أوسلو، لندن - "الحياة"، أ ف ب - اعلن وزير الخارجية النروجي أمس ان الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات ورئيس الوزراء الاسرائيلي السابق شمعون بيريز سيحضران في 23 و24 آب اغسطسً الجاري احتفالا لمناسبة الذكرى الخامسة لاتفاقات السلام الموقعة في اوسلو. وانتقدت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس في "مذكرة شاملة" عن اتفاق اوسلو "الحصاد المر والنكد" لخمس سنوات منذ التوقيع عليه. وافاد الناطق باسم وزارة الخارجية النروجية انغفارد هافنن ان "بيريز سيصل الاحد في حين يصل عرفات صباح الاثنين". واضاف ان رئيس الوزراء الاسرائيلي الحالي بنيامين نتنياهو اعلن عن عدم حضوره الى العاصمة النروجية "لكننا نعتقد انه سيرسل مستشار الوزارة ليحضر الاحتفال". وبحسب المسؤولين في الوزارة، فان المبعوث الاميركي الخاص الى الشرق الاوسط دنيس روس، سيحضر الاحتفال الذي نظم بالتعاون مع لجنة جائزة نوبل النروجية. واشار هافنن الى انه ليس من المقرر عقد اي مفاوضات رسمية في الاسبوع المقبل حول محادثات السلام المتوقفة منذ 17 شهرا، "ولكن سيكون هناك وقت كاف امام اتصالات ومناقشات غير رسمية". يذكر ان اتفاقات السلام عقدت في اوسلو في 20 آب اغسطس 1993 بعد سلسلة من اللقاءات السرية بين الفريقين في العاصمة النروجية. وجرى التوقيع في واشنطن في حديقة البيت الابيض بعد ذلك بثلاثة اسابيع. ولعبت النروج دورا اساسيا في عملية السلام في الشرق الاوسط من خلال استضافة المفاوضات السرية الاولى بين الاسرائيليين والفلسطينيين والتي كانت اساس اتفاقات اوسلو. كما لعب المسؤولون النروجيون على مراحل عدة دور الوسطاء بين الاسرائيليين والفلسطينيين. ويذكر انه في العام 1994 جرى في النروج تسليم جائزة نوبل المشتركة بين عرفات وشمعون بيريز واسحق رابين رئيس الوزراء الاسرائيلي الذي اغتيل في 1995. ولمناسبة مرور خمس سنوات على توقيع اتفاق أوسلو أصدرت "حركة المقاومة الاسلامية" حماس "مذكرة شاملة" حول الاتفاق اعتبرت فيها انه "أوجد شرخاً حقيقياً في جدار الوحدة الوطنية الفلسطينية وضرب بعمق الثوابت الفلسطينية التاريخية". ورأت "حماس" في بيانها ان الاتفاق أسفر عن وجود سلطة فلسطينية "في بعض الأراضي المحتلة ولكن هذه السلطة مرتهنة للاحتلال، ولا تتمتع بسيادة حقيقية على الأرض الفلسطينية، خصوصاً في الجانب الأمني والسيطرة على المعابر والحدود والتحكم في المياه والموارد والثروات الطبيعية اضافة الى العلاقات الخارجية". وأضافت "حماس" في بيانها الذي تلقت "الحياة" نسخة منه ان الفلسطينيين حرموا من التمتع بمظاهر السياسة الحقيقية على أرضهم "الميناء، المطار، الممر الآمن، السيطرة الكاملة على الأرض وثرواتها، الجيش المسلح ...". وأشارت الى انه منذ التوقيع على اتفاق أوسلو "تعرضت القدس لأشرس حملة تهويد" و"تزايدت رقعة الاستيطان الصهيوني ... لكي تبتلع أكثر من 60 في المئة من مساحة الضفة والقطاع المحتلين". وعلى الصعيد الأمني انتقدت "حماس" قيام السلطة الفلسطينية ب "اعتقالات في صفوف الشعب الفلسطيني" وحملات المداهمة وتفتيش المنازل وعمليات تعذيب المعتقلين التي "اودت بحياة 20 معتقلاً حسب احصاءات المجموعة الفلسطينية لمراقبة حقوق الانسان ...". وأعطت "حماس" في بيانها أمثلة بالاسماء والتواريخ على فشل السلطة الفلسطينية في وضع حد "لاعتداءات العدو على المواطنين في مناطقها ... وقد تمكن الصهاينة من اغتيال عدد من نشطاء المقاومة رغم كثافة انتشار أفراد أمن الحكم الذاتي وشرطته ...". وعلى الصعيد الاقتصادي انتقدت "حماس" كون الضفة والقطاع الآن "ثاني أكبر سوق للبضاعة الاسرائيلية" وتضخم ديون السلطة الفلسطينية وبلوغها "نصف بليون دولار"، وارتفاع البطالة والتضخم الوظيفي في داخل الجهاز الحكومة للسلطة وتبديد أو اساءة استخدام الأموال. واتهمت "حماس" في "المذكرة الشاملة" السلطة الفلسطينية بأنها جاءت "لتنفيذ برنامج افساد منظم"، وذكرت ان الرئيس الفلسطيني أقدم من خلال مستشاره الاقتصادي خالد سلام محمد رشيد على اقامة "أكبر ناد للقمار في المنطقة كلها في مدينة اريحا رغم المعارضة الشعبية والاسلامية لذلك".