القدس المحتلة أ.ف.ب.، بيروت - "الحياة" ثار جدل في اسرائيل بعد عملية موقع سجد الذي دخله الأحد الماضي مقاتل من "حزب الله" وخاض عراكاً بالأيدي مع جندي مظلي اسرائيلي وتمكن من الفرار، بعد اشتباك مع جنود آخرين. وفي هذا الإطار، امر رئىس اركان الجيش الاسرائيلي الجنرال شاوول موفاز بتشكيل لجنة تحقيق عسكرية في الحادث. وقال مصدر عسكري امس "ان الجيش سيصدر بياناً عن نتائج هذا التحقيق". وأوضح مصدر عسكري آخر ان قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي الجنرال غابي اشكنازي باشر تحقيقاً اولياً. وكانت صحيفتا "يديعوت احرونوت" و"معاريف" نقلتا امس عن ضابط اسرائيلي كبير طلب عدم ذكر اسمه ان مقاتلاً من "حزب الله" "مسلحاً ببندقية كلاشنيكوف وقنبلتين تمكن من رفع علم الحزب على موقع اسرائيلي امامي في جبل سجد في مرتفعات اقليم التفاح". وأضاف الضابط "ان هذا المقاتل نجح في الاقتراب بضعة امتار من جنديين اسرائيليين يتوليان الحراسة، وأطلق عليهما نحو 15 رصاصة من دون ان يصيبهما ثم اشتبك بالسلاح الأبيض مع مظلي اسرائيلي قبل ان يتمكن من الانسحاب تاركاً وراءه سلاحه وسترته الواقية من الرصاص". وكانت وحدة من المظليين الاسرائيليين تحتل اول من امس هذا الموقع الامامي الذي يتولاه عادة عناصر من "جيش لبنانالجنوبي" الموالي لإسرائيل. وقال الضابط الكبير "ليس مسموحاً ان تفشل وحدة من الجيش الاسرائيلي على هذا المستوى وبهذه الأهمية في أسر ارهابي تسلل الى هذا القطاع او قتله". واضاف "انه تقصير كبير ويجب ان نحدد بدقة الأسباب التي أدّت الى هذا الوضع". واعتبر الجيش الاسرائيلي "ان "حزب الله" حاول خلال هذا الهجوم الاستيلاء على اسلحة الموقع"، ولم يستبعد "فرضية محاولة خطف عسكري اسرائيلي لمبادلته بمعتقلين لبنانيين تحتجزهم اسرائيل". ورأى ضابط آخر "ان العملية كادت ان تؤدي الى كارثة كبرى". وتحدث عن تحقيقات تجرى في امكان قيام المقاتل بالتجول داخل غرف الموقع "للاستيلاء على اجهزة ومعدّات اتصال متطورة". ونقلت القناة الثانية في التلفزيون الاسرائيلي عن وسائل اعلام اسرائيلية وصفها ما حدث ب"الإهانة" من جراء دخول مقاتل من "حزب الله" موقع سجد وخوض عراك باللكمات والأيدي مع جندي مظلي على رغم ان جنوداً آخرين كانوا في مكان العراك، إلا ان المقاتل "تمكن من الفرار جريحاً". وقال الناطق باسم الجيش الاسرائيلي عوديد بن عامي "هناك الكثير من الاسئلة المطروحة والمتعلقة بالعملية ونحن معنيون بالوصول الى اجابات في شأنها". وسأل "لماذا دخل المقاتل احدى القنوات في موقع سجد وكيف كان لقاؤه مع الجندي الاسرائيلي؟". ودعا عضو الكنيست الاسرائيلية يوسي بيلين الجيش الاسرائيلي الى "التحقيق في ظروف الحادث وملابساته". وقال "ان حظنا حسن، اذ انتهى الامر على هذا النحو لكن المشكلة تتجاوز هذا كله". وأكد "ان الجيش الاسرائيلي في مواجهته حرب العصابات لن يتمكن من تحقيق الفوز والانتصار"، مجدداً دعوته الى "ضرورة الانسحاب من جنوبلبنان في شكل منظّم". وأضاف "ان قوات العصابات هذه تمكنت من اصابة الجيوش بالجنون" مستذكراً حرب فييتنام. الى ذلك، قصفت المدفعية الاسرائيلية مرتفعات اقليم التفاح حيث اندلعت حرائق في احراج اللويزة. وترافق القصف مع اطلاق رشقات رشاشة غزيرة. وفي البقاع الغربي، تعرضت مرتفعات عين التينة وبركة الجبور للقصف الذي طاول ظهراً غرب بلدة شمع في القطاع الاوسط بالقذائف الفوسفورية ما أدى الى اشعال حرائق عدة. وحلّقت طائرات حربية اسرائيلية على علو مخفوض في اجواء منطقتي اقليم التفاح والنبطية وصولاً الى مدينة صيدا. وأعلنت المقاومة الاسلامية - الجناح العسكري ل"حزب الله" في بيان ان مجموعة منها هاجمت صباح امس موقع سجد بالاسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية ما أدى الى تحقيق اصابات مباشرة وأكيدة. وكانت مجموعة اخرى رصدت فجراً تحركاً للآليات على طريق سجد فهاجمتها بالاسلحة الرشاشة والصاروخية وتحدثت عن تحقيق اصابات اكيدة. واجتمعت قبل ظهر امس في مقر القيادة الدولية في الناقورة لجنة مراقبة وقف اطلاق النار في جنوبلبنان المنبثقة من تفاهم نيسان ابريل لدرس اربع شكاوى تقاسمها الجانبان اللبناني والاسرائيلي مناصفة. وتدور الشكويان اللبنانيتان على خرقين للتفاهم قامت بهما قوات الاحتلال الاسرائيلي في اليومين الاخيرين وتمثلا بجرح المواطن محمد خليل مرعي 70 عاماً في بلدة مجدل زون وبأضرار مادية لحقت بمنازل عدة وبشبكة الكهرباء وبالسيارات في بلدة عين قانا في اقليم التفاح. فيما تقوم الشكويان الاسرائيليتان على خلفية اطلاق المقاومين قذائف مدفعية سقطت احداها في موقع العبّاد عند الحدود الدولية، وباطلاق قذائف من مناطق آهلة في بلدة جباع في اتجاه مواقع للاحتلال في الاقليم. وتوقعت المصادر المتابعة للمجتمعين ألا ينتهي الاجتماع، وهو الرابع والخمسون لها منذ انشائها من عامين، قبل فجر اليوم نظراً الى ارتفاع عدد الشكاوى.