهل الأردني للحكومة الجديدة برنامجاً طموحاً شمل اجراء اصلاحات واسعة في الجهاز الإداري وخطوات لتنشيط الاقتصاد الوطني ومكافحة الفقر والبطالة والفساد. ودعا في كتاب التكليف الذي وجهه إلى الطراونة لاعتماد الشفافية في التعامل مع المواطنين باطلاعهم على الحقائق أولاً بأول. وقال إن "دولة القانون والمؤسسات تستند في صرحها المتين على أسس العدل والنزاهة، فلا تمييز بين مواطن وآخر إلا بالجهد النافع والخلق السوي، ولا تتحقق الطمأنينة والأمن إلا في ظل حكم ينصف المظلوم ويقتص من الظالم ويتقوى على الأقوياء ان خرجوا عن جادة الحق قبل الضعفاء". وشدد على أن المجتمعات مهما كبرت وطال عليها الأمد "فإنها تضعف وتتخلخل تحت مطارق التمييز والمحسوبية ومحاباة ذوي القربى أو المنتفعين". ودعا الحكومة إلى الاهتمام بمشكلة الفقر، معتبراً أن الحكومة "لا تستطيع أن تستكين لظاهرة الفقر أو تكتفي بمحاربتها بطرق غير مباشرة"، مشيراً إلى أن أولويات الانفاق في الموازنة العامة المقبلة "يجب أن تعكس الاهتمام الواضح بمعالجة الفقر ومظاهره" و"وضع استراتيجية لاستئصاله من جذوره". وطالب الملك بتطبيق العقاب على الفاسدين والمفسدين بعد اجراء الخطوات المناسبة والضرورية لتحديد المخالفة والعقوبة. كما طالب بوضع برامج لمكافحة البطالة التي وصفها بأنها "الداء الذي ينخر همة أسرنا ويكدر عليها عيشها". وعلى صعيد السياسة الخارجية، أكد الملك حسين من جديد على أن الأردن "مع السلام منهجاً واستراتيجية، لأنه هدف الأمم الواعية وطريقها نحو البناء والإعمار". وأكد أن الأردن سيكون سنداً للفلسطينيين، الذين قال إن "دمهم من دمنا، وخيرهم خيرنا، وما يسوءهم يسوءنا، وسنعمل مع قيادتهم الشرعية حتى يعود الحق الفلسطيني إلى أهله، وتتحقق لهم طموحاتهم وتطلعاتهم في الاستقلال وبناء الدولة على ترابهم الوطني". وأكد الطراونة في رده على كتاب التكليف الملكي بأن حكومته "ستعمل على ترجمة التوجيهات الملكية إلى اجراءات وخطوات قابلة للتنفيذ، من دون تردد أو وجل". وقال إن الحكومة ستعمل أيضاً على الاتصال بالمؤسسات الرسمية والمدنية، المؤيد منها والمعارض "حتى نبقي قنوات الحوار مفتوحة، نأخذ ونعطي، ونعمل وننجز، ونقوم ونصوب". وقال الطراونة إن الأردن سيبقى سنداً وظهيراً للفلسطينيين، و"سنعمل معهم ولا نخذلهم، حتى يتحقق لهم طموحهم المشروع في بناء دولتهم المستقلة على أرضهم وترابهم الوطني".