وردتني تعليقات وردود ومعلومات تعقيباً على مقال "عرب وبربر وأكراد" سأنشرها تباعاً ضمن دعوتي للحوار حول هذا الموضوع الحساس، وأكتفي اليوم بهذه المعلومات عن أصل الأخوة البربر أنشرها لتأكيد ما ذهبت اليه في تعامي الأول عن أن أصل البربر عرب أقحاح وأصيلين، ولهذا لا بد من تحكيم العقل وعدم الانجرار وراء الفتن التي تفرق بين العرب والبربر في الجزائر واخوانهم من الأقليات في أماكن أخرى لا سيما بعد اغتيال المطرب البربري معطوب الونّاس الذي تسبب باضطرابات وحركات احتجاج استغلتها جهات معادية لإيقاظ الفتنة القائمة. * البربر مسلمون مؤمنون أسهموا في الفتوحات الإسلامية ولا سيما في الأندلس وبينهم القائد العظيم طارق بن زياد ومئات غيره، وقد رحبوا بالفتح الإسلامي في شمال افريقيا واندمجوا بالإسلام وعملوا على انتشاره بعد أن كانوا قد قاوموا الاحتلال الروماني وغيره، كما كان دورهم رئيسياً في الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي. * تسمية البربر غير صحيحة لأن الذي أطلقها على الشعوب التي ادعى اليونانيون ثم الرومان دونهم في الحضارة والمعيشة وكلمة بربري في اليونانية معناها المتوحش أو غير المتمدن. وكان اسمهم قبل الفتح الإسلامي "الأمازيغ" وهم العرب البائدة الذين اختفوا من شبه الجزيرة العربية وهم أبناء أمازيغ بن كنعان، وعاشوا في شمال أفريقيا المغرب العربي منذ القرن الأول الميلادي ولهم هويتهم الثقافية الخاصة وتقاليدهم ولغتهم، وقد ذهب وفد منهم لمقابلة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه أثر الفتح الإسلامي لمصر وأخبروه انهم ساميون من أصحاب الأرض الشاسعة بين البحر الأحمر والمحيط الأطلسي، واستعملوا كلمة "أمازيغ" ولم يستخدموا كلمة بربر أبداً. ومعنى الكلمة في اللغة الكنعانية أعجمي وفي لغتهم. الرجال الأحرار و"الوطن الحر"، وقد جاءوا من اليمن والجزيرة عن طريق الحبشة ومصر. * عم السلام والتساكن والتزاوج بين العرب الذين قدموا مع الفتح الإسلامي، ثم عبر موجات بني هلال، والبربر والأمازيغ عبر التاريخ، ولم يكن هناك أي تمييز أو تمايز بينهما الا ان الاستعمار عاد واستخدم هذه التسمية وفق سياسة: "فرق تسد" ولكنهم لم ينجروا للفخ لتمسكهم بروح الإسلام ورابطة القبيلة ومنهم أبطال وعلماء دين مثل الشيخ عبدالحميد بن باديس. * عرف عنهم الكرم والشجاعة والدفاع عن الشرف، ومن عاداتهم الوشم والخضاب بالحنة والختان والملابس التقليدية والموسيقى والرقص. يسكنون الجبال ويزرعون الحبوب والفواكه والخضروات، ويربون الماشية والدواجن، ولهم مشغولات تقليدية جميلة، وعندهم أغانٍ شعبية تسمى الحيدوس وهي تختلف من قبيلة الى أخرى... * تختلف لهجاتهم حسب توزعهم الجغرافي وهي: "تاما زيغت" في جبال الأطلسي ووديانها وهي أسهل من غيرها. و"تاسوسيت" في جبال أغادير وجنوب المغرب، و"تاريغيت" في شمال المغرب والريف. وقد بدأ المغرب أخيراً ثم الجزائر في تخصيص نشرات أخبار وبرامج باللغة الأمازيغية، وهناك قصائد شعر باللغة الامازيغية ولكنها غير مكتوبة فلغتهم تعتمد على الحروف الصامتة ولا تهتم بالأصوات وتعايشت مع العربية في البداية، ثم اندمجت فيها لأنها لغة القرآن الكريم. ولا شكّ ان تراكمات الاستعمار ثم توالي الصراعات الداخلية في الجزائر أدت الى عودة ظهور نعرة التفرقة. أما المغرب فإن القضية فيه ثقافية وليست سياسية بسبب الحكمة والوحدة الوطنية واندماج أبناء المغرب بالتزاوج والمصاهرة وسياسة الملك التي تدعو للتساكن والتآخي دون ان ننسى أن الدماء الملكية التي هي رمز لهذه الوحدة هي خليط بين الدم العربي والدم البربري. وأرحب بأية معلومات اضافية أو توضيحات وتصويبات لأن باب الحوار في هذه الزاوية مفتوح، تمشياً مع دعوتي المستمرة للمعرفة والإيضاح والتحذير من الفتن والنعرات والتعصب. فنحن في النهاية أخوة في الدين والدم والنسب والتاريخ والحضارة والحاضر والمستقبل.
خلجة من القارئة دالية. ع: سأظل أحبك الى الأبد لأنك علمتني الحب وأرضعتني دفء الحنان وأرشدتني الى طريق التضحية والاخلاص والوفاء