نيروبي، دار السلام، القاهرة، بكين، لاندشتول المانيا - "الحياة"، رويترز، أ ف ب - تضاءل الأمل أمس بانقاذ احياء من ركام مبنى السفارة الأميركية ومبان عدة محيطة به في نيروبي، فيما بدأ فريق مكتب التحقيقات الفيديرالي اف بي آي معاينة حطام سيارات للتوصل الى أدلة ترشد الى منفذي التفجير الذي حصل الجمعة الماضي في وقت متزامن مع تفجير آخر استهدف السفارة الأميركية في دار السلام. ووفق حصيلة أخيرة ارتفع عدد ضحايا انفجار نيروبي الى 184 قتيلاً، في حين استقر عدد قتلى انفجار دار السلام على عشرة أشخاص. وتواصلت أمس ردود الفعل المنددة بالتفجيرين، فيما ارسلت مصر مساعدات طبية الى كينياوتنزانيا. وكانت عمليات الانقاذ التي تواصلت على مدار الساعة منذ صباح الجمعة الماضي توقفت أمس للمرة الأولى بضع ساعات، واجلي عمال الانقاذ بسبب خطر انهيار أحد المباني. كما طلبت الشرطة التي استخدمت مكبرات الصوت من جميع السكان اخلاء سبعة أبنية مجاورة. واستؤنفت عمليات الانقاذ بعدما تم تدعيم المبنى الذي كان على وشك الانهيار. وأعلن المسؤول عن المسعفين الفرنسيين ان نحو أربعين شخصاً معظمهم قد يكونون قتلوا لا يزالون تحت انقاض المبنى المجاور للسفارة. وأفاد مصور من وكالة "فرانس برس" ان السفيرة الأميركية برودنس بوشنيل وضعت أمس باقة من الورد أمام مقر السفارة. وقالت ان "المشهد مأسوي للغاية". وأضافت في تصريح للصحافيين "انه لأمر صعب جداً ان أكون هنا وان أرى مجرد حطام". وقال الرئيس الكيني دانييل آراب موي في تصريح للصحافيين انه لم يعد هناك ناجون تحت انقاض المباني المدمرة. وقال قبيل تعليق عمليات التفتيش: "لا اعتقد ان هناك أي شخص على قيد الحياة وسط الانقاض". وأضاف ان منفذي الاعتداء "أعداء كينيا". وارتفعت حصيلة ضحايا التفجيرين في كينياوتنزانيا الى 194 قتيلاً حتى صباح أمس. وأعلن المركز الوطني للعمليات الطارئة في العاصمة الكينية لوكالة "فرانس برس" ان عدد ضحايا الاعتداء في نيروبي ارتفع من 164 قتيلاً أول من امس الى 184 أمس وذلك بعد العثور على جثث جديدة بين الانقاض ووفاة مصابين بجروح خطيرة في المستشفى. وفي دار السلام قال الاطباء ان عشرة اشخاص قتلوا في الانفجار الذي استهدف السفارة الاميركية. وقال ناطق باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان رجال الانقاذ ما زالوا يبحثون بين انقاض مبنى دمره الانفجار عن امرأتين قد تكونان على قيد الحياة حتى الآن. وقالت ناطقة باسم اتحاد الصليب الاحمر ان احدى المرأتين واسمها روز وانجيكو على ما يبدو لم تعد تتحدث منذ الساعة الثالثة بالتوقيت المحلي، بينما لم يعد يسمع صوت الثانية التي تدعى جاين على ما يبدو منذ بعض الوقت. التحقيق وعلى صعيد عمليات التحقيق، بدأ أمس المحققون التابعون لمكتب التحقيقات الفيديرالي اف.بي.آي والجيش الأميركي عملهم، وهم يتفحصون بدقة كبيرة السيارات وحطام الزجاج بحثاً عن أدلة وسط اجراءات أمنية مشددة. ويمنع جنود أميركيون وقوات أمن كينية دخول الأشخاص الذين لا يحملون تراخيص الى هذه المنطقة. وأعلن كريس شارف الناطق باسم السفارة الأميركية في نيروبي ان السفارة كانت مجهزة بآلة تصوير للمراقبة الأمنية منصوبة على الواجهة الخلفية للمبنى. من جهة أخرى غادرت العاصمة الكينية متوجهة الى فرانكفورت في المانيا طائرة تقل جثث 12 اميركياً قتلوا في انفجار نيروبي وستنقل الجثث بعدها الى الولاياتالمتحدة. الى ذلك، قالت ناطقة أميركية ان من المتوقع وصول سبعة من مصابي انفجار نيروبي الى مستشفى أميركي عسكري في المانيا لتلقي العلاج. ونقل جواً من نيروبي أول من أمس الأحد 14 مصاباً أميركياً وكينياً من طاقم السفارة الى المستشفى في لاندشتول جنوب غربي المانيا. وعلى صعيد المساعدات، اعلن مصدر رسمي ان مصر ارسلت أمس ثلاثة أطنان من المواد الطبية الى كينيا وينتظر ان يتم ارسال كمية مماثلة الى تنزانيا بعد غد. وقال المصدر ان المساعدات "تأتي في اطار علاقات الاخوة والصداقة مع الدولتين ولمساعدتهما في مواجهة آثار تفجير السفارتين الأميركيتين" في نيروبي ودار السلام. وفي بكين أصدرت الصين بياناً أمس تدين فيه التفجيرين. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية في البيان الذي نشرته وكالة شينخوا للأنباء: "تدين الحكومة والشعب الصيني مثل هذه الأعمال الارهابية ونقدم تعازينا لضحايا التفجيرين وعائلاتهم ... نأمل ان يبذل المجتمع الدولي جهوداً مشتركة لكبح جميع الأعمال الارهابية". إلى ذلك، ذكرت "وكالة الجماهيرية للأنباء" الليبية الرسمية ان الزعيم الليبي معمر القذافي بعث ببرقيتي تعزية إلى كل من الرئيسين الكيني موي والتنزاني بنجامين مكابا، عبر فيهما عن مواساته بضحايا التفجيرين في نيروبي ودار السلام.