افتتح العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني الدورة البرلمانية الجديدة امس، مجدداً التاكيد على التزام الحكومة الإصلاحات السياسية والاقتصادية، فيما انتخب مجلس النواب رئيس الوزراء الأسبق فيصل الفايز رئيساً له بالتزكية بعد انسحاب منافسه النائب محمود الخرابشة، وفاز النائب عاطف الطراونة بمنصب النائب الأول. وأكد الملك في خطاب امام مجلس الأمة ان الإصلاح خيار استراتيجي للدولة، مطالباً الحكومة بالعمل على «ضرورة أن يواكب الإصلاح الاقتصادي اصلاح سياسي، يزيد من المشاركة الشعبية في صناعة القرار». ودعا الى «الاستفادة من دروس الماضي وتجاوز اخطائه والاعتراف بأن علاقة السلطة التنفيذية والتشريعية شابها الكثير من الأخطاء «التي أعاقت مسيرتنا الإصلاحية». وتعهد العاهل الأردني امام مجلس النواب (120 نائباً) ومجلس الأعيان (60 عيناً) ب «ايجاد الظروف الكفيلة بتطوير الحياة السياسية في شتى مظاهرها وبخاصة اعطاء صفة الاستعجال لقانون الانتخاب الموقت «مشيراً الى ان التنمية السياسية لن تتحقق من دون مؤسسات مجتمع مدني وأحزاب وطنية برامجية تبنّي الصدقية والحضور الشعبي». واعتبرت الأوساط السياسية كلام الملك موجهاً الى «جماعة الإخوان المسلمين» التي قاطعت الانتخابات النيابية في التاسع من الشهرالجاري، والتي تسعى الى محاسبة المراقب العام الأسبق للجماعة عبد المجيد الذني بات امام محكمة داخلية لقبوله قرار الملك عبدالله الثاني تعيينه عضواً في مجلس الأعيان. وحل العاهل الأردني في 23 تشرين الثاني (نوفمبر) 2009 مجلس النواب، قبل عامين من انتهاء ولايته، بعد تدني مستوى شعبيته على خلفية اعتراف الحكومة بحصول تزوير في الانتخابات التي أجريت في العام 2007. ودعا الملك الحكومة الى الاستمرار في تطويرعلاقتها مع الإعلام، على قاعدة احترام حق الإعلام في العمل بحرية واستقلالية والحصول على المعلومة ونشرها»، وطلب من الحكومة «ادخال تعديلات على التشريعات لضمان تطور صناعة اعلامية مستقلة وحماية المواطنين وحقوقهم من ممارسات اعلامية غير مهنية تزور الحقائق، وتشوه صورة الوطن». وفي ما يتعلق بالسياسة الخارجية، قال الملك عبدالله ان «الأردن المنيع القوي الآمن المستقر سيبقى سنداً لأشقائه العرب، وفي مقدمة ذلك قضية الشعب الفلسطيني، وسيواصل القيام بكل ما يستطيع لرفع الظلم عنه، وإنهاء الاحتلال، وقيام دولته المستقلة على ترابه الوطني، وعاصمتها القدسالشرقية وفق مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية». كما اكد ان «الأردن لن يدخر جهداً في اسناد العراق، والحفاظ على أمنه واستقراره، من أجل استعادة دوره الحيوي في المنطقة والعالم».