واشنطن - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - احتفل الرئيس الأميركي بيل كلينتون أمس الأربعاء بعيد ميلاده الثاني والخمسين في جزيرة مارثاس فينيارد قبالة سواحل ماساتشوستس حيث بدأ عطلة تستمر 12 يوماً برفقة زوجته هيلاري وابنتهما تشيلسي بعيداً عن أجواء الفضيحة التي احاطت به. وفي وقت انتظر خصومه الجمهوريون الخطوة المقبلة التي سيتخذها المحقق المستقل كينيث ستار قبل أن يصدروا أحكاماً على الرئيس، واصلت وسائل الاعلام الأميركية نشر فصول من قصة العلاقة بين كلينتون والمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي. وأوردت صحيفة "نيويورك تايمز" أمس ان كلينتون حرص على ارتداء ربطة عنق أهدتها إليه لوينسكي وذلك في اليوم الذي مثلت فيه أمام المحلفين لتكشف طبيعة علاقتها الجنسية بالرئيس. وقالت الصحيفة ان مدعين يعتقدون ان كلينتون كان بذلك يحاول التأثير على لوينسكي التي كانت ارفقت هديتها له بملاحظة كتبت فيها: "حين أراك مرتدياً ربطة العنق هذه سأعرف انني قريبة من قلبك". وذكرت الصحيفة ان كلينتون ارتدى ربطة العنق المعنية خلال مناسبة اقيمت في حديقة البيت الابيض في السادس من الشهر الجاري سجلها التلفزيون، وهو اليوم الذي مثلت فيه لوينسكي أمام المحلفين. وقالت الصحيفة إن المدعين حاصروا كلينتون بأسئلتهم عن سبب اختياره ربطة العنق هذه ليرتديها يوم ادلاء مونيكا لشهادتها وذلك خلال اجتماع دام اربع ساعات الاثنين الماضي في البيت الابيض. وحاول كلينتون ان يبدو غير مدرك للمعنى الذي يشير اليه مدعون يعملون مع المحقق المستقل. وذكرت الصحيفة انه حين اطلعه المدعون على صور فوتوغرافية التقطت له يوم شهادة لوينسكي ظهر فيها مرتدياً ربطة العنق المعنية، قال إنه من الممكن ان تكون لوينسكي هي التي أهدته ربطة العنق هذه، لكنه بالقطع لم يكن يبعث لها بأي رسالة. وبدأ الرئيس كلينتون برفقة عائلته أول من أمس اجازة تستمر 12 يوماً على جزيرة مارثاس فينيارد التي يؤمها الأثرياء، في محاولة لنسيان أحلك ساعات حكمه في أحضان هذه المنطقة الساحرة من ولاية نيو انغلند الشرقية. وكان عدد كبير من المصطافين في استقبال عائلة كلينتون التي رافقها كلبها المدلل بادي. وبادرت هيلاري وتشيلسي الى مصافحة المستقبلين والأطفال في أول ظهور علني بعد اعتراف الرئيس مساء الاثنين بعلاقة غير لائقة مع لوينسكي. وفي واشنطن، أكدت مارشا بيري، الناطقة باسم السيدة الاولى، ان هيلاري كلينتون تألمت بسبب هذا الاعتراف، لكن ذلك لم يثنها عن تأييد زوجها والوقوف الى جانبه. وقالت بيري: "لم يكن يوم الاعتراف يوماً جيداً بالنسبة لها، لكنها تساند زوجها"، مضيفة انها لم تتحدث الى ابنتها تشيلسي، لكن رد فعل هذه الاخيرة كان جيداً. والثلثاء، بدت تشيلسي، التي بلغت الثامنة عشرة، مبتسمة وهي تتقدم للقاء المصطافين الذين تجمعوا لاستقبال عائلة الرئيس. وهي ستعود بعد الاجازة في ايلول سبتمبر المقبل لى جامعة ستانفورد في كاليفورنيا حيث أنهت السنة الدراسية الاولى. وقال الناطق باسم البيت الابيض مايكل ماكوري إن كلينتون اتصل قبل سفره بحوالى عشرة من النواب الديموقراطيين وان محادثاته معهم كانت "مشجعة". وتشغل القضية بعض النواب الذين يريدون الانتهاء منها بحيث لا يخيم شبحها على الانتخابات الاشتراعية في تشرين الثاني نوفمبر المقبل. ويشعر كثير من معاوني الرئيس ومستشاريه ب "الخيبة"، بعد ان ظلوا مثله طوال أشهر ينفون علاقته بلوينسكي. وكان بعضهم رفض القبول بتاخره أشهراً عدة ليعترف بكذبه. وأكدت الناطقة السابقة باسم البيت الأبيض دي. دي. مايرز لشبكة "سي ان ان" ان هؤلاء ينتظرون من الرئيس ان يعتذر. وقالت: "عليه ان يقدم اعتذاره لعدد من اعضاء فريقه الذين جازفوا بالدفاع عنه". وخلال اعترافه، أكد كلينتون أنه، بكذبه، أخذ في الاعتبار ان هذه المسائل مطروحة "في اطار تحقيق دوافعه سياسية، واعتبر سرياً". وهاجم المحقق المستقل ستار الذي قال ان عمله "استغرق وقتاً طويلاً جداً، وكلف أموالاً باهظة، وجرح كثيراً من الابرياء". وقال كلينتون: "الآن هذه القضية تخصني انا وحدي، والشخصين اللذين احبهما اكثر من شيء آخر، زوجتي وابنتي". وفي غضون ذلك، أرجأ جمهوريون بارزون في الكونغرس الاميركي حكمهم على اعتراف كلينتون العلني على شاشات التلفزيون بإقامة علاقة جنسية مع مونيكا لوينسكي المتدربة السابقة في البيت الابيض. وعلى الرغم من ان البعض دعاه إلى الاستقالة، إلا أن الغالبية قالت إنها ستنتظر ما يأتي به ستار من أدلة وإذا كانت ستتكشف عن تهمة جنائية. وقال نيوت غينغريتش رئيس مجلس النواب الجمهوري إنه لا يستطيع ان يصدر حكماً على كلينتون إلى ان يتسلم تقريراً من ستار الذي يحقق في قضية لوينسكي وإذا كان كلينتون ضغط عليها لتكذب بشأنها وهي تدلي بشهادتها في دعوى قضائية بالتحرش الجنسي اقامتها على الرئيس الاميركي بولا جونز. وقال غينغريتش: "اعتقد أنه من الأفضل للجميع ان ينتظروا تقرير القاضي ستار ليعرفوا الحقيقة كلها". وقال هنري هايد، النائب الجمهوري الذي يرأس اللجنة القضائية في مجلس النواب، إنه من السابق لأوانه التكهن بموقف مجلس النواب من تقرير ستار. وقال هايد، الذي تملك لجنته حق البت في اجراءات عزل الرئيس، إنه بعد ان تستمع اللجنة إلى تقرير ستار ستقوم "بدراسة نزيهة وكاملة لكل تلك الحقائق في اطارها الصحيح. وإلى أن يحدث هذا يجب ألاّ نتكهن بالتوجه الذي سيتخذه المجلس"